عودة دحلان وعباس رئيسا شرفيا.. «القدوة» يرسم ملامح الحكم الجديد بغزة
عاد الحديث المؤجل عن مستقبل وشكل الحكم في قطاع غزة الفلسطينية مع تسارع جهود وقف النار، في وقت طرحت قيادات وشخصيات فلسطينية «بديل حماس» في القطاع التي سيطرت عليه لسنوات طويلة.
القيادي الفلسطيني ناصر القدوة قفز على الوضع بعد الحرب الحالية ومشددا على ضرورة إجراء «تغيير على مستوى القيادة الفلسطينية بعد حرب غزة»، معتبرا أن حركة حماس ستخرج «ضعيفة» من الحرب، وداعيا إلى «طلاق ودّي» مع الرئيس محمود عباس.
ويقول القدوة (70 عاما)، ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ووزير الخارجية الفلسطيني السابق، لوكالة «فرانس برس» إن المحادثات الجارية للتوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والتي تشارك فيها دول خليجية ومصر وقوى غربية تسعى إلى وقف القتال وتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.
لكن خلف الكواليس، يتمّ التطرق إلى قضايا أوسع تتعلق بما بعد الحرب مثل الأمن وإصلاح القيادة وإنشاء دولة فلسطينية وتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
ويتساءل «كيف نجمع كل هذه العناصر؟ ما هي الأولوية؟ ما الذي يأتي في المرتبة الثانية؟ وما إلى ذلك.. .»، مضيفا «قد يبدو ذلك ملتبسا، لكن مواقف الأطراف تتقارب في الواقع أكثر فأكثر، باستثناء موقف إسرائيل بالطبع».
وتهدف المحادثات إلى الوصول إلى وقف لإطلاق النار لستة أسابيع يستمر إلى ما بعد شهر رمضان الذي من المتوقع أن يبدأ في العاشر أو 11 من مارس المقبل، ويسمح بتبادل الرهائن ومعتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
ويتوقع القدوة أن يكون هناك «تكثيف للجهود حول العناصر الأخرى» خلال الهدنة.
لايمكن تجاهل حماس
فيما يستبعد الدكتور بجامعة القدس والمحلل الفلسطيني أيمن الرقب أي تسوية للوضع النهائي في قطاع غزة تتجاهل حماس.
وأضاف الرقب في تصريح لـ «خليحيون» أنه يستحيل على الأرض تجاهل حماس أو طردها خارج القطاع، بينما يرى أنه يمكن استيعابها في قالب سياسي جديد بأن تكون جزءا من منظومة الحكم السياسي.
وطُرد القدوة من حركة فتح التي يتزعمها عباس في العام 2021 بعد إعلان نيته الترشح للانتخابات التشريعية في العام 2021 على لائحة مناهضة لعباس، وهي انتخابات لم تجر في النهاية.
عودة دحلان
ويجري القدوة الى جانب حليفه محمد دحلان، الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة، نقاشات مع قوى غربية وعربية للبحث في مستقبل القيادة الفلسطينية.
ويتحدّر دحلان من مخيم خان يونس للاجئين في جنوب قطاع غزة، وهو شخصية مثيرة للجدل بين الفلسطينيين. يقيم في الإمارات منذ سنوات، ومقرّب من الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان الذي قامت بلاده بتطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية في العام 2020.
طلاق ودي
في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية مؤخرا، دعا دحلان إلى قيادة جديدة للسلطة الفلسطينية.
ويبلغ عباس 88 عاما ووصل إلى الحكم في العام 2015 ويدير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية فيما تحكم حماس قطاع غزة منذ العام 2007.
بالنسبة للقدوة، يجب أن يحصل «طلاق ودّي مع عباس»، فيبقى «رئيسا فخريا»، على أن يتولى رئيس وزراء وحكومة السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
حماس مختلفة
ويضيف «لن يتمّ القضاء على حماس كما قالت إسرائيل، هذا غير ممكن أصلا». لكن «حماس ستضعف ولن تحكم غزة بعد الحرب. سيؤدي ذلك على الأرجح إلى حماس مختلفة».
#حرب_غزة — تفجيرات عنيفة في #رفح آخر ملاذ للنازحين التي تتلاشى ملامحها لتتحول إلى ساحات خراب تطوقها المعارك .. ومرضى #مستشفى_ناصر في #خان_يونس يواجهون خطر الموت مرضًا أو برصاص الاحتلال #الحدث pic.twitter.com/HIwXEsAh5R
— ا لـحـدث (@AlHadath) February 17, 2024
ويوضح «لا أستطيع أن أقول كيف بالضبط، لأن الأمر يعتمد على أعضاء حماس ليقرّروا.. .ولكن يجب أن نكون حاضرين من أجل المساعدة وتشجيع هذا التحوّل».
لقاءات القدوة في قطر
بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، التقى القدوة بقادة حماس في قطر.
ويكشف «لقد كنت صادقا جدا معهم وأخبرتهم بما أعتقد، بما في ذلك حقيقة أن حماس لن تبقى في السلطة ولن تحكم غزة».
ويوضح «لم يكن من السهل عليهم استيعاب الأمر، لكنني أعتقد أنهم أصبحوا يفهمون هذا الواقع الآن».
وتصرّ إسرائيل على أنها ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بعد الحرب، لكنها تشير إلى أن «كيانات فلسطينية» ستدير القطاع.
حان وقت الإصلاح
في وقت سابق دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى «إصلاح» السلطة الفلسطينية.
ويرى القدوة أن التغيير يعتبر أولوية رئيسية عند «أكثر من 90 في المئة من الفلسطينيين».
ويقول «حتى أنا باتت لديّ شكوك حول حلّ الدولتين. أعني أن المصطلح مرتبط بما يسمى عملية السلام الفاشلة التي لم تؤد إلى شيء».
السعودية.. ولي العهد يبحث مع محمود عباس مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية