الإعلام سلاح عراقي جديد في مواجهة تجار المخدرات
أصدر وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، اليوم الخميس، قرارا بتشكيل مركز إعلامي خاص بكل ما يتعلق بملف ضبط قضايا المخدرات في عموم البلاد.
وسيكون هذا المركز معني بجمع المعلومات وتوحيدها والأدلاء بالتصريحات الإعلامية لجميع الأجهزة الأمنية العاملة ضمن غرفة العمليات المشتركة، وفق وكالة الأنباء العراقية (واع).
وأوضحت وزارة الداخلية في بيان أن «وزير الداخلية عبد الأمير الشمري وجه بتشكيل مركز إعلامي خاص بمديرية المخدرات والمؤثرات العقلية، معني بجمع المعلومات وتوحيدها والأدلاء بالتصريحات الإعلامية لجميع الأجهزة الأمنية العاملة ضمن غرفة العمليات المشتركة».
وتابع البيان أن «توجيه الوزير يأتي خلال ترؤسه اجتماع الأمر الديواني لتنسيق الجهد الأمني والاستخباري لمكافحة المخدرات»، مؤكداً «أهمية الاستمرار في متابعة مروجي المخدرات وتجارها والاستفادة من التنسيق والانفتاح الموجود مع دول الجوار».
وشدد الوزير على متابعة أي معلومة عن المخدرات تأتي من جميع الأجهزة الأمنية، موجهاً بتكثيف الجهود لإلقاء القبض على تجار المخدرات كافة والمطلوبين بقضايا المخدرات ومروجيها، وبين أن «الوضع الأمني والاقتصادي للعراق جيد جدا ولا بد من الحفاظ على الاستقرار والعمل على زيادة مستواه».
التهديد الأول ويجب القضاء عليها
وختاما وصف الوزير آفة المخدرات بأنها التهديد الأول ويجب القضاء عليها بشكل كامل وإكمال قاعدة البيانات عن تجار هذه السموم، فضلاً عن تكثيف الجهد الأمني في متابعة المنافذ الحدودية، وفق «واع».
ويم الأحد الماضي، أصدرت محكمة جنايات ميسان العراقية، أحكاماً مختلفة بحق سبعة من تجار ومروجي المخدرات في البلاد، تتراوح مدتها من ست سنوات إلى خمس عشرة سنة.
وحسب المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى، أصدرت محكمة جنايات ميسان، حكم على مدانين اثنين بالسجن لمدة خمس عشرة سنة، فيما تم الحكم على ثلاثة منهم بالسجن لمدة ست سنوات، لافتاً إلى أن «المدانَين الآخرَين حكم عليهما بالسجن لمدة سبع سنوات».
العراق من معبر إلى مستهلك للمخدرات
وخلال السنوات الماضية، تحول العراق من معبر للمخدرات إلى بلد استهلاكي لها، بعدما وصلت تجارة وتعاطي المخدرات هناك إلى آفاق غير مسبوقة تنهش جسد المجتمع، الأمر الذي دعا البرلمان إلى تشديد العقوبات.
وفي ختام 2023، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد مقداد الموسوي، أن «عدد الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال عام في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، بلغ مايقارب 15 ألف متهم، لكن هناك أقساماً أخرى عملت في مجال المخدرات وأصبح عدد الموقوفين بتهم المخدرات في وزارة الداخلية 19 ألفاً و35 موقوفاً».
وأكد «ضبط 4 أطنان من المواد المخدرة، وأكثر من 15 طناً من المؤثرات العقلية، وتم الاشتباك مع عصابات المخدرات في عدة أماكن، وتم قتل 16 تاجر مخدرات، وقدمت الوزارة 4 شهداء و23 جريحاً، إضافة إلى ضبط أكثر من 1700 قطعة سلاح، و1300 عجلة تابعة إلى تجار المخدرات».
اقرأ أيضا:
بينهم 3 من أخطر التجار.. الأمن العراقي يفكك شبكة كبيرة لتجارة المخدرات
تحذير من تحرك خطير نحو تقسيم العراق
وأشار إلى أن مجموع المحكومين في مجال المخدرات، تجاوز 9 آلاف محكوم من ضمنهم محكومون دوليون، مؤكداً أنه لأول مرة في تاريخ وزارة الداخلية يلقى القبض على 140 تاجراً دولياً، وفق الوكالة.
خريطة تجارة المخدرات في العراق
وحسب خبراء أمنيين، تنتشر تجارة وتوزيع المخدرات في المناطق الفقيرة والمحرومة في بغداد والمحافظات خاصة الجنوبية، ولا توجد إحصائية رسمية منشورة لأعداد المتعاطين للمخدرات في العراق، غير أنها تنتشر بين فئة الشباب.
ويؤكد الخبراء أن «الفقر والبطالة يعدان عاملين رئيسين لانتشار المواد المخدرة في العراق، إذ تشير وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى أن هناك 4 ملايين عاطل عن العمل في العراق، بينما تؤكد وزارة التخطيط أن 14% من الشباب العراقي عاطلون عن العمل ولا يملكون أي مصدر للدخل».