تقديرات اقتصادية مخالفة للتوقعات عن هجمات الحوثي.. ماذا قالت «موديز»؟
على عكس السائد بشأن التأثيرات السلبية للتوتر العسكري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، قال محللون من «موديز» لخدمات المستثمرين إن الهجمات على سفن تجارية فتؤدي إلى تأخر البضائع ورفع تكاليف الشحن، إلا أن ضعف الطلب ووفرة السفن يخففان من تأثيرها على التضخم.
ونقلت وكالة «رويترز» عن دانيال هارليد محلل قطاع النقل في شركة التصنيف الائتماني وتحليل المخاطر «موديز» القول إنه من غير المتوقع أن يكون لعمليات التحويل تأثير كبير على التضخم لأنها ليست مدفوعة بالطلب.
ويجري تحويل سفن تحمل بضائع تتراوح من الأثاث والملابس وحتى الغذاء والوقود بعيدا عن الطريق التجاري المختصر المار عبر قناة السويس إلى الطريق الأطول والأعلى تكلفة حول أفريقيا، وذلك بسبب الهجمات التي تشنها قوات الحوثي بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن دعما من جانبهم للفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر على قطاع غزة.
تغيير مسار السفن حول أفريقيا
وسفن الحاويات هي المستخدم رقم 1 للمسار الذي يربط بين أوروبا وآسيا عبر قناة السويس. وأصبح معظمها يتجنب هذا المسار، فيما يمثل أكبر اضطراب لحركة التجارة العالمية منذ الفترة الأولى لجائحة كوفيد-19.
ويتطلب تغيير مسار السفن للإبحار حول أفريقيا زيادة في عدد السفن بنسبة تتراوح بين ستة إلى عشرة بالمئة بسبب فترات الإبحار الأطول التي تؤدي إلى إبطاء عودة السفن إلى نقاط انطلاقها، مما يرفع الأسعار الفورية عند الطلب على بعض المسارات بأكثر من مئة بالمئة.
وجاءت هذه الزيادات بعد مستويات متدنية للغاية ويتوقع خبراء الشحن أن تعود الأمور لطبيعتها وذلك لأن ملاك السفن، الذين تصل إليهم سفن جديدة، كانوا يجدون صعوبة في ملء السفن الحالية بالبضائع قبل بدء هجمات الحوثي في نوفمبر. ويبدو أن قطاع السيارات يتحمل العبء الأكبر من تأثير الاضطرابات. فقد علقت تسلا وشركات تصنيع أخرى الإنتاج الأوروبي بشكل مؤقت نتيجة لنقص المكونات.
ريكورداتي الإيطالية: هجمات البحر الأحمر لا تؤثر على الإنتاج
على المسار نفسه، قال المدير المالي لشركة صناعة الأدوية الإيطالية «ريكورداتي» إن الهجمات على حركة الشحن في البحر الأحمر ليس لها سوى تأثير ضئيل على سلسلة التوريد للشركة. ونقلت رويترز عن لويجي لا كورتى القول إن تغيير مسار السفن بعيدا عن الشرق الأوسط عبر جنوب القارة الأفريقية يبطئ وقت تسليم بعض المكونات المستخدمة في عملية التصنيع، لكن لا يوجد نقص في المنتجات.
وذكر المدير المالي لشركة صناعة الأدوية الإيطالية «أن الأمر صار أطول قليلا بالنسبة للمكونات النشطة، لكننا لا نرى أن ذلك يمثل مشكلة». وأضاف أن الشركة التي مقرها ميلانو تدرس أنشطة اندماج واستحواذ محتملة لقسم الأمراض النادرة التابع لها، وتركز في المقام الأول على الولايات المتحدة، لكنها تنظر أيضا إلى أوروبا. وقال لا كورتى «الاستراتيجية لم تتغير وتتضمن النمو العضوي للمحفظة إضافة إلى صفقات الاستحواذ».
وتجاوز إجمالي إيرادات الشركة الملياري يورو (2.2 مليار دولار) للمرة الأولى. وشهدت الشركة أيضا طلبا قويا على أدوية الأنفلونزا والسعال ونزلات البرد العام الماضي، بزيادة تجاوزت التسعة بالمئة دفعته إلى مستوى أعلى مما كان عليه قبل جائحة كوفيد-19.
وتابع المدير الإيطالي «لا ينصب التركيز كثيرا على سوق معينة، بل يتزايد على المحفظة، ونواصل التعامل مع قسم الأمراض النادرة باعتباره نشاطا استثماريا ورعاية أولية متخصصة سواء بالنسبة للمنتجات الموجودة بالفعل في السوق أو المنتجات الجديدة«. وأشار لا كورتى إلى أن «الولايات المتحدة أصبحت السوق الرائدة للشركة قياسا بنصيبها من المبيعات في 2023، والذي بلغ 15.6%، مما يضعها بفارق طفيف قبل السوق الإيطالية التي بلغت حصتها 15.3% من إجمالي المبيعات».
اقرأ المزيد
شاهد| غواصات الحوثي تدخل مسرح عمليات البحر الأحمر