مفاجأة.. العراق لم يطلب رسميا انسحاب قوات التحالف
فجر مسؤول أميركي سابق مفاجأة بشأن مستقبل وجود القوات التحالف في العراق، قائلا إنه لا يوجد حتى الآن طلب رسمي من جانب الحكومة العراقية بإنهاء وجود التحالف بقيادة الولايات المتحدة في البلاد.
جاء ذلك في مقابل تصاعد مطالبات الحكومة العراقية - على نحو معلن- بإنهاء مهمة التحالف الدولي وانسحاب القوات الأميركية من البلاد في الآونة الأخيرة، إثر ضربات متبادلة بين هذه القوات وجماعات عراقية مسلحة مرتبطة بإيران، على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر الماضي.
آليات انسحاب التحالف الدولي من العراق
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن عبّاس داهوك، المستشار العسكري السابق بوزارة الخارجية الأميركية القول إن «هناك آليات محددة يمكن من خلالها فقط تحقيق انسحاب قوات التحالف، من بينها أن يتقدم العراق بطلب رسمي وبعد ذلك سيتعين على التحالف، بما في ذلك الولايات المتحدة، مغادرة العراق، وهو الأمر الذي يبدو أن إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن ستباركه».
لكنه أردف قائلا «لم يكن هناك طلب رسمي من الحكومة العراقية بالإخلاء، واللجنة (العسكرية المشتركة) ما زالت تجتمع، ولا جدول زمنيا بشأن متى ستنتهي (اجتماعات) هذه اللجنة العسكرية المشتركة أو تُصدر بيانا نهائيا».
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني قال إن مبررات وجود التحالف الدولي في البلاد انتهت وإنه لا حاجة لهذا الوجود، وفقا لما نقلته عنه وكالة الأنباء العراقية الرسمية. كما أعلن العراق الشهر الماضي، بعد سلسلة من الضربات الأميركية على جماعات مسلحة عراقية، أنه اتفق مع واشنطن على تشكيل لجنة لبدء محادثات حول مستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة من أجل وضع جدول زمني لانسحاب القوات وإنهاء مهام التحالف.
على هامش مؤتمر ميونخ.. #السوداني يبحث مع أعضاء من الكونغرس الأميركي قضية إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق#العربية pic.twitter.com/RMfuqTMkMF
— العربية (@AlArabiya) February 17, 2024
وأطلقت بغداد وواشنطن محادثات في مطلع يناير الماضي، في إطار «لجنة عسكرية عليا»مشتركة، لكنها عُلقت في الثامن والعشرين من الشهر نفسه، عقب هجوم بطائرة مسيرة أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن على الحدود مع سوريا. واتهمت واشنطن جماعات متطرفة مدعومة من إيران بالمسؤولية عن الهجوم، وهو الأمر الذي نفته طهران.
لكن في منتصف الشهر الجاري استأنف البلدان المحادثات الأمنية، وأوضح داهوك أنه «بالإضافة إلى خيار تقديم طلب رسمي لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، فإن هذا الانسحاب من الممكن أن يتحقق أيضا من بيان مشترك للجنة العسكرية المشتركة التي تجتمع حالياً».
وقال «هذه اللجنة تجتمع الآن واجتمعت عدة مرات، وإذا كان تقييمها أنه لم تعد هناك حاجة للوجود (في العراق بالنسبة للتحالف)، فسيحترم كلا الطرفين إنهاء المهمة.. .التقييم يقوم على ثلاثة عناصر، أولا، عليهم تقييم التهديد الحالي الذي يشكّله تنظيم داعش، للتأكد من أنه لم يعد يشكل تهديدا للعراق، وأيضا للمنطقة، وربما لأي عمليات دولية».
أضاف «يتعين عليهم أيضا تقييم المتطلبات العملياتية للتصدي لداعش، ليس فقط في العراق، وإنما أيضا في سوريا، لأن هناك حاجة إلى بعض الأمور اللوجستية من جانب العراق. المطلب الثالث، والأهم، هو أن تكون قوات الأمن العراقية قادرة على القيام بعمليات ضد داعش من دون دعم الولايات المتحدة أو التحالف، أي من هذه الخيارات ستنهي وجود التحالف».
وكان هناك تضارب في البيانات بشأن وجود طلب لإنهاء مهمة التحالف من عدمه، وتأثيرات مثل هذا الانسحاب إذا تم، بالإضافة إلى وجود تساؤلات بشأن حجم وجود تنظيم داعش في العراق، وما إذا كان قادرا على إعادة بناء قدراته كما حصل بعد الانسحاب الأميركي عام 2011.
ما هو التحالف الدولي ضد داعش؟
في العاشر من شهر سبتمبر عام 2014، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما عن تشكيل تحالف دولي لمكافحة والقضاء على تنظيم داعش، وذلك من خلال عمليات عسكرية مشتركة تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم.
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تمثل القوات الأميركية القوام الرئيسي لقوات التحالف الدولي، الذي بدأ عملياته العسكرية بضربات جوية استهدفت مقاتلي التنظيم في العراق وسوريا، واستمر القتال لأكثر من ثلاث سنوات.
وفي ديسمبر عام 2017، أعلنت الحكومة العراقية وقوات التحالف النصر على داعش. وتنشر واشنطن حاليا نحو 2500 عسكري في العراق، ونحو 900 في سوريا في إطار مكافحة التنظيم.
اقرأ المزيد:
خاص| الأنبار أمام سيناريو الحكم الذاتي.. والدستور يهدد وحدة العراق
تحذير من خطورة التصعيد في غزة.. السيسي يستقبل «الحكيم» العراقي