«باطلة» وتشجع ميليشيا الدعم السريع.. الخارجية السودانية ترد على اتهامات أميركية
تتدحرج الأزمة السودانية ككرة ثلج إلى الهاوية الإنسانية مع استمرار الحرب بين طرفي الصراع بالدولة، التي تعاني من شبح مجاعة وتهجير داخلي وتلاحق جنرالي الحرب فيها اتهامات بالإبادة والإفراط في أذية المدنيين.
انتهاكات مروعة
في وقت لاحق من الجمعة دانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، «الانتهاكات والتجاوزات المروعة» التي ارتكبها الجيش وقوات الدعم السريع خلال الحرب في السودان.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: «منذ حوالى عام، تسمع روايات قادمة من السودان عن الموت والمعاناة واليأس، في ظل استمرار الصراع العبثي وانتهاكات حقوق الإنسان من دون نهاية في الأفق».
بعد سلسلة هزائمهم المتتالية واستنزافهم،قرروا اللجوء إلى خطة يائسة.بالاتفاق بين قادة المليشيا وموسى هلال وحفتر،قاموا بإدخال مجموعة من المرتزقة عبر ليبيا، إلى جانب عربات قتالية تابعة للواء126 الليبية،بهدف الهجوم على الفاشر.
رسالتنا واضحة لهؤلاء المرتزقة:السودان ستكون مقبرتكم جميعًا pic.twitter.com/LapP1tWZSH— Makkawi Elmalik | مكاوى الملك (@Mo_elmalik) February 24, 2024
رد سوداني
وزارة الخارجية السودانية، رفضت السبت، الاتهامات، التي وصفتها بـ«الباطلة»، والتي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، ضد القوات المسلحة وحكومة السودان فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والأنشطة المدنية.
وأضافت الخارجية السودانية: «تجنب البيان إصدار إدانة صريحة وواضحة وحصرية ضد المليشيا الإرهابية المسؤولة (الدعم السريع) عن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي والجرائم ضد الإنسانية في السودان، وهو ما أقرته الإدارة والمؤسسة التشريعية بالولايات المتحدة نفسها. وسعى بطريقة متعسفة لتوزيع الإدانة، بإقحام القوات المسلحة السودانية، الجيش الوطني المسنود بكامل الشعب السوداني، في مسائل لا صلة لها بها».
وفيات الأطفال في دارفور
في نفس السياق أعربت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف في السودان مانديب أوبراين عن قلقها البالغ إزاء التقارير عن وفيات الأطفال في دارفور غربي البلاد.
وفق ما نشرته صحيفة «التغيير» السودانية على حسابها بموقع «فيسبوك» اليوم السبت، قامت «يونيسف» في شهر فبراير الجاري بتسليم 10 آلاف كرتونة من الأغذية العلاجية الجاهزة المنقذة للحياة إلى دارفور، يستفيد منها آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
شوفو يا جنجويد يا شكش يجيكم موسي هلال يجيكم سك كمكم ما عندنا ليكم حاجة جيش رااااااقد هبطرش يسد عين الشمس وكرجكولا دا زي ما حشاكم في الجبل يا طراميش بحشكم في الفاشر وفي اي محل !!
اللواء يوسف أحمد يوسف ( كرجكولا) رئيس هيئة الأركان لحركة جيش تحرير السودان قيادة "عبدالواحد محمد نور… pic.twitter.com/nJRgBxRbCC— YASIN AHMED (@yasin123ah) February 24, 2024
واتهم بيان الخارجية السودانية الولايات المتحدة: بتجاهل حقيقة أن الحدود السودانية التشادية، التي تنتشر فيها المليشيا الإرهابية، هي المعبر الأساسي للأسلحة والمعدات التي تستخدمها المليشيا لقتل الشعب السوداني وارتكاب كل الفظائع المعروفة عنها، وقد وثقت ذلك جهات محايدة عديدة على رأسها فريق خبراء الأمم المتحدة المستقلين لمراقبة القرار 1591، وقنوات التلفزة وكبريات الصحف الأميركية».
ويشهد السودان صراعا في أعقاب انقسام بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي العام الماضي.
ويتنافس البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، على السلطة منذ أبريل 2023.
الخارجية السودانية أكملت: «مع أن البيان تضمن أن المليشيا تنهب البيوت والأسواق ومستودعات المساعدات الغذائية في المناطق التي تسيطر عليها، فإنه يلوم القوات المسلحة على عدم وصول المساعدات إلى تلك المناطق! كما أنه أقحم القوات المسلحة في موضوع قطع شبكات الاتصال وهو أمر تتحمله المليشيا الإرهابية وحدها. وعلى عكس ما ورد في البيان فقد قدمت الحكومة السودانية كل الدعم والإسناد لشركات الاتصال لاستئناف خدماتها بإقامة مشغلات جديدة بدلاً عن تلك التي خربتها المليشيا».
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي لا يستبعد اجتياح #كييف، وبرنامج الأغذية العالمي يحذر من مجاعة في #السودان
الخبر في قصة بـ #إيجاز pic.twitter.com/oSVLc3eg2p— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 22, 2024
وأردفت الخارجية السودانية، في بيانها: «رغم أن البيان أشار إلى الانتشار الواسع للاغتصاب والتنكيل بالمدنيين، إلا أنه لم يحدد المسؤول عن تلك الجرائم وهي المليشيا الإرهابية. وفي هذا السياق، فمن المؤسف أن يخلو البيان من أي إشارة للفظائع الأخيرة للمليشيا ضد القرويين العزل في ولايات الجزيرة وسنار وجنوب كردفان ومعسكرات النازحين في شمال دارفور، والحصار الذي تفرضه على مدينة طابت، وذلك الذي فرضته على منطقة الفتيحاب بأمدرمان على مدى عشرة شهور، ولم يرفع إلا بعد هزيمة المليشيا على يد القوات المسلحة الأسبوع الماضي».
وكشف تقرير أممي أن الجيش وقوات الدعم السريع «نفذوا هجمات عشوائية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، بما في ذلك مواقع تؤوي نازحين، خصوصا في الخرطوم وكذلك في كردفان ودارفور، بين شهري أبريل وديسمبر».
عنف جنسي
وفي نوفمبر، حذر حوالى 12 خبيرا في الأمم المتحدة من انتشار العنف الجنسي على نطاق واسع، بدوافع عرقية في بعض الأحيان، بينما يستخدم «كأداة حرب» في السودان.
وعدد التقرير «118 حالة عنف جنسي»، من بين ضحاياها 19 طفلا.
وحذر تورك من أن «بعض هذه الانتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب»، داعيا إلى إجراء «تحقيق سريع وشامل وفعال وشفاف ومستقل ونزيه، وإحالة المسؤولين على القضاء».
«جرائم حرب» تلاحق الجنرالين في السودان
السودان.. لا فرار من الجوع وتقارير دولية تنذر بكارثة نزوح «صادمة»