«خليجيون»| «فخ أمني» في باب المندب.. والهدف مصر
يحول سيناريو غربي في تخوم باب المندب لإذكاء النيران المشتعلة التي يراد لها أن تُطال مصر، عبر التأثير على اقتصادها الذي يعيد تعافيه، جراء الخسائر الهائلة التي يتلقها بانخفاض إيرادات قناة السويس.
السيناريو الذي يرسمه خبراء ومحللون يدور حول زيادة استفزاز جماعة أنصار الله (الحوثيون) لدفعها إلى مزيد من العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وهو ما يتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويبقى التهديد الحوثي ما بقي العدوان الإسرائيلي في غزة، والهجمات الأميركية البريطانية في اليمن، والمساران يتقاطعان في طريق واحد، يعتبره محللون استفزازًا مقصودًا لجماعة الحوثي التي تتخندق في صفوف محور المقاومة.
وفي حين تلقي تقارير غربية باللائمة على جماعة الحوثي في عرقلة حركة السفن بالبحر الأحمر، تغض الطرف عن الأسباب التي تقود إلى تلك الممارسات، والمتمثلة في عدوان إسرائيلي، لا يزال يضرب بكافة اللوائح والقوانين الدولية عرض الحائط.
مخاطر التصعيد في البحر الأحمر ومضيق باب المندب بعد تهديد جماعة الحوثي بغلق كلي للمضيق أمام الملاحة الدولية، وهو ما عده محللون عسكريون محصلة طبيعية للتصعيد العسكري الأميركي والبريطاني ضد اليمن.
وتنفذ جماعة الحوثي هجمات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ منذ نوفمبر في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن تضامنا مع الفلسطينيين في حرب غزة. وارتفع عدد الشهداء في القطاع إلى ما يقرب من 30 ألفا.
ويوم الجمعة هددت جماعة الحوثي بإغلاق مضيق باب المندب كلياً، والذي يعد من أهم المعابر المائية في العالم، ويشكل ممرا بحريا للتجارة الدولية، وتمر به معظم أنشطة التبادل التجاري بين آسيا وأوروبا، ونحو 10% من حركة الملاحة العالمية.
الحوثيون
أميركا وبريطانيا.. وباب المندب
من جانهب يحمّل اللواء محمد الغباشي الخبير العسكري والاستراتيجي المصري وأمين مركز آفاق للدراسات كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية تدهور الأمن في جنوب البحر الأحمر وباب المندب.
ويشرح الغباشي في تصريح لـ «خليجيون» أن الأزمة كان يمكن تسويتها منذ البداية خاصة وأن جماعة الحوثي كانت تمتلك أسلحة ضعيفة ومداها قليل لكن قرار الولايات المتحدة بمواجهتها كان متعمدا. ويتابع الخبير الاستراتيجي أن واشنطن «استفزت الحوثيين بتعظيم خطورتهم في البداية ثم تجييش السفن الحربية لمواجهتها وهي تعرف مسبقا رد الفعل الحوثي باستهداف مزيد من السفن».
وعن الغرض من الاستفزاز الغربي للحوثيين، يفول الخبير العسكري «إن الهدف الأساسي كان الضغط اقتصاديا على مصر وإشعال أزمات داخلية لإجبارها على قبول الشروط الإسرائيلية لتسوية الوضع في غزة»، مشيرا «أن مصر فقدت بالفعل ملايين الدولارات في فترة قصيرة من عائدات قناة السويس».
تدوينة التهديد الحوثي
تهديدات غلق باب المندب جاءت في تدوينة للقيادي الحوثي حسين العزي، على منصة إكس، وقال «نستطيع إغلاق باب المندب كلياً، وفيك تضع تحت كلمة (كلياً) عشرين خط».وأضاف «وبما أننا لم نفعل ذلك فهذا يعني أننا ما زلنا نحرص على الملاحة الدولية»، متهماً أميركا وبريطانيا بممارسة الكذب.
لكن الخبير العسكري المصري محمد الغباشي يتوقع «قرب انتهاء الأزمة في باب المندب مع قبول الجانب الإسرائيلي لهدنة والدخول في مفاوضات، تحت تأثير الخسائر البشرية والاقتصادية».
وتشارك الولايات المتحدة ومصر وقطر في جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل إلى هدنة وتبادل أسرى ومحتجزين في باريس.
الحوثيون يحاولون خطف سفينة (الإنترنت)
لاتنسوا إيران
لكن الخبير في الشأن الإيراني على رجب يرى أن الحوثي لن توقف الهجمات إلا في حال ضمانة عدم استهداف الجماعة في المستقبل أو التفكير في الغزو الأميركي في اليمن. ولم يستبعد رجب في تصريح لـ «خليجيون» أن ينتهي الصراع في باب المندب في وقت قريب لكن دون تحييد إيران عن المشهد باعتبارها الداعم الأكبر لجماعة الحوثي.
وإذ يعيد رجب التأكيد أن جزءا كبيرا من الأزمة في باب المندب موجه ناحية القاهرة والضغط الاقتصادي عليها مبكرا بعد إعلان مصر مواقف متشددة مع الجانب الإسرائيلي ورفض التهجير القسري أو ادخال سيناء في أي معادلة من معادلات الحل الإسرائيلي، فإنه يشير إلى أن الخلاف المصري الإسرائيلي وصل ذروته بعد رفض السيسي محادثة نتنياهو في الهاتف مايدلل على صلابة الموقف المصري ضد الكيان.