«خليجيون»| عار نتنياهو يلاحق مفاوضات الهدنة في 3 عواصم
تتنقل طاولة مفاوضات الهدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس بين باريس ثم الدوحة وصولا إلى القاهرة، وسط تعنت شرس من قبل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يدرك، وحسب محللين، أن وجوده على سدة الحكم رهينة استمرار هذه الحرب وخروجه منها بـ«انتصار زائف».
وفي مؤشر على غياب الجدية الإسرائيلية في المحادثات الجارية، قلل نتنياهو من بصيص الأمل الذي حمله الإعلان الأميركي، على لسان مستشار الأمن القومي حايك ساليفان، حين قال الأخير إن محادثات باريس قادت إلى «تفاهم» حول اتفاق محتمل يقضي بإطلاق حماس سراح محتجزين ووقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة.
وفي هذا السياق، زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في حديث لشبكة (سي.بي.إس نيوز) إن حركة حماس لا بد أن «تقبل بحل منطقي». بل وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بالقول «إذا كان لدينا اتفاق، فسيتأجل بعض الوقت لكنه سيُنجز. وإذا لم يكن لدينا اتفاق فسننجزها على أي حال».
ورغم ما رصده أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور جهاد الحرازين من «تطورات قد تكون إيجابية على التفاهم الذي أعلنته واشنطن» إلا أنه يشير في تصريح إلى«خليجيون»أن «نتنياهو يريد استكمال عمليته العسكرية في رفح، لكنه مقيد بضرورة تجنيب المدنيين لعمليات القتل والاستهداف المباشر فيما لا يوجد مكان آمن في غزة».
مفاوضات في القاهرة والدوحة
ويبدو أن جولة مفاوضات باريس لم تكن كافية، إذ نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصادر مصرية «استئناف مفاوضات التهدئة بقطاع غزة، من خلال اجتماعات على مستوى المختصين تعقد بالعاصمة القطرية الدوحة، وأخرى تعقبها في القاهرة» حيث التقى مديرو الاستخبارات المصرية والأميركية والإسرائيلية ورئيس الوزراء القطري في 13 فبراير.
لكن جولتي المفاوضات المقبلتين في العاصمتين العربيتين قد تصطدمان أيضا بتعنت نتنياهو إذ قال مستشاره للأمن القومي إنّه من أجل إبرام اتفاق، تُطالب إسرائيل أولاً «بالإفراج عن جميع الرهائن، بدءاً بجميع النساء». غير أنه عاد ليقول إن «مثل هذا الاتفاق لا يعني نهاية الحرب».
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية تسريبات نقلا عن مسؤولين لم تسمهم عن إطار لإعادة نحو ثلث المحتجزين في غزة وعددهم نحو 130 خلال هدنة مدتها ستة أسابيع تشمل شهر رمضان، وكان من بين المقترحات الإسرائيلية ترحيل الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام الثقيلة إلى قطر.
مقترحات نتنياهو وموقف حماس
في المقابل، تدرك حركة حماس أن نتنياهو يمارس لعبة كسب الوقت والتهرب، وهو ما ترجمه تصريح مصدر قيادي في حماس فضل عدم ذكر اسمه قائلا إن «أجواء التفاؤل التي تشيعها وسائل إعلام اسرائيلية بقرب التوصل لاتفاق لا تعبر عن الحقيقة، ونتنياهو يتهرب من الاستجابة لأهم المطالب بوقف العدوان والانسحاب التام وعودة النازحين إلى (مدينة) غزة وشمال قطاع غزة».
ويقول الأكاديمي الفلسطيني الدكتور جهاد الحرازين لـ«خليجيون»: «نتنياهو يرفع شعار مصلحته الشخصية لأن مستقبله السياسي مهدد اذاما توقفت العملية العسكرية، في ضوء تدني شعبيته وشعبية حزب الليكود». ويضيف «يريد تحقيق نصر زائف ووهمي ولهذا يريد استكمال عمليته».
وفي حين ترى مصادر غربية أن آفاق التوصل إلى أي هدنة تبدو غير مؤكدة، إلا أن رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا إيمانويل دوبوي يستبعد التوصل لحل شامل للحرب في غزة «خلال المفاوضات الجارية في باريس». ويوضح دوبوي وكالة أنباء العالم العربي «هذه جولة ثانية في سلسلة من المفاوضات، ولن تضع حلا للقضية الفلسطينية، أو للوضع في قطاع غزة».
ويقول المحلل والباحث السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع إن «نتنياهو يشارك على مضض في المحادثات، ويحظى في الوقت بغطاء شعبي وحزبي لاستكمال عمليته وهو ما تكشفه استطلاعات الرأي»، مشيرا في تصريح إلى «خليجيون» إلى «تراجع عن مطلب وقف إطلاق النار وعودة النازحين إلى شمال غزة»، لكنه يرى في الوقت نفسه أن «الهدنة مكسب للناس، إذ قد تكون فرصة لتغيير المعادلة».