قلق سوري من «داعش» ومخابرات العراق تطارده في أوروبا
في الوقت الذي احتفت به العراق بالقبض على عنصرين من تنظيم داعش، لا تزال سوريا في مواجهة مع عناصر التنظيم لا سيما في مدينة الحسكة حيث نفذت هناك 4 هجمات، فيما يؤكد مراقبون عراقيون امتلاك المخابرات العراقية قاعدة بيانات عن تمركز عناصر داعش خارج البلاد إذ فر العديد منهم إلى أوروبا.
وسط أنباء عن بدء التنظيم عمليات فردية وجماعية لاستهداف القوات العسكرية في سوريا، كشف خبير أمني عراقي تفاصيل عملية القبض على عنصرين من تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن تلك المهمة كانت «ثمرة عمل استخباراتي استغرق وقتا طويلا».
ولفت سرمد البياتي الخبير الأمني العراقي إلى أن «العنصرين كانا تحت المطاردة منذ عام 2016، وكانا يتنقلان في عدة أماكن لكن تم القبض عليهما بإحدى دول الجوار» وفقا لوكالة أنباء العالم العربي.
لكنه رفض ذكر هذه الدولة بالإسم، بينما قال «إنها تقع في شمال العراق في إشارة إلى تركيا فيما يبدو»، مشيرًا إلى فرار عدد كبير من عناصر داعش إلى دول أوروبية ودول أخرى.
و كانت السلطات العراقية قد أعلنت القبض على عنصرين من تنظيم داعش في عملية خارج البلاد وأعادتهما إلى بغدا، حسبما أعلنت إدارة المخابرات.
و ظهر الرجلان في مقطع مصور بزي أصفر يتحدثان عن دورهما في التنظيم.
هوية العنصران
وكشف البياتي عن هوية الرجلين وقال إن «أحدهما يدعى عصام والآخر يدعى بشير، وكان أحدهما مسؤولا عن التصوير وتتبع العسكريين العراقيين مصطفى العذاري وسمير الدلوي وكاظم الركابي وقتلهم فيما بعد».
وبحسب البياتي «الإخوان المقبوض عليهما هما أبو زيد الذي كان يتولى التصوير وأخوه أبو أحمد الذي كان يقوم بعمليات تشفير المكالمات اللاسلكية للتنظيم في هذا الوقت».
وسيطر تنظيم داعش في عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق، لكن تم إبعاده عن مناطق سيطرته بحلول عام 2019.
قاعدة بيانات المخابرات
وأكد البياتي أن جهاز الاستخبارات العراقي لديه «قاعدة بيانات تخص عناصر أخرى تابعة لداعش، ويتم متابعتهم»، موضحًا أن «جهاز الاستخبارات العراقي شارك مؤخرا في عمليات أخرى تتعلق بالكشف عن عناصر داعش وكان آخرها ما يتعلق بزوجات قائد التنظيم أبو بكر البغدادي وإثبات جنسياتهم وإثبات أنهم زوجاته».
وعن سبب استغراق هذه العملية الأخيرة لوقت طويل، قال البياتي «أجهزة المخابرات الأخرى فى الدولة المعنية تريد إثباتات بأن الأشخاص الذين لديها هم نفس الأشخاص الذي نطلبهم، لذلك الموضوع ليس سهلا، هناك سلسلة طويلة من العمليات المخابراتية وراء القبض على كل عنصر».
داعش موجود ويواصل هجماته في سوريا
فيما أعلن المتحدث الإعلامي باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) سايمند علي عن تحركات لعناصر داعش خلال الأسبوعين الماضيين داخل مدينة الحسكة السورية وأريافها، مشيرًا إلى أن «داعش بنفسها أعلنت على منصة تيليغرام عن شن عمليات ضد قواتنا والموظفين والأشخاص المتعاملين معنا».
وأضاف علي أن «قواته استطاعت القبض على 16من المتورطين والمتعاونين مع التنظيم»، مؤكدًا أن تنظيم داعش شن في الأيام الخمسة عشر الماضية 4 هجمات، غير أن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات مكافحة الإرهاب أطلقت عملية بحث عن المطلوبين، مشيرا إلى أن قسد أنجزت «عملية واسعة ضد تلك الخلايا والأشخاص من المدنيين والعسكريين».
وتابع «الدلائل والشعارات توحي بأن التنظيم بدأ عمليات فردية وجماعية لاستهداف القوات العسكرية ووجهاء العشائر وحتى الموظفين في الإدارة الذاتية، ما يدل على أن التنظيم ما زال قادرا على القيام بعملياته كما أنه بدأ بجمع صفوفه»
وردا على سؤال حول عدد أفراد التنظيم قال المتحدث الإعلامي باسم (قسد) «ليست هناك أرقام واضحة، لكن التقديرات تشير إلى أن هناك على الأرض السورية بشكل عام، أكثر من 10 آلاف مقاتل من داعش يعملون بشكل متخفي».
القضاء على التنظيم
وحول ما يتعلق بعدم التوصل لطريقة للقضاء على تنظيم داعش، قال علي «أعتقد أن هذا يعود إلى عدة أسباب منها الدولية ومنها الداخلية، بالنسبة إلي الأمور الدولية، فإنه بعد القضاء على تنظيم داعش جغرافيا في بلدة الباغوص، بقيت عشرات القضايا والملفات التي لم تحل، منها السجون التي تؤوي عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم، وهناك عشرات الآلاف من عوائل التنظيم داخل المخيمات مثل مخيم الهول».
وأضاف «هناك الحالة الدولية الموجودة على الأرض في شمال وشرق سوريا. هناك إهمال دولي لحل هذه القضية، حيث لم تجر محاكم دولية ولم تستعد الدول الأجنبية مواطنيها الذين انضموا، هذا العبء ما زال جاثما على أكتاف قواتنا وعلى أكتاف الإدارة الذاتية فقط».
ومضى يقول إن «الهجمات التي تتعرض لها قواتنا بين حين وآخر، سواء من الدولة التركية أو من ميليشيات تابعة للنظام السوري، أو حتى الميليشيات الموجودة غرب الفرات التي تتبع إيران، فإنها تمثل ثغرات يستفيد منها التنظيم، حيث يستغل انشغال قواتنا بالدفاع عن المنطقة، ليستعيد نشاطه»
مدى نسبة الدعم الدولي
أما عن مسألة تلقي الدعم الدولي في مكافحة داعش وغيره من التنظيمات قال سايمند علي إن «الدعم الدولي يقتصر فقط على بعض المهام العسكرية المشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي للقضاء على الخلايا النائمة لداعش، لكن هذا الدعم لا يكفي كون قضية داعش لا تحل فقط عسكريا»
وحول الاتهامات باستغلال التهديد الذي يمثله تنظيم داعش لتحقيق مكاسب سياسية، قال المتحدث باسم قسد «حتى الآن، ليست لدينا أي مكاسب سياسية، لكن داعش موجود على الأرض، وداعش يثبت نفسه عبر إصداراته في وسائل التواصل الاجتماعي أو منصته الرسمية أو المقربة منه، وهو مستمر في شن هجماته».
اقرأ المزيد
فيديو: المخابرات العراقية تنشر اعترافات اثنين من «أخطر قيادات داعش»
ابنة أبو بكر البغدادي تروي أدق تفاصيل الحياة الخاصة لـ«زعيم داعش» (فيديو)