ما احتمالات عودة مجازر داعش في العراق وسوريا؟
رجح مراقبون ومحللون سياسيون احتمالية عودة نشاط تنظيم داعش في سوريا والعراق في حال خروج قوات التحالف الدولي على رأسها القوات الأميركية من ذلك البلدين، لافتين إلى أن القوات العراقية الرسمية أو الحشد الشعبي لن تتمكن وحدها من مواجهة داعش.
ويقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي السكوتي: «ربما لن يعود تنظيم داعش كما ظهر في العام 2014 عبر تأسيس دولة في العراق والشام في إطار نظرية الحاكمية بإعلان أبوبكر البغدادي خليفة للمسلمين في العالم وتبعه التنظيمات الراديكالية في جميع أنحاء العالم».
ويرجح غازي في تصريح إلى «خليجيون» صعوبة عودة داعش إلى الصورة كما كان، لاسيما في ظل السخط العربي والدولي تجاهه بعد العمليات التي نفذها من قتل جماعي وقطع رؤوس والاستيلاء على الآثار وبيعها وغيرها من التفاصيل الخطيرة التي شوهت نموذج الحكم الإسلامي.
و لا تزال سوريا في مواجهة مع عناصر التنظيم لا سيما في مدينة الحسكة حيث نفذت هناك 4 هجمات، فيما يؤكد مراقبون عراقيون امتلاك المخابرات العراقية قاعدة بيانات عن تمركز عناصر داعش خارج البلاد إذ فر العديد منهم إلى أوروبا.
و كانت السلطات العراقية أعلنت القبض على عنصرين من تنظيم داعش في عملية خارج البلاد وأعادتهما إلى بغداد، حسبما أعلنت إدارة المخابرات. و ظهر الرجلان في مقطع مصور بزي أصفر يتحدثان عن دورهما في التنظيم.
داعش لا تزال في العراق في هذه المناطق
ويلفت الأكاديمي العراقي إلى «وجود بقايا لداعش في العراق من أطراف الموصل وكركوك والأنباء ويقدر عددهم نحو 4 آلاف بينما في سوريا وفقًا للتقارير الإعلامية فهناك 10 آلاف منهم فضلا عن مخيم الهول الواقع تحت حراسة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث يضم أبناء داعش الهول وكل ذلك يشكل تحديات خطيرة».
وعن إمكانية التصدي للتنظيم حال خروج قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة من العراق وسوريا وفقا للمطالب الداخلية العراق، يقول غازي: «حال حدوث ذلك سيخلق فراغ لا تستطيع أن تعوضه القوات العراقية أو السورية أمام نشاط داعش المحتمل عودته».
وينوه إلى أن «القوات الأميركية تمتلك مقومات عسكرية كبيرة، إذ لعبت دورًا مهم في محاربة داعش عبر القصف الجوي والعمليات الخاصة التي من شأنها أنهت حياة البغدادي واستهداف بؤر داعش وسوريا».
أما عن مطالب الحشد الشعبي والجيش العراقي بخروج القوات الأميركية، فيرى غازي أن «تلك المطالب في ذلك التوقيت غير مناسبة نظرًا لضعف الإمكانيات الحربية لدى الطرفين». ويتساءل غازي: «هل تملك القوات العراقية أو الحشد الشعبي أجهزة مراقبة أو طائرة عالية التكنولوجيا والدقة الازمة».
نجح التحالف الدولي ضد تنظيم داعش منذ عام 2014 في انتزاع جميع الأراضي التي كان التنظيم يسيطر عليها في العراق وسورية. وبفضل هذه الجهود الدولية، شهدت قدرات التنظيم على التخطيط للاعتداءات واجتذاب المقاتلين الأجانب والحصول على التمويل تراجعًا ملحوظًا، وفق محللين.
انتشار الفصائل يحول دون تكوين جيش عراقي قوي
ويرى الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت، أن انتشار الفصائل وتنوعها بعيدًا عن الجيش العراقي يحول دون تقوية ذلك الجيش لمواجهة أي عودة محتملة لنشاط داعش مجددًا. ويقول بخيت في تصريح إلى «خليجيون» إن «ضعف القوات العسكرية الموجودة في العراق كانت سببًا رئيسيا في صناعة داعش في 2014، لكنهم حتى الآن لم يدركوا مدى خطورة هذا الانفصال العسكري».
ويلفت الخبير العسكري المصري إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية تلعب في صالح التشتيت العسكري لضمان فرض سيطرتها على العراق وسوريا ومن ثم نهب الثروات النفطية واستغلال تلك التفرقة باستمرار نفوذها على الأراضي العراقية والسورية».
وفي أغسطس الماضي، قال خبراء الأمم المتحدة إن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لا يزال يقود ما بين 5000 و7000 عنصر في معقله السابق في سوريا والعراق. ونوه الخبراء الذين يراقبون العقوبات المفروضة على التنظيم المتطرف إلى أنه خلال النصف الأول من عام 2023 ظل التهديد الذي يشكله تنظيم داعش "مرتفعا في الأغلب في مناطق الصراع".
اقرأ المزيد:
قلق سوري من «داعش» ومخابرات العراق تطارده في أوروبا
شاهد.. اعتقال 147 شخصاً بتهمة الانتماء إلى «داعش» في تركيا
فيديو: المخابرات العراقية تنشر اعترافات اثنين من «أخطر قيادات داعش»