خليجيون| لغز الحوثي.. أبرز 4 مكاسب للحرب ضد أميركا
بدا استمرار الصراع بين جماعة الحوثي وبين أميركا وبريطانيا في البحر الأحمر معضلة تؤرق الدبلوماسيين والمحللين، إذ سلط معهد دول الخليج العربية في واشنطن الضوء على ما اعتبرها مكاسب جماعة الحوثي من استمرار الصراع مع أميركا وبريطانيا في البحر الأحمر، فيما قال ضابط سابق بالجيش الأميركي إن واشنطن ولندن تأملان أن تضغط الصين على إيران لوقف هجمات الحوثي على السفن.
ومنذ 19نوفمبر الماضي، نفذت قوات الحوثي هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد عدوانا منذ السابع من أكتوبر. وفي ديسمبر، أنشأت واشنطن، حليفة إسرائيل الوثيقة، تحالفًا بحريًا دوليًا بزعم «حماية» الملاحة البحرية في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية.
قي المقابل، ومنذ 12 يناير، تشنّ القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات داخل اليمن، وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق. وأدّت إحدى هذه العمليات في فبراير إلى استشهاد 17 عنصرًا في صفوف الحوثي. وإثر الضربات الغربية، بدأت الجماعة اليمنية استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافًا مشروعة».
أنا عنصر في سلاح الجو الأميركي.
لا أستطيع الاستمرار بالتواطؤ في الإبادة. سأنخرط في فعل متطرف للتظاهر، ولكن مقارنة بما يمر به الناس في فلسطين على يد المستعمر فهو ليس عملا متطرفا على الإطلاق. هذا ما قررت الطبقة الحاكمة هنا بأنه عادي"#آرون_بوشنل
الشاب الذي أحرق نفسه أمام السفارة…— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) February 26, 2024
ويعدد جريجوري دي جونسون الباحث غير المقيم بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن مكاسب الحوثي من هذه الحرب، منها «الحصول على مزيد من الدعم الشعبي في اليمن من خلال ربط أنفسهم بما يحدث في غزة»، وكذلك «إسكات الانتقادات الداخلية المتزايدة من جانب خصومهم السياسيين، لكي لا يبدو وكأنهم تعارض الحوثيين عندما يقاتلون أميركا»، أما المكسب الثالث للحوثي، وفق الباحث الأميركي، هو «الاستفادة من تأثير التوحد خلف الراية الوطنية، وتصوير أنفسهم كمدافعين عن اليمن».
وحسب المحلل والباحث الأميركي، فإن الحسابات الأكثر أهمية لدى الحوثيين تبدو اقتصادية. إذ تراهن قوات الحوثي على «أن توسيع الصراع في اليمن، وهذه المرة ضد الولايات المتحدة، يمكنهم في نهاية المطاف الاستيلاء على مأرب أو شبوة، أو كليهما، حيث ما يعرف بمثلث الطاقة اليمني».
ماذا تريد قوات الحوثي؟
وإذ يشير الباحث بمعهد دول الخليج العربية في واشطن إلى أنه «لا يتعين على الحوثيين أن يهزموا الولايات المتحدة لكي يعلنوا انتصارهم». إلا أنه يقول «تحتاج قوات الحوثي فقط إلى مواصلة إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على السفن التجارية في البحر الأحمر، وقد أثبتوا أنهم أقدر على القيام بذلك في المستقبل المنظور».
لكن، وعلى العكس، فإن الباحث والمحلل السياسي اليمني لطفي نعمان يقول لـ «خليجيون» يرى أن «هذه الحرب تكشف مدى انهزام كل الأطراف اليمنية، لا سيما وأنهم غير قادرين على تحقيق المكسب الحقيقي وهو الرضا الشعبي عن سياسات كل طرف على حدة»، ويضيف أن حسنات الحوثي تجاه أبناء فلسطين، لا تمحو سيئاته تجاه أبناء اليمن».
وفي تطور مهم الثلاثاء، قالت جماعة الحوثي إنها ستعيد النظر في الهجمات التي تشنها على سفن الشحن في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيرة في حالة انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار عنه ودخول المساعدات الإنسانية، وفق المتحدث باسم جماعة الحوثي في اليمن محمد عبد السلام.
تدخل صيني محتمل لوقف هجمات الحوثي
ويعتقد محللون غربيون ومن بينهم أن قرار وقف الحرب يخضع لتأثيرات دولية، إذ يقول الضابط السابق بالجيش الأميركي والأستاذ حاليا بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن ديفيد دي روش «إن النهج الاستراتيجي يُظهر أن التحالف قد امتنع عن مهاجمة مراكز القيادة والسيطرة الحوثية».
وأردف قائلا في تصريح إلى وكالة أنباء العالم العربي «ما يأمل التحالف فيه هو أن يقوم أحد ما يحظى بحصة من التجارة العالمية، خاصة الصين، بالضغط على إيران لمطالبة الحوثيين بالتوقف عن ذلك».
ويمضى الضابط السابق بالجيش الأميركي قائلا «بخلاف ذلك لا أرى أي نتيجة سوى الاستمرار في السير في نفس الدائرة، إلا إذا وسع التحالف نطاق أهدافه المحددة ليشمل قيادة وسيطرة الحوثي وقياداتهم حتى تكون رادعا لهم. والنقطة الأساسية هي أن الحوثيين لا يهتمون بأي ضرر في الحديدة أو أي مناطق أخرى خارج معقلهم التقليدي».
الولاية الدينية في اليمن
ويقول ديفيد دي روش إن قوات الحوثي لن توافق على أي شئ «يعرض سلطتهم للخطر لأنهم يعتقدون أن لديهم ولاية دينية للحكم على كل اليمن، وحتى الآن، كانت الضربات موجهة ضد القدرات العسكرية». ويردف قائلا «لذلك، فإن فكرة نجاح أي نوع من المبادرات الدبلوماسية في حملهم على وقف هذه الهجمات، أعتقد أنها بعيدة المنال».
ويرى الخبير الأميركي أن الحوثيين «تلاعبوا بالأمم المتحدة لسنوات حول قضايا مثل فرض ضرائب على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة، وتحويلها إلى مؤيديهم غير المحتاجين». وأكد وجهة نظره قائلا "لذلك لا أعتقد أن أي مبادرة دبلوماسية حقيقية متعددة الأطراف ستنجح في إقناع الحوثيين بالتوقف عن شن هجماتهم».
اقرأ المزيد:
مباحثات مصرية - إيرانية حول غزة في جنيف
وفد أمني إسرائيلي في القاهرة حاملاً رسالة عاجلة بشأن التهجير