«خليجيون»| فرص مشاركة حماس في الحكومة الفلسطينية الجديدة
حدد محللون ومراقبون مختصون بالشأن الفلسطيني فرص مشاركة الفصائل الفلسطينية البارزة لتشكيل حكومة تكنوقراط على رأسها حماس والجهاد بعد استقالة حكومة أشتية.
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، استقالة حكومته، مساء أمس الإثنين على خلفية الإبادة الجماعية التي يتعرَّض لها قطاع غزة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن المرحلة المقبلة «تحتاج لترتيبات حكومية وسياسية جديدة» و«بسط حكم السلطة على كامل الأراضي الفلسطينية».
إسرائيل ستحاول تشكيل إدارة محلية
ويلفت الأكاديمي الفلسطيني إبراهيم رباعية، إلى أن «هناك تحديا يواجه النظام السياسي الفلسطيني يكمن في مستقبل قطاع غزة من حيث مستقبلها الاقتصادي و الخدماتي والاجتماعي والسياسي»، مضيفا أن « الاحتلال الاسرائيلي يحاول تشكيل قيادات محلية لإدارة القطاع للحفاظ على مسألة السيطرة الأمنية على القطاع».
ويرى رباعية في تصريح إلى «خليجيون» أن «الرد على المطامع الإسرائيلي يتمثل عبر تشكيل حكومة وطنية تكنوقراط تضم كفاءات، بشرط الاتفاق على برنامجها وعلى الخطوة التالية المتصلة بمنظمة التحرير والنظام السياسي والرؤية الشاملة»، محذرًا في الوقت نفسه «من تكرار مستقبل الحكومات الفاشلة التي سارت دون خطوة شاملة تراعي كل الأبعاد» - على حد قوله-.
حظوظ حماس في الحكومة الفلسطينية الإسرائيلية
وحول حظوظ الفصائل الفلسطينية والتي من بينها حماس في تشيك الحكومة شدد رباعية على ضرورة «مناقشة سبل تشكيل حكومة تضم جميع الفصائل دون إقصاء أخرى لحساب الثانية»، داعيا إلى الاستعانة بالخبرات الفلسطينية في كل العالم، لضمان تشكيل حكومة تكنوقراط تدير فلسطين.
وتوقع الأكايمي الفلسطيني حدوث تغيير على الوضع في غزة حال وجود تفافهما إقليمية ودولية تسمح بتدخل الحكومة الجديدة في تغيير وجهة السياسة الفلسطينية.
ضغوط الاحتلال وبايدن سبب في استقالة الحكومة
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني رأفت النبهان أن «الحكومة الفلسطينة تعرضت إلى ضغوطات من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية ومن إدارة بايدن على رئيس السلطة محمود عباس للقيام بإصلاحات داخلها»، مرجحًا أن « الاستقالة الأخيرة كانت ضمن بنود وشروط إصلاح السلطة».
ويشير النبهان في تصريح إلى «خليجيون» إلى أحاديث متداولة بشأن «حلول سياسية لما بعد العدوان على قطاع غزة» قائلا:« أتوقع الحكومة ستكون حكومة تكنوقراط من متخصصين وكفاءات ليس لهم انتماءات سياسية وستكون مهمتها الرئيسية تسيير أنور الفلسطينيين في الضفة وغزة وإعادة الإعمار بعد انتهاء العدوان».
لن يتغير الوضع في ظل الانصياع للاحتلال الإسرائيلي
واستبعد النبهان أن «يتغير الوضع في ظل ظل توجه قيادات السلطة الفلسطينية للالتزام بالاتفاقات مع الاحتلال على الرغم من عدم التزام الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بتعهداتها للسلطة لا سيما وقف الاستيطان في الضفة والقدس وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1976» حسب تعبيره.
فرص حماس في الانخراط في الحكومة الجديدة
ولم يستبعد المحلل الفلسطيني تشكيل حكومة وطنية تشترك فيها حماس بشرط «اقتناع الإدارة الأمريكية بصعوبة إقصاء حماس من المشهد الفلسطيني، في ظل الحديث الأمريكي الأسبوع الماضي مع نتنياهو حول وجود مبادرة من دول عربية لدمج حماس بمنظمة التحرير الفلسطينية» - على حد قوله-.
ويعتبر النبهان أن المصلحة الإسرائيلية سبب في «عرقلة تشكيل حكومة وجدة وطنية» مشيرًا إلى قدرة الاحتلال الإسرائيلي على تعطيل عمل اي حكومة و الضغط على محمود عباس لعدم تشكيلها إلى حال رضوخ حماس لشروط اللجنة الرباعية.
وتوقع أن شروط تلك اللجنة «لن تقبلها حماس لأنه يتنافى مع ميثاقها ومبادئها واستراتيجيتها لمواجهة الاحتلال حتى التحرير». حسب تعبيره.
وتتوسط مصر وأميركا وقطر في مفاوضات الهدنة منذ يناير.
وتلقت حركة حماس، مسودة مقترح من محادثات باريس بشأن الهدنة في غزة يتضمن وقفا لجميع العمليات العسكرية لمدة 40 يوما ومبادلة أسرى فلسطينيين بمحتجزين إسرائيليين بنسبة عشرة إلى واحد، وفقا لما قاله مصدر كبير مقرب من المحادثات لرويترز يوم الثلاثاء. وأضاف المصدر أنه بموجب وقف إطلاق النار المقترح، سيتم إصلاح المستشفيات والمخابز في غزة وإدخال 500 شاحنة مساعدات إلى القطاع يوميا.