صدام إعلامي عنيف بين الجزائر والمغرب
دشّنت الجزائر أحدث حلقات التوتر مع المغرب بلهجة حادة، قد تدفع إلى تلاسن إعلامي ورسمي خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد تحسن العلاقات بين المغرب وفرنسا (المستعمرة السابقة) على خلفية موقف باريس من قضية الصحراء.
المغرب تستفز الجزائر إعلاميًا
بداية الأزمة الأخيرة عندما نشرت مواقع مغربية أو قريبة من السلطات المغربية معلومات قالت إنها حصرية مفاداه أن الحكومة الجزائرية تحاكي حربًا على المغرب لتأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وذكر موقع «مغرب إنتلجنس» أن «النظام الجزائري يخطط لإطلاق مناورة لمحاكاة إعلان الحرب على المغرب، الأمر الذي سيكون له أثر مباشر على ضرورة تأجيل الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2024»، مشيرًا إلى أن «هذه الحرب ستكون بالنسبة للسلطة الجزائرية الحالية المخرج الوحيد لتجنب أزمة مؤسسية أخرى يمكن أن تشل البلاد لفترة طويلة».
يعتقد التقرير أن الحرب المحتملة التي يزعمها تهدف إلى «إعلان حالة استثناء في البلاد للسماح بالاستيلاء الكامل على السلطة من قبل الجنرال سعيد شنقريحة من خلال دعم التمديد التلقائي للولاية الرئاسية لعبد المجيد تبون، والتي يجب أن تنتهي نظريا قبل نهاية ديسمبر 2024».
الجزائر ترد بلهجة قاسية
واستقبلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية هذه الاتهامات بلهجة حادة، متهمة من قالت إنها وسائل إعلام على صلة بالقصر الملكي المغربي بنشر «أخبار كاذبة» عن الجزائر والانتخابات الجزائرية.
وفي بيان نشرته الوكالة الرسمية حمل عنوان «على أتباع المخزن (أي القصر) الالتفات نحو قصرهم وملكهم». ويتهم البيان إذاعات فرنسية «قريبة من المخزن» بنشر مزاعم حول سعي الجزائر لتأجيج سيناريو حرب مع المغرب.
وحمل البيان عبارات شديدة اللهجة، وغير معهودة، جاء فيه: «بكل وقاحة، تبذل آلة المخزن الدعائية قصارى جهدها لنشر الأخبار الكاذبة عن الجزائر والانتخابات الجزائرية».
وتابع البيان: «كانت بداية ذلك على يد كليب (كانيش) مخزني صهيوني بباريس ليتطور الأمر على مستوى بعض المحطات الإذاعية الفرنسية المعلوم ولاؤها وانبطاحها للمخزن منذ فترة طويلة».
وأكد كذلك أن «الانتخابات ستجرى في موعدها المنصوص عليه في الدستور احتراما للدستور وللشعب الجزائري الوحيد صاحب السيادة».
خطة تأجيل الانتخابات الجزائرية
قبلها تحدثت إذاعة «أر أف إي» الفرنسية، في تقرير، عن إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية الجزائرية، من خلال استقراء مواقف بعض السياسيين الجزائريين، المعارضين منهم، والموالين للسلطة.
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى تصريحات رئيسة حزب العمال، لويزة حنون، متابعة: «بالون اختبار آخر لتحضير الرأي العام للتأجيل المحتمل، أعلنته لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، التي أكدت أنه في ظل الوضع الإقليمي غير المستقر، يبدو أن الظروف غير متوفرة لتنظيم الانتخابات».
العلاقات المغربية الجزائرية.. بين الفرصة ونقطة اللاعودة
ورغم حالة العداء المتواصلة، أطلق العاهل المغربي دعوة في يوليو الماضي، حين عبر عن أمله في «عودة الأمور إلى طبيعتها مع الجزائر وإعادة فتح الحدود بين البلدين على الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين».
وقال الملك محمد السادس في خطاب: «نؤكد مرة أخرى لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء، وكذا الأهمية البالغة التي نوليها لروابط المحبة والصداقة والتبادل والتواصل بين شعبينا».
وقطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس 2021، متهمة الرباط بـ«أعمال عدائية»، وهو قرار اعتبرته المملكة «غير مبرر إطلاقا».
وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين وسط تراشق إعلامي وحرب كلامية بين البلدين. وفي مارس من العام نفسه، أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أن القطيعة بين البلدين وصلت إلى نقطة اللاعودة.
ولطالما شهدت العلاقات الجزائرية المغربية توترا منذ عقود، على خلفية قضية الصحراء الغربية، وتُعتبر الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994.