دور مصري - قطري في تشكيل حكومة فلسطينية جديدة
كشف دبلوماسي فلسطيني عن دور مصري قطري في المناقشات الجارية بشأن تشكيل حكومة جديدة خلفًا لحكومة محمد اشتية التي قدمت استقالتها أول أمس الإثنين، على خلفية الإبادة الجماعية التي يتعرَّض لها قطاع غزة، والتطورات التي تفرضها المرحلة المقبلة، والتي قال إنها «تحتاج ترتيبات حكومية وسياسية جديدة» و«بسط حكم السلطة على كامل الأراضي الفلسطينية».
«حكومة تكنوقراط فلسطينية جديدة»
ويتردد الحديث عن «حكومة تكنوقراط فلسطينية جديدة» من دون تمثيل للفصائل الفلسطينية، بهدف توسيع دائرة سيطرتها على الأراضي الفلسطينية، في سياق مناقشات تدور حول اليوم التالي بعد انتهاء العدوان على غزة.
ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، قوله إن قطر ومصر تساعدان في «تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية جديدة»، وسط مشاورات بين جميع الفصائل السياسية الفلسطينية، بما في ذلك حركة حماس.
زملط: «حماس لن يكون لها أعضاء في حكومة الجديدة»
لكن السفير الفلسطيني أشار إلى أن «حماس لن يكون لها أعضاء في حكومة التكنوقراط الجديدة»، غير أن حقيقة التشاور معها حاليا يمكن أن يكون اختبارًا لمدى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس محمود عباس قبِل استقالة حكومة محمد اشتية، في وقت تتكثف الاتصالات في الكواليس بشأن ما يروج له بمسألة «إصلاح السلطة الفلسطينية»، التي يرأسها عباس منذ العام 2004.
اقرأ أيضًا:
استقالة الحكومة الفلسطينية لـ«ترتيبات جديدة» بشأن غزة
«خليجيون»| فرص مشاركة حماس في الحكومة الفلسطينية الجديدة
ملف حل الدولتين
وتزايدت خلال الفترة الماضية دعوات دولية وإقليمية لدولة فلسطينية في إطار حل الدولتين المطروح بواسطة هيئات ومنظمات دولية وعربية. في الأثناء تقترح واشنطن أن تؤدي السلطة الفلسطينية بعد الحرب، دورًا في حكم قطاع غزة، لكنها تقول إن السلطة «تحتاج إلى تجديد وتنشيط وتحديث فيما يتعلق بأسلوب حكمها، وتمثيلها للشعب الفلسطيني».
وفادت مصادر إسرائيلية وأميركية وفلسطينية متطابقة، خلال الأسابيع الأخيرة، بأن هناك مباحثات جدية تجري لتسليم السلطة الفلسطينية إدارة شؤون قطاع غزة بعد الحرب.
فتح وحماس في روسيا
ومن المقرر أن تشارك حركتي فتح وحماس في اجتماع يُعقد بالعاصمة الروسية بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفق وكالة «رويترز».
لكن السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط قال لصحيفة «الغارديان» إن الحكومة المرتقبة ستكون «حكومة تكنوقراط بحتة بدون فصائل»، معتبرًا أنها «مصممة لتوحيد الفلسطينيين وجغرافيتهم ونظامهم السياسي».
وتابع: «لقد تغير المشهد السياسي.. هذا هو الوقت المناسب لسماع شعبنا، وليس وقت الفصائل السياسية.. تقع على عاتقنا مسؤولية توفير حكومة يمكنها توفير احتياجات شعبها، وتوحيد شعبنا ونظامنا السياسي».
وتمارس السلطة الفلسطينية التي تأسست قبل 30 عامًا بموجب «اتفاقات أوسلو» حكما محدودًا على مناطق من الضفة الغربية، لكنها فقدت السلطة في قطاع غزة منذ عام 2007.
ويراد للسلطة الفلسطينية الإشراف على ما تبقى في قطاع غزة التي دمرتها حرب الإبادة الإسرائيلية، وهو ما يدور خلف الكواليس في نقاشات استخباراتية إقليمية ودولية.