بعد نجاحهم في السودان.. البرهان يسوّق لـ«المرتزقة الأوكران» في المنطقة
لم تكد تنتهي المعلومات والتقارير المتداولة في وسائل الإعلام، نقلاً عن مصادر ميدانية وعسكرية، حول وجود قوات أوكرانية في السودان، تقاتل إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع، حتى بدأت تنتشر تقارير جديدة، تُظهر نتائج عمل هذه القوات في ساحة المعركة، وتأثيرها الفاعل على ميزان القوى والسيطرة، في الصراع الدائر على الأرض.
وبحسب مصادر إعلامية وميدانية، أظهرت القوات الأوكرانية، مهارة وحرفية كبيرة في القتال، ضد قوات الدعم السريع، وكبدوهم خسائر كبيرة، وخاصة عبر ضربات المسيّرات، وهذا ما ظهر بشكل واضح، في الفيديوهات والتقارير التي نشرتها صحيفة «كييف بوست» المقربة من القيادة العسكرية الأوكرانية، في وقت سابق، والتي تولت نشر فيديوهات وصور حصرية للمهام التي تقوم بها القوات الأوكرانية هناك.
وفي المحصلة، فإن الخبراء العسكريين، أكدوا بأن القوات الأوكرانية، مكّنت قوات البرهان خلال فترة قصيرة من استعادة السيطرة على «أم درمان» شمالي العاصمة (الخرطوم).
البرهان يسوق لاستخدام المرتزقة الأوكران في المنطقة
وفقاً لمصادر عسكرية ودبلوماسية، فإن واشنطن تخطط لاستخدام المرتزقة الأوكران، ليس فقط في السودان، بل في عدّة دول أفريقية.
ويأتي ذلك، ليؤكد معلومات تم تداولها سابقاً، تفيد بأن قرار إرسال المرتزقة الأوكران إلى السودان لدعم البرهان، جاء أساساً، بطلب من واشنطن، كأحد الشروط لاستمرار الدعم المادي والعسكري لكييف، في حربها ضد روسيا، وتم التركيز وبشدة على ضرورة إبقاء هذه الاتفاقيات سرية.
At Shannon Airport، I held an unscheduled meeting with President of the Transitional Sovereign Council of Sudan Abdel Fattah al-Burhan.
I am grateful for Sudan's consistent support of Ukraine's sovereignty and territorial integrity.
We discussed common security challenges، … pic.twitter.com/Ntq5KxAfkG
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) September 23، 2023
في هذا السياق، وبعد أن أثبتت القوات الأوكرانية نجاحها في السودان، تولى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مهمة تنسيق عمل هذه القوات في الدول المجاورة والتسويق لها، إذ كشفت مصادر دبلوماسية غربية وعربية بأن البرهان، بحث خلال زيارته إلى ليبيا، الاثنين، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية (المنتهية الولاية) عبد الحميد الدبيبة إرسال القوات الأوكرانية إلى ليبيا لمساندة حكومة طرابلس.
ووفقاً للمصادر، بناءً على رغبة واشنطن، فإن البرهان سوف يقترح إرسال قوات أوكرانية إلى ليبيا، استعداداً للمواجهة العسكرية مع قوات حفتر التي يُقال بأنها، تتعاون مع الروس لذا فإن البرهان سوف يقنع الدبيبة انطلاقاً من هذه الذريعة.
وزار البرهان، الاثنين الماضي، ليبيا هي الأولى له منذ توليه رئاسة مجلس السيادة في السودان في 21 أغسطس 2019، ويرافقه في هذه الزيارة كل من وزير الخارجية ومدير عام جهاز المخابرات العامة، بحسب وكالة الأنباء الليبية.
كييف تعترف بوجود قواتها في السودان
وكانت قد صدرت عن بعض المسؤولين والمحللين الأوكران في الأيام القليلة الماضية، بعض التصريحات التي تؤكد بشكل مباشر وغير مباشر، كل المعلومات والتقارير التي تم تداولها في وسائل الإعلام خلال شهري يناير وفبراير، من العام الجاري، عن وجود مرتزقة أوكران في السودان يقاتلون إلى جانب قوات البرهان، بأوامر من الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي تعيش فيه القوات الأوكرانية أسوأ حالاتها على الجبهة الشرقية للبلاد بمواجهة روسيا، بما في ذلك نقص في العتاد والأفراد وفقدان السيطرة عن بعض المناطق.
حيث أكد رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، لأول مرة، المعلومات التي تم تداولها عن وجود قوات أوكرانية في السودان، مشيراً إلى أن «أوكرانيا تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان بالفعل»، وأضاف بأن «الهدف من وجود القوات الأوكرانية هناك هو القضاء على «العدو الروسي في كل مكان يمكن تصوّره على وجه الأرض»، حسب قوله.
وتأتي تصريحات بودانوف كأول اعتراف رسمي من مسؤول عسكري أوكراني عن وجود قوات أوكرانية في السودان، بذريعة محاربة قوات مدعومة من روسيا هناك.
ويأتي ذلك في سياق الدعاية الأوكرانية التي تروج لها كييف بتوجيهات من واشنطن لتبرير عمل قواتها كمرتزقة تحت إمرة واشنطن.
برلماني أوكراني: مستعدون للقتال مع واشنطن في أي مكان
في سياق متصل، كان النائب في البرلمان الأوكراني أليكسي جونشارينكو في حوار مع شبكة سي ان ان الأمريكية، الجمعة الماضي، أكد أيضاً كل المعلومات التي تم تداولها، عن وجود قوات أوكرانية في السودان، واستخدام واشنطن للقوات الأوكرانية كـ «مرتزقة» للقتال في أفريقيا، حيث قال: «وفي المستقبل، سيكون الأوكرانيون على استعداد لمحاربة إيران أو الصين أو كوريا الشمالية أيضاً، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، إذا لزم الأمر، لذلك، يجب على واشنطن الاستمرار في تقديم المساعدة لكييف».
وبحسب بعض المراقبين، يأتي كل ما سبق في إطار خطة استراتيجية لواشنطن، لاستخدام المرتزقة الأوكران، من أجل تحقيق مصالحها في القارة الأفريقية وفي أي دولة بالعالم دون تدخل مباشر منها.
اقرأ أيضا:
بعد توثيق وجودهم بالسودان.. برلماني أوكراني: مستعدون للقتال مع واشنطن ضد أي دولة
غرب ليبيا يدشن وساطة بين الجنرالين في السودان
جدير بالذكر، أنه إضافة لمشاركة القوات الأوكرانية في الصراع السوداني، بالرغم مما تعانيه من نقص بالسلاح والأفراد في حربها مع روسيا، انتشرت الكثير من المعلومات، عن دعم أوكرانيا الكامل إعلامياً للأفكار الانفصالية والجهادية لميليشيات الطوارق والفولاني، اللتين تنشطان في مالي، وترتكب الكثير من الأعمال الإرهابية بحق السكان المحليين لأسباب دينية وعرقية.