خليجيون| ما دلالات تفخيخ «داعش» لدورية عسكرية في العراق؟
على نحو مباغت عادت هجمات تنظيم داعش إلى الساحة العراقية مجددًا، رغم إعلان السلطات العراقية والولايات المتحدة مرارا القضاء على رؤوس التنظيم وإعادة السيطرة مجددًا على المناطق التي سبق وحكمها داعش منذ 2019 حيث مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وهو ما أرجعه محللون إلى «ضعف السيطرة على الحدود السورية العراقية، وتنفيذ مخططات هجومية وفقا لنشاط (الذئاب المنفردة) حيث يغيب الرأس الآمر للمنتمين للتنظيم بينما يمارسون عملياتهم بشكل منفرد».
وفي وقت سابق أمس الجمعة، لقي جندي عراقي حتفه وأصيب 4 آخرون جراء انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق بالقرب من دورية للجيش في بلدة الطارمية (شمال بغداد)، وعلى الفور أعلن منتمون لتنظيم داعش مسؤوليتهم عن ذلك الهجوم.. لكن سرعان ما أعلنت الاستخبارات العسكريةالرد على ذلك الهجوم بتوجيه طائرة F16 قنابل على أحد الأوكار في كركوك ما أسفر عن مقتل 3 من عناصر التنظيم، حسب بيان نقلته وسائل إعلام عراقية.
ما سبب عودة نشاط داعش في العراق؟
ويرجع مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي السكوتي عودة عناصر داعش إلى المشهد العراقي والوصول إلى قواعد الجيش على هذا النحو إلى ما يسمى «استمرار عمل المنتمين إلى داعش بطريقة (الذئاب المنفردة) حيث تمارس عناصر نشاطها دون دعم مركزي كمان كان الوضع قبل قتل أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم حسب السكوتي»
أما عن تمركزهم، يحدد السكوتي في تصريح إلى «خليجيون» مواقعها «بين جبال حمرين وأطراف مدن الأنبار والموصل وأنفاق صحراء البادية وجبال كركوك»، كما يفسر أيضًا انتشارهم بما اعتبره «غيابا للسيطرة على الحدود السورية والعراقية، ما يسهل تنقل عناصر داعش من وإلى العراق» منوهًا إلى أن «الأعداد المقدرة لتنظيم داعش حاليا في سوريا والعراق نحو 14 ألف وهو عدد ليس بالقليل ويجب التعامل معه بجدية أكثر».
واتجه العراق مؤخرًا إلى تعزيز التعاون الأمني مع إقليم كردستان، ومع الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا (قسد)، لسد حالة الفراغ الأمني الموجودة على خطوط التماس بين مناطق كردستان والمُحافظات العراقية، وعلى الحدود العراقية السورية، ومنع العناصر الداعشية من استغلالها في التسلل والتخطط لشن هجماتها، حسب دراسة أعدها المركز المصري للدراسات الاستراتيجية في يناير الماضي.
و بشدد السكوتي على «ضرورة النظر بعمق على مدى حرية تنقل هذا التنظيم من الحدود السورية والعراقية»
الجيش العراقي يبحث خروج قوات التحالف الدولي
اللافت أن استهداف دورية الجيش العراقي في شمال بغداد جاء بعد يوم واحد من إعلانه عقد اجتماعاتها في بغداد مع قوات التحالف الدولي لتقييم خطر الإرهاب في العراق. وقال يحيى رسول عبد الله، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة في بيان إن «الاجتماع ناقش تقييم خطر الإرهاب ومواقف البيئة العملياتية والخيارات الآنية والمستقبلية لتعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية»، موضحا أن «اللجان رفعت محاضر اجتماعاتها ليتسنى إكمال متطلبات خطّة إنهاء مهمة التحالف الدولي لمحاربة داعش، والانتقال إلى العلاقات الثنائية الواسعة مع الدول الأعضاء».
ويستبعد المحلل السياسي العراقي تأثير عودة عمليات داعش على مباحثات العراق وبغداد على الخطط المستقبلية لخروج قوات التحالف الدولي من البلاد قائلا «العراق وأميركا تربطهما شراكة عسكرية، ولا أظن أن بغداد ستخلو على المدى القريب من تمركز قوات أجنبية مناهضة للتنظيمات المتطرفة نظرًا لضعف الإمكانيات العسكرية للجيش العراقي».
وكان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أعلن في تصريحات سابقة، مضي الحكومة في إنهاء مهام قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق والتحول الي العلاقات الثنائية مع الدول الممثلة في هذا التحالف خاصة بعد انتهاء خطر تنظيم في داعش.
وتحاول حكومة محمد شياع السوداني العراقية منذ شهور إخراج قوات التحالف الدولي من العراق المتمركز عبر قواعد عسكرية منذ 2014، بينما تبرر الولايات المتحدة التي تقود قوات التحالف الدولي استمرار وجودها في العراق إلى أنها تدافع عن نفسها ضد ما تتعرض له قواتها المتواجدة بالعراق وسوريا من ضربات على يد الفصائل المتحالفة مع إيران منذ اندلاع الحرب في غزة.
واعتبر العراق أن مثل هذه الضربات تُعد أعمالًا عدائية من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية والمساس بسيادة وأمن واستقرار البلاد، وتتجاوز الأهداف المُتفق عليها لمهمة التحالف ضد داعش.