كشف سر الكثبان الرملية النجمية في المغرب
لعدة عقود، تساءل العلماء عن سبب عدم ظهور الكثبان الرملية النجمية العملاقة، والتي توجد عبر العديد من الصحارى الحديثة في السجل الجيولوجي.
حتى الآن، يبلغ عددها واحداً، نشأ منذ أكثر من 250 مليون سنة في شمال شرق اسكتلندا. فيما يعد عدم العثور على أي منها مفاجأة إلى حد ما، بالنظر إلى أنه يمكن العثور عليها الآن في جميع أنحاء أفريقيا وشبه الجزيرة العربية والصين وأميركا الشمالية، وحتى في الصحاري خارج الأرض على المريخ وعلى قمر تيتان التابع لكوكب زحل.
أول تحليل تفصيلي لكثيب نجمي
أنشأ باحثون من كلية لندن الجامعية وجامعة أبيريستويث في المملكة المتحدة، أول تحليل تفصيلي لكثيب نجمي، واختاروا كموضوع لهم كثيب لالة لاليا (أعلى نقطة مقدسة) في جنوب شرق المغرب. والأمل هو أن يساعد هذا التحليل الآن في اكتشاف الكثبان النجمية بشكل أفضل في الصخور الرسوبية، وفق «ساينس أليرت».
يقول جيف دولر، أستاذ الجغرافيا وعلوم الأرض في جامعة أبيريستويث: «هذا البحث هو حقًا حالة الكثيب الرملي المفقود»، متابع: «لقد كان لغزا لماذا لم نتمكن من رؤيتهم في السجل الجيولوجي».
ارتفاع لالة لاليا
ويبلغ ارتفاع لالة لاليا 100 متر (328 قدمًا)، مع امتداد الأطراف المشعة التي تمنح الكثيب الرملي اسمه إلى امتداد ذراع يبلغ إجمالي 700 متر. باستخدام تقنية تحديد معادن ترصد متى رأت حبات الرمل في أعماق الكثيب ضوء الشمس آخر مرة، قدر الفريق أن عمر قاعدة الكثيب يبلغ حوالي 13000 عام.
جاءت النتائج بمثابة مفاجأة إلى حد ما. على الرغم من قدم الأساس، فإن معظم تكوين الكثيب العلوي لم يحدث إلا خلال الألف عام الماضية. كما أن الهيكل يتحرك غربًا عبر الصحراء بمعدل حوالي 50 سنتيمترًا (حوالي 20 بوصة) في السنة.
يجب أن تساعد سرعة التكوين والحركة هذه على تحديد المزيد من الكثبان النجمية في السجل الجيولوجي.
رادار اختراق الأرض
يقول عالم الرواسب تشارلي بريستو من جامعة كوليدج لندن: «استخدام رادار اختراق الأرض للنظر داخل هذا الكثيب النجمي سمح لنا بإظهار كيفية تكوين هذه الكثبان الهائلة، ولتطوير نموذج جديد حتى يعرف الجيولوجيون بشكل أفضل ما يبحثون عنه في سجل الصخور لتحديد هذه السمات الصحراوية المذهلة».
تتشكل الكثبان النجمية بسبب أنماط الرياح المتغيرة، حيث يبلغ ارتفاع أكبر كثيب معروف على الأرض حوالي 300 متر (984 قدمًا) في صحراء بادين جاران بالصين. على الرغم من انتشارها، لم يتم إجراء عدد كبير من الدراسات عليها حتى الآن.
التحدي الآن هو العودة إلى السجل الجيولوجي باستخدام التحليل الجديد، ومحاولة تحديد الكثبان النجمية التي قد يفوتها الباحثون خلاف ذلك، لأنهم لم يكونوا متأكدين من حجم الأنماط التي كانوا يبحثون عنها.
اقرأ أيضا:
عمان تستعد لتنشيط السياحة باستثمارات تتخطى 30 مليار دولار
يقول دولر: «فقط بسبب التكنولوجيا الجديدة يمكننا الآن البدء في كشف أسرارها. هذه الكثبان النجمية الرائعة هي إحدى عجائب الطبيعة في العالم».