خطاب «حالة الاتحاد».. بايدن يُعرِّي الهيمنة الأميركية
فتح الرئيس الأميركي جو بايدن حقيبة الخوف على مستقبل هيمنة الولايات المتحدة، في ظل تحديات يراها قادمة من روسيا والصين والحلفاء في الشرق الأوسط، فضلاً عن الصراعات الداخلية، وهي الحالة التي بدت سلبية في جميع جوانبها، دون أن يقدم نقطة واحدة إيجابية أو تدعو الشعب الأميركي للتفاؤل.
بدأ بايدن في الخطاب السنوي عن حالة الاتحاد، الحديث عن الداخل الأميركي الذي اعتبره يواجه اختبارًا لصمود «الحرية الديمقراطية» التي قال إنها تتعرض لهجمات «داخلية وخارجية».
وخطاب حالة الاتحاد هو خطاب سنوي يلقيه رئيس الولايات المتحدة الأميركية أمام جلسة مشتركة للكونغرس في مبنى الكابيتول، يُقرَّ الرئيس في هذه الخطبة حال الأمة ويضع تصورًا للأجندة التشريعية والأولويات الوطنية أمام المجلس.
لم يغفل الرئيس الأميركي الحالي منافسه المحتمل في الانتخابات الأميركية الجمهوري دونالد ترامب، رغم أنه لا يذكره بالاسم، وانتقد أيضًا معارضي الإجهاض الجمهوريين، قائلا إنه «ليست لديهم أدنى فكرة عن قوة المرأة في أميركا».
بايدن يهز القيم الأميركية.. ويريد إيقاظ الكونغرس
وعلى الرغم من تمسك القادة الأميركيين دائمًا ببرنامج القيم التي يعتقدون أنّها السمة البارزة للهيمنة الأمركية، فإن بايدن شوّه هذه الصورة بقوله إن القيم الديمقراطية تتعرض للهجوم في داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وقال: «منذ عهد الرئيس لينكولن والحرب الأهلية، لم تكن الحرية والديمقراطية عرضة للهجوم في الوطن كما هو الحال عليه اليوم»، مضيفا «ما يجعل لحظتنا الآن نادرة هو أن الحرية والديمقراطية تحت الهجوم في الداخل والخارج على حد سواء»، معتقدًا أن الهدف هو «هدفنا إيقاظ الكونغرس».
بايدن: بوتين «لن يتوقف عند أوكرانيا»
وانتقل بايدن إلى التهديات القادمة من روسيا على الهيمنة الأميركية في الغرب، قائلاً: «الخارج يتقدم بوتين في زحفه لغزو أوكرانيا وزرع الفوضى في جميع أنحاء أوروبا وخارجها»، مشددا على أن بوتين «لن يتوقف عند أوكرانيا».
وحث الكونغرس على إقرار المساعدات لأوكرانيا، لأنه «إذا وقفنا إلى جانب أوكرانيا ووفرنا لها الأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها» يمكنهم مواجهة بوتين، لافتا إلى أنهم لا يطلبون «جنودا أميركيين.. ولا يوجد جنود أميركيون في أوكرانيا».
ودعا الكونغرس إلى «الوقوف في وجه بوتين.. أرسلوا لي مشروع قانون الأمن القومي المقدم من الحزبين للتوقيع عليه»، ووجه رسالة إلى بوتين «نحن لن نبتعد عن أوكرانيا.. أنا لن أنحني».
ولم يغادر بايدن كثيرًا ما اعتبرها تهديدات داخلية تواجه الولايات المتحدة، وقال: «التاريخ يراقب كما راقب قبل ثلاث سنوات في السادس من يناير.. حيث اقتحم متمردون الكابيتول ووضعوا خنجرا على حلق الديمقراطية الأميركية».
وأكد أن «التهديد لا يزال قائما ويجب الدفاع عن الديمقراطية.. إذ يسعى الرئيس السابق والبعض دفن حقيقة لسادس من يناير.. هذه لحظة لقول الحقيقة ودفن الأكاذيب.. وأبسط حقيقة لا يمكن أن تحب بلادك فقط عندما تفوز».
الصين صداع في رأس أميركا
انتقل بايدن إلى تهديد آخر، قادم من بكين، بقوله إن واشنطن «تقف ضد ممارسات الصين الاقتصادية غير العادلة»، و«الدفاع عن السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان».
اقرأ أيضًا:
بايدن يستفز مشاعر العرب بـالآيس كريم.. إليك القصة
ترامب يستعين بدار مسنين للسخرية من بايدن
وأشار إلى أن إدارته قامت «بتنشيط الشراكات والتحالفات في منطقة المحيط الهادئ»، والتأكد من أن «التكنولوجيا الأميركية المتقدمة لا يمكن استخدامها في أسلحة الصين»، متابعا أن الولايات المتحدة تريد «المنافسة وليس الصراع مع الصين»، مؤكدا أن واشنطن في وضع أقوى للفوز في أي منافسة ضد الصين أو أي دولة أخرى.
بايدن: الجيش الأميركي لن يدخل غزة
وانتقل إلى الشرق الأوسط، داعيا دعا إلى «وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع» في قطاع غزة، قائلاً إنه «لا يمكن لإسرائيل أن تستخدم المساعدات ورقة مساومة»، مشيرا إلى أن واشنطن تقود جهود دولية لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضاف أنه وجه «الجيش الأميركي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف مؤقت في البحر الأبيض المتوسط على ساحل غزة لاستقبال السفن الكبيرة التي تحمل الغذاء والماء والدواء وملاجئ مؤقتة»، مشددا أنه «لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض».