خليجيون| قيس سعيد يحصن قصر قرضاج من المعارضة قبل «الرئاسيات»
يرى محللون أن الرئيس التونسي قيس سعيد بدأ مبكرًا تحصين قصر قرطاج من أي منافسة محتملة قبل جولة انتخابية جديدة على مقعد الرئاسة.
وتعاني البلاد من أزمات سياسية واقتصادية منذ سنوات عدة، فيما توعد الرئيس الحالي كل من يتخابر مع أي جهة أجنبية وتطبيق أحكام المجلة الجزائية في هذا الإطار.
ومن المقرر أن تنتهي ولاية الرئيس التونسي قيس سعيّد، في أكتوبر المقبل، بعدما فاز بفترة رئاسية مدتها 5 سنوات عبر دور ثانٍ من الانتخابات في 13 أكتوبر 2019، أمام مرشح حزب «قلب تونس» نبيل القروي.
وخلال لقاء مع وزير الداخلية أول أمس الخميس، وجه قيس سعيد بضرورة الإسراع في البت في عدد من القضايا التي لا تزال مستمرة منذ سنوات سواء منها تلك المتعلقة بالاغتيالات السياسية أو بالفساد.
رئيس تونس يحصن منصبه
ويعتقد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «الرئيس التونسي لن يسمح لأي شخصية سواء كانت معارضة له أو لها شعبية بالحصول على فرصة مناسبة في الانتخابات الرئاسية طمعًا في الفوز بدورة رئاسية جديدة».
ويضيف هاشم ربيع في تصريح إلى «خليجيون»: «بعد تخلص قيس سعيد من حزب النهضة سواء حبس قياداته في السجون أو فرار الآخرون خارج البلاد، باتت المعارضة التونسية في موقف ترقب من أن ينالهم نصيب من الملاحقات الأمنية والقضائية، حيث توجه التهم المحددة سلفًا ضد أي معارض لنظامه».
لا تسامح مع من يرتمي في أحضان الخارج
وكان الرئيس التونسي قد أكد الأسبوع الماضي أنه «لا تسامح مع من يرتمي في أحضان الخارج استعدادا للانتخابات، ويتمسّح كل يوم على أعتاب مقرات الدوائر الأجنبية، فمرة يقال فلان مرشح مدعوم من هذه العاصمة أو تلك، ومرة يشاع اسم شخص يتخفى وراءه آخر ويُقدّم على أنه مدعوم من الخارج من هذه العاصمة أو تلك» - على حد قوله-.
واستكمل حديثه: «المرشح المتمسّح على الأعتاب لا تعنيه إلا الجهة التي وعدته بالدعم ولا شأن له إطلاقا لا بمصلحة الشعب التونسي ولا بتونس».
وبدأ سعيد حملته ضد معارضيه، في فبراير الماضي، إذ أشار في حديثه مع في لقاء جمعه برئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر، إلى أنه «ليس من المقبول أن يتم اعتماد ترشحات لأشخاص تتعلق بذمتهم قضايا خطيرة من قبيل الإرهاب».
ولم يفسر سعيد من هم المشار إليهم في حديثه مع بوعسكر.
الخصم والحكم
ويلفت الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن قيس سعيد أنهى ربيع الحريات في تونس، إذ اختفى نشاط صراع الأحزاب المتنوعة أفكارها، منوهًا إلى أن «الرئيس التونسي كان الخصم والحكم في آن واحد، عبر إجراء تعديل دستوري متجاهلا الحالة الاقتصادية السيئة في البلاد وإشغال الرأي العام بالصراع السياسي بينه وبين خصومه».
من هم منافسو قيس سعيد؟
حتى الساعة لم يتقدم الكثير للإعلان عن ترشحها أمام قيس سعيد، سوى اثنان الأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي، الذي قال منذ أيام في حوار عبر أمواج إذاعة «جوهرة اف ام» إنه «يفكر جديا في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة».
وأضاف المرايحي «حلت ساعة الحسم وعلي اتخاذ قرار بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية»، مشددًا في الوقت نفسه على أن الوضع الذي تمر به البلاد يفرض علي الترشح للانتخابات الرئاسية وتغيير الواقع المرير.
كما كشف الوزير السابق في عهد الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي منذر الزنايدي، نيته الترشح للانتخابات الرئاسية التونسية، المنتظرة نهاية السنة الحالية، وهو ما خلف تساؤلات كثيرة حول مدى جدية الزنايدي في الترشح، ومدى قدرته على منافسة الرئيس الحالي قيس سعيد، الذي يعد لعهدة رئاسية ثانية، بعد أن وعد بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.
قائمة مسربة
وكانت قائمة مسربة تحوي أسماء قيل إنها ملاحقة بمتابعات قضائية، مؤخرا جدلا في تونس، إذ تضم تلك اللائحة شخصيات سياسية وإعلامية معروفة، تعتزم منافسة الرئيس قيس سعيّد في سباق الانتخابات الرئاسية خلال العام الجاري، في وقت ما زال فيه العديد من المعارضين موقوفين بالسجن في قضايا «التآمر على أمن الدولة».
وعلى رأس المحبوسين في تونس هو صالح الغنوشي (82 عاما) زعيم حزب النهضة الذي يقبع في السجن منذ أبريل العام الماضي، إذ حكم عليه بالسجن لمدة عام بتهمة التحريض ضد الشرطة.
وكانت السلطات التونسية قد حظرت الاجتماعات في جميع مكاتب «النهضة»، في خطوة اعتبرها متابعون ضد مبادئ الديمقراطية والحريات.
اقرأ المزيد
تونس تعتقل قياديًا بأكبر نقابة عمالية
تونس.. حكم بحبس المعارض جوهر بن مبارك لانتقاده الانتخابات البرلمانية