خليجيون| سيناريوهات خفية لميناء بايدن في غزة
أثارت تعليمات الرئيس الأميركي جو بايدن للجيش الأميركي بإقامة ميناء بحري في غزة لاستقبال المساعدات الإنسانية القلق أكثر منه تساؤل حول الهدف الأميركي الحقيقي من الميناء المزمع والذي يجعل القوات الأميريكية على بعد سنتيميرات من اليابسة في غزة.
حصان طروادة
يتخوف البعض أن الخطوة الأميركية تهدف للتدخل المباشر في غزة رغم زعم بايدن أن الجنود الأميركيين لن تطأ أقدامهم أراضي القطاع الفلسطيني فيما ذهب أخرون لأبعد من ذلك معتبرين الخطوة بمثابة «حصان طروادة» لبدء مخطط تهجير سكان القطاع بحرا.
ويبدى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية المصري مخاوفه من السيناريوهات الخفية في إقامة ميناء غزة أو الرصيف العائم خاصة في ظل وجود بدائل كثيرة لادخال المساعدات الإنسانية.
١-
رداّ على سؤال عن من سيؤمن حراسة الميناء الذي ستبنيه الولايات المتحدة في غزة لإستقبال المساعدات( كما يقال)، أجاب بايدن :- الإسرائيليين.
لماذا كل هذه المشقّة و اللفّة و المساعدات مركونه على الجانب المصري من الحديد مع قطاع غزة؟ ثم الا يُعتبر بناء ميناء في ارض غير أمريكية و… pic.twitter.com/1rp7bsDW2t— ناصر بن راشد النعيمي (@AlnuaimiNasser1) March 9, 2024
مهمة طارئة
كان بايدن أعلن خلال كلمة عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس، توجيهه الجيش الأميركي لقيادة «مهمة طارئة» لإنشاء رصيف بحري مؤقت في غزة لتأمين وصول سفن المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتجعل هذه الخطة الولايات المتحدة ضالعة وبشكل مباشر وأكبر في غزة. وتأتي هذه الخطوة المفاجئة في الوقت الذي تواجه فيه إدارة بايدن وبشكل متزايد انتقادات كبيرة بعد تفاقم الأزمة الإنسانية وتضييق الحصار الإسرائيلي على غزة.، وفي «بي بي سي».
ويرى المحلل السياسي طارق فهمي في اتصال هاتفي لـ«"خليجيون» أن الرصيف العائم يطرح عشرات الأسئلة حول الموقف الأميركي بشكل عام وما تريد أن تفعله يصعب التكهن في الوقت الحالي، مردفا أن «الخطر يكمن في عدم استخدام البدائل الموجودة للميناء مثل ميناء العريش المصري ومعبر ايريز ومعبر كرم أبو سالم أو معبر رفح بجانب مطار ياسر عرفات وميناء غزة الموجود بالفعل».
تفاصيل الرصيف العائم
ولا تُعرف بعد تفاصيل ما وصف بالرصيف العائم قبالة غزة، وفق التقرير الشبكة البربطانية، ولم يقدم المسؤولون الأميركيون الكثير من التفاصيل بشأن من سيتفقد المساعدات وكيف سيتم تسليمها بمجرد وصولها إلى غزة، خاصة أنه لا يتوقع أن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في القطاع المحاصر.
Tonight, I’m directing the U.S. military to establish a temporary pier on the Gaza coast that can receive shipments of food, water, medicine, and shelter.
To Israel, I say humanitarian assistance cannot be secondary.
Protecting and saving innocent lives must be a priority.
— President Biden (@POTUS) March 8, 2024
60 يوما للتنفيذ.. ولاجنود على الأرض
وقال مسؤولون أميركوين إن البناء سيتم بالتعاون مع دول أخرى في المنطقة وسيستغرق من 30 إلى 60 يومًا للتنفيذ، وسيشمل مئات أو آلاف القوات الأميركية على متن السفن قبالة الشاطئ، وذلك تماشياً مع تفويض الرئيس جو بايدن، شريطة عدم وجود جنود أميركيين على الأرض داخل غزة.
لكن البنتاغون حسم الأمر بتخصيص 4 آلاف جندي للعمل على تركيب الميناء المؤقت على ساحل غزة، موضحا أننا نعمل مع الشركاء في المنطقة والمنظمات غير الحكومية بشأن الممر البحري للمساعدات والميناء المؤقت في غزة.
ويستغرب فهمي من تناقض الموقف الأميركي ففي الوقت الذي يدعو فيه إلى «هدنة في غزة وحل الدولتين يقيم ميناء سيستغرق أسابيع أو شهور ما يعني أن الحرب مستمرة لمدة طويلة»، كما يلفت الخبير السياسي إلى أن «ثمة أمر يدور بخصوص تقسيمات على الأرض في غزة منها الطريق الفاصل بين جنوب وشمال القطاع وأن هناك ترتيبات تحدث على الأرض».
ويقول البنتاغون، على لسان الناطق باسمة، إن واشنطن مازالت في مرحلة التخطيط لإنشاء الميناء المؤقت في غزة، مشيرا إلى أن التخطيط والتنفيذ سيستغرق عدة أسابيع وسنواصل التنسيق مع الدول الشريكة قائلا: «أننا في طور تحديد المصادر والقوات التي سيتم نشرها ولن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في غزة». وتابع المتحدث، أن قبرص ستكون مكان خروج المساعدات إلى الميناء البحري المؤقت ثم سيتم نقلها إلى داخل القطاع لتوزيعها، موضحا أن أمريكا تعمل مع إسرائيل والشركاء في المنطقة فيما يخص الجوانب الأمنية الخاصة بتوزيع المساعدات في غزة.وأكمل: «سنقوم بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الساحل في غزة ثم سيقوم الشركاء بتوزيعها داخل القطاع».
😯ميناء بايدن في مياه غزة للتحكم الامني والتغطية على امدادات السلاح*
وحجته الكاذبة في هذا الفيديو حسب ما ادعى من اجل تمرير المساعدات الانسانية..👎🏻 pic.twitter.com/XhAscfCvm6— 🏴🚩جيهان حدرج🚩🏴 (@jihanhodrog) March 9, 2024
ومن غير الواضح بعد أين تنوي إدارة بايدن بناء الميناء أو الرصيف العائم الجديد قبالة غزة، لكن سلاح الهندسة في الجيش الأميركي الذي يتمتع بخبرة طويلة في البناء السريع للمنشآت العائمة، سيتولى بحسب مسؤولي البيت الأبيض بناء المنشآت قبل نقلها إلى الساحل بالقرب من شواطئ غزة. وقال المسؤولون إن السفن، وهي ضخمة وكبيرة، تحتاج إلى حراسة مسلحة نظرا لبطء إبحارها، خاصة عندما تصل إلى نطاق ساحل غزة، لذا تعمل وزارة الدفاع الأمريكية على بحث كيفية ضمان حمايتها أثناء بناء الرصيف.
إعادة توجيه المساعدات
في المقابل قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن المتحدثة باسم وكالة «غو غات» الإسرائيلية، وهي المسؤولة عن تنظيم المساعدات للفلسطينيين في غزة، رفضت التعليق، لكن مسؤولا إسرائيليا، تحدث دون الكشف عن هويته، قائلا «إنه بموجب الخطة الأخيرة، سيتم إرسال المساعدات التي تبرعت بها الإمارات العربية المتحدة إلى قبرص، حيث سيتم تفتيشها هناك ثم تنقل بالسفن إلى ساحل قبرص ومن ثم إلى غزة».
اقرأ المزيد:
محكمة إماراتية تصدر قرارا جديدا بشأن قضية «الخلية الإخوانية»