خليجيون| إثيوبيا تنبش مجددًا على ميناء خارج أراضيها
بعد هدوء دام نحو شهرين منذ إعلان الاتفاق مع إقليم صومال لاند الانفصالي، خرجت أصوات إثيوبية شبه رسمية مجددًا للتأكيد على عزمها إنشاء ميناء بحري خارج أراضيها معتبرة أن هذا الأمر مصيري للغاية، في محاولة اعتبرها مراقبون بأنه نبش جديد بتحريض صهيوني، بعدما واجهت الخطوة الأولى رد فعل مضاد غير متوقع من الجانب المصري والصومالي ودول أخرى.
وكان رئيس جامعة جيجيجا، بشير عبد الله محمود، قد أعاد الحديث مجدًدا عن المطامع الإثيوبية بالحصول على ميناء بحري في صومالي لاند إلى الواجهة، مشيرًا إلى أن «سعي بلاده لإنشاء ذلك الميناء سيعزز المنافع المتبادلة والعلاقات التجارية في المنطقة بأكملها»، وفقا لوكالة الأنباء الإثيوبية.
وفي كلمته أمام حلقة نقاش نظمتها جامعة جيجيجا ومعهد الشؤون الخارجية، اعتبر البشير أن «امتلاك أديس أبابا ميناء بحري أمر حيوي لدول المنطقة للعمل معًا لتحقيق فوائد اقتصادية، وأشار كذلك إلى أن الميناء البحري مهم لتقليل التكلفة المرتفعة لمواد التصدير والاستيراد وجذب الاستثمار الأجنبي».
مسألة وجودية
وفي الحلقة النقاشية نفسها، أكد المدير العام لشؤون أوروبا وأميركا بوزارة الخارجية والباحث بالمعهد دارسكيدار تاي أن «تأمين الميناء البحري هو مسألة وجودية بالنسبة لإثيوبيا»، زاعما أن «بلاده لديها الكثير من الأسباب للحصول على ميناء بحري، منها، القوانين الجيوسياسية والطبيعية والتاريخية والاقتصادية والدولية والقضايا الأمنية».
تصريحات تشير إلى تهدئة
وكان مسؤول صومالي قد قال في فبراير الماضي، إن «بلاده لا تحب التصعيد وأن الكفة تميل للحلول الدبلوماسية للخلافات بين الصومال وإثيوبيا، «على الأقل في الوقت الراهن». وقال مستشار وزير الداخلية الصومالي آدم حسين في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي «الصومال يقدم جهوده في الجانب الدبلوماسي على الأقل، على المدى المنظور، لكن إذا اقتضى الأمر وصار نوع من التصعيد من قبل الإثيوبيين، فإن الحكومة الصومالية حينئذ لا تملك خيارات كثيرة للرد المناسب».
نبش إعلامي
ويصف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق الدكتور، عبد الله الأشعل، تصريحات الإثيوبيين الأخيرة بأنها «نبش إعلامي» قائلا: «رغم أتجديد التأكيد على الخطة الإثيوبية فيما يخص إنشاء ميناء بحري في الصومال لم يخرج عن مسؤول رفيع المستوى إلا أنها مؤشر لأهداف آبي أحمد ومن يدعمه في زعزعة الاستقرار الأفريقي وإزعاج مصر بالتحديد».
ويقول الأشعل، في تصريح إلى «خليجيون»، إن «أديس أبابا المدعومة من إسرائيل تنفذ مخططا صهيونيت من شأنه التحكم في منطقة القرن الأفريقي، للحد من فرص قد تتيح للدول المناهضة لسياستها لتوجيه أي تحرك عسكري ضدها، موضحا أن «إثيوبيا تعتزم حرمان مصر من حصتها في مياه النيل ما يعني إمكانية اندلاع حرب ضدها سواء عن طريق مصر أو بدعم صومالي عن طريق أراضيها، لذلك اختاروا إقليم صومالي لاند للاعتراف بها كدولة مقابل تدشين قاعدة عسكرية وبحرية من شأنها منح مساحة لإثيوبيا للتوغل أفريقيا دون قيود».
اتفاقية إثيوبيا مع صومالي لاند
وشهد إقليم صومال لاند في يناير الماضي توقيع مذكرة تفاهم تمنح بمقتضاه أرض الصومال إثيوبيا إمكانية استئجار جزء من ميناء بربرة على خليج عدن لمدة 50 عاما وإقامة قاعدة عسكرية مقابل الاعتراف بأرض الصومال دولة مستقلة.
الرد المصري
وردًا على الاتفاقية اتهمت مصر دولة إثيوبيا، بـ«بث الاضطراب فى محيطها الإقليمي»، تعليقا على اتفاق أجرته مع إقليم أرض الصومال (صومالي لاند).
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمة خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد عن بُعد في يناير الماضي إن توقيع إثيوبيا على اتفاق بشأن النفاذ الى البحر الأحمر مع الإقليم «جاء ليثبت ما حذرت منه مصر من مغبة السياسات الأحادية لإثيوبيا المخالفة لقواعد القانون الدولي، وكذا لمبادئ حسن الجوار».
السيسي يحذر إثيوبيا
كما حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 18 من نفس الشهر إثيوبيا من التدخل في شؤون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها، معلنا رفضه للاتفاق الذي وقعته إقليم أرض الصومال (الانفصالي) مع أديس أبابا.
وفي كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود بالقاهرة: «فيما يتعلق بالاتفاق بين أرض الصومال وإثيوبيا، تحدثنا عن أننا فى مصر كان لنا موقف واضح تم تسجيله وصدر بيان عن وزارة الخارجية المصرية برفض هذا الاتفاق، ومن ثم نؤكد على رفض مصر التدخل فى شؤون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها»، مشيرا إلى «أن هذا الموضوع أحد النقاط التى تم مناقشتها مع الرئيس الصومالي».
اقرأ المزيد
ما أسباب الهدوء بين الصومال وإثيوبيا بعد الاعتراف بـ«بونتلاند»؟