كابوس «ميليشيا لحد» يلاحق مأساة غزة.. ما دور ماجد فرج؟
تزايدت وتيرة التسريبات عبر وسائل إعلام صهيونية رسمية عن اتصالات بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومدير المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية ماجد فرج لبدء العمل على بناء قوة مسلحة جنوب قطاع غزة، فيما عده مراقبون خطوة إسرائيلية تسعى لاستنساخ نموذج جيش لبنان الجنوبي وقائده أنطوان لحد إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان في سبعينات القرن الماضي.
وميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» أو «جيش لحد» تشكلت في عام 1976 بمدينة مرجعيون علي يد الرائد سعد حداد بدعم من إسرائيل، وضمت عملاءها ووحدات منشقة من الجيش اللبناني منشقة، عام 1976 على يد أفراد من الجيش اللبناني في مدينة مرجعيون، إبان الحرب الأهلية، وتشكل من مسيحيين لبنانيين وشيعة مسلمين ناصبوا العداء لفصائل من المقاومة الفلسطينية التي سيطرت على جنوب لبنان في ذلك الحين.
أما أنطوان يوسف لحد الذي تولى قيادة هذا الميليشيا فقد ولد في بلدة كفر قطرة الشوفية في عائلة مارونية عام 1927، وتخرّج من المدرسة الحربية عام 1952، وانشق عن الجيش اللبناني، وأنضم إلى قيادة مليشيا «جيش لبنان الجنوبي» العميل لإسرائيل عام 1984 بعد وفاة الرائد سعد حداد، وقاتلت هذه الميليشيا منظمة التحرير الفلسطينية، والمقاومة اللبنانية المتمثلة في حركة أمل، والحزب الشيوعي اللبناني، وحركة المرابطون، وبعد 1982 الحزب الوليد أنذاك «حزب الله»، واستمر «لحد» في قيادتها حتى انهيارها وفرار قيادتها وعدد من عناصرها إلى إسرائيل إبان تحرير لبنان في مايو 2000.
ومع دخول حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس، يرجح مراقبون رغبة أجنحة في حكومة الاحتلال في إعاجة إنتاج نموذج «أنطوان لحد» في غزة مع استمرار المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال منذ أكثر من 5 أشهر.، إذ زعمت القناة 14 الإسرائيلية إن مدير المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية ماجد فرج بدأ في العمل على بناء قوة مسلحة جنوب قطاع غزة.
وأضافت أن قوة فرج -التي يعمل عليها- تتكون من عائلات لا تؤيد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتوزيع المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس مجلس الأمن تساحي هنغبي التقى مؤخرا فرج بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية «كان» إن «اسم ماجد فرج، المقرب من الرئيس محمود عباس، والمرشح لخلافته في قيادة السلطة الفلسطينية، طرح بقوة لقيادة غزة، وإدارة الحياة فيها بشكل مؤقت، من قبل وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت»، بعد أن نوقش بجدية في واحد من الاجتماعات الأمنية المغلقة، بقيادة غالانت.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية دعم زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد تولي فرج قيادة غزة، وعقب على المقترح، «من الطبيعي طرح اسم فرج، فهو في صلب السلطة الفلسطينية، ومن أكثر الشخصيات التي عملت معنا ضد حركة حماس»، وذلك في في مقابلة تليفزيونية.
وحسب تقارير ‘إسرائيلية، فإن ماجد فرج ينسق نيابة عن السلطة مع كل من الشاباك ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ووكالات استخبارات عربية وغربية.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني عبد الباري عطوان في مقال مؤخرا أن «ما يُسمّى بعمليّة الإصلاح الأميركيّة للسّلطة الفِلسطينيّة المُكوّنة من ثلاثة رُؤوس بدأت تتبلور، وبشَكلٍ مُتسارع، فالسيّد حسين الشيخ سيكون الرّأس السّياسي، واللواء ماجد فرج سيكون الرّأس الأمني والعسكري، أمّا الرّأس التنفيذي، أو سلام فياض الجديد، فسيكون الدكتور محمد مصطفى».
من هم الثلاثي الجديد الذي سيرث عباس في المرحلة القادمة؟ وهل ستعين امريكا اللواء ماجد فرج حاكما للقطاع ببصمة إسرائيلية؟ وما هي العوامل التي تحدد فرص النجاح والفشل لكل السيناريوهات التي تّطبخ على نار مستعرة حاليا في واشنطن وتل ابيب. https://t.co/C77wu1Uqhq via @raialyoum1
— عبد الباري عطوان (@abdelbariatwan) March 12, 2024
ويضيف عطوان « جميع هذه السّيناريوهات محكومٌ عليها بالفشَل، وإنّ نتائج أيّ مُحاولة لتطبيقها ستكون عكسيّة، أي في صالح السّيناريوهات المُقابلة التي تفرضها المُقاومة، وثقافتها، ورِجالها وإدارتها لشتّى الجبهات والميادين».
اقرأ المزيد:
أخر تطورات الحالة الصحية للاعب أحمد رفعت وبيان عاجل من المستشفى
شاهد: تحرك رسمي عاجل لإعفاء الخليجيين من تأشيرة شنغن
اعيدوا مليارات الشعب.. قيس سعيد يعيد تشكيل لجنة استرداد الأموال