الطاقة والدفاع والأمن.. ملفات تعيد هيكلة العلاقات العراقية التركية.. ماذا حدث؟
تستعد بغداد وأنقرة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، على إثر توترات طويلة، وذلك بابرام اتفاقيات تعاون في مجال الطاقة بالإضافة إلى شؤون الأمن والدفاع.
وقالت وزارة الخارجية التركية اليوم الأربعاء إن مسؤولين كبارا من تركيا والعراق سيجتمعون في بغداد يوم الخميس لبحث التعاون في عدد من الملفات الهامة على رأسها الطاقة.
توتر قديم في العلاقات
ومرت العلاقات بين الجارتين في السنوات الماضية بفترات توتر عميقة، إذ كثفت أنقرة عملياتها عبر الحدود ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في المناطق الجبلية بشمال العراق. وقال العراق إن العمليات تنتهك سيادته، لكن أنقرة تقول إنها يجب أن تحمي نفسها وحذرت من توغل جديد.
ويختلف الجانبان أيضا بشأن استئناف صادرات النفط من خط أنابيب النفط الخام الذي يمتد من العراق عبر تركيا والذي تقول أنقرة إنه جاهز للعمل لكن بغداد لم تستأنف عملياته بعد.
تركيا والعراق يعقدان محادثات رفيعة المستوى حول الأمن غداً https://t.co/TpHFRj1Rvl
— ا لـحـدث (@AlHadath) March 13, 2024
قمة أمنية طال انتظارها
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أونجو كتشالي في مؤتمر صحفي في أنقرة إن وزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر ورئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم كالين سيعقدون محادثات مع نظرائهم في بغداد في «قمة أمنية».، وفق «روتيرز».
وقال كتشالي إن «صياغة تفاهم مشترك في مكافحة الإرهاب والخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها في هذا الصدد ستكون مطروحة على طاولة المفاوضات… إن تصنيف السلطات العراقية لحزب العمال الكردستاني باعتباره تهديدا أمنيا مشتركا هو علامة على أن الرغبة في محاربة حزب العمال الكردستاني تتزايد في العراق ونحن نرحب بذلك».
بايدن قبل وصوله للسلطة توعد بحصار تركيا وعزل تحركاتها خصوصًا شرق المتوسط وليبيا وشمال سوريا والعراق pic.twitter.com/cVNKjWWNCG
— الرادع المغربي 🇲🇦🔻🇵🇸 (@Rd_fas1) March 11, 2024
الحوار أولا
وبعد توتر كان سيد الموقف بين البلدين خلال الأسابيع القليلة الماضية، شدد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في لقاء مع وزير الدفاع التركي يشار غولر في فبراير الماضي، على أن حل الأزمات يكون بالحوار وليس بخرق سيادة الدول وإضرار مواطنيها، في إشارة منه إلى الضربات التركية الأخيرة على مواقع لحزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية والتي استفزت بغداد إلى حد كبير.
وذكرت الرئاسة العراقية في بيان وقتها أن رشيد أكد خلال لقائه مع غولر، الذي يزور العراق، على ضرورة حل المشاكل الحدودية والملفات الأمنية بين البلدين عبر التعاون والتشاور والتنسيق المتبادل، وتشكيل لجان أمنية من الجانبين لتحديد المشكلة ووضع الحلول اللازمة لها.
المعركة مع حزب العمال
وحمل حزب العمال الكردستاني المحظور، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، السلاح ضد الدولة التركية في عام 1984 وقُتل أكثر من 40 ألفا في التمرد.
ووفق المتحدث التركي استئناف تدفقات النفط من خط الأنابيب بين العراق وتركيا ستتم مناقشته خلال الاجتماعات.
وأوقفت تركيا التدفقات لخط الأنابيب، وهو طريق تصدير النفط من شمال العراق، بعد حكم في قضية تحكيم أصدرته غرفة التجارة الدولية أمر أنقرة بدفع تعويضات لبغداد عن الصادرات غير المصرح بها بين عامي 2014 و2018.
هجمات تركية على حدود دول الجوار بزعم مكافحة #الإرهاب#تركيا #سكاي_أخبار #شاهد_سكاي#كردستان_العراق #العراق pic.twitter.com/pXTUCRdsZC
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) July 2, 2020
في وقت لاحق شرعت أنقرة في أعمال الصيانة في خط الأنابيب الذي يساهم بنحو 0.5% من إمدادات النفط الخام العالمية. واتفق البلدان على الانتظار حتى اكتمال تقييم صيانة خط الأنابيب لاستئناف التدفقات بينما يواصلان معركة قانونية بشأن قرارات التحكيم.
زيارة أردوغان
وكشف كتشالي إن المسؤولين سيناقشون أيضا التعاون في قطاع الغاز والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى الزيارة المقررة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبغداد والمتوقعة في الربيع المقبل.
وزاد متحدث الخارجية التركية «ذكرنا في أكتوبر الماضي أن التدفقات قد تكون عبر خط الأنابيب هذا، ولا توجد مشكلات بالنسبة لنا. لكننا ندرك أن الجانب العراقي ليس مستعدا بعد». وأضاف «نريد أن تتوصل جميع الأطراف في العراق إلى اتفاق في إطار الحوار والتفاهم المتبادل، وأن يستأنف التدفق عبر خط الأنابيب هذا في أقرب وقت ممكن».
هيئة التقاعد العراقية تطلق حزمة تسهيلات جديدة للمتقاعدين.. تعرف إليها