فيديو: الأذان الجماعي عادة دمشقية قديمة وجدل متجدد
يتميز الجامع الأموي في دمشق بالأذان الجماعيّ، وهو ما يمثل عمقا في الوجدان الجمعيّ السّوريّ خصوصا في رمضان، إذ ارتبط إفطارهم به لعقود طويلة.
وفي عموم العالم الإسلامي يؤذن للصلاة شخص، لكن الأمر مختلف في الجامع الأموي، إذ تُردد المجموعة الأذان بإيقاع فريد في طقس ممتد على مر الأزمنة.
نشأة الأذان الجماعي
ويعيد العديد من الباحثين نشأة الأذان الجماعيّ وإطلاقه في جامع بني أميّة إلى شيخ الشام في زمانه عبد الغني النابلسي المتوفّى سنة 1731م.
ينفرد به الجامع الأموي بـ #دمشق ولكل يوم مقام..
بماذا يختلف "الأذان الجماعي" عن "أذان الجوق"؟#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/xLiSIfneBc— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 12, 2024
لكن - حسب علماء - نسبة إنشاء الأذان الجماعيّ إلى الشّيخ عبد الغني النّابلسي هي نسبةٌ غير دقيقة، فالأذان الجماعيّ موجودٌ قبله، غير أن ما قام به الشيخ النّابلسي هو إضفاء نظامٍ إداريّ وضوابط فنية على الأذان الجماعي.
إذ أنه من ألزم المؤذّنين بالتزام مقامٍ موسيقيّ للأذان الجماعيّ في كلّ يومٍ مختلف عن الآخر، فلكلّ يومٍ من أيّام الأسبوع مقامه الموسيقيّ الخاص الذي يؤَذّن به الأذان الجماعيّ.
النّابلسي والأذان العثمانيّ
ويرى الباحثون أن الشّيخ النّابلسي أخذ هذه الفكرة من قانون الأذان العثمانيّ الذي يلزم المؤذنين أن يكون كلّ أذانٍ من الأوقات الخمسة بمقام موسيقيّ محدّد مختلفٍ عن الآخر.
وذلك ليعرف المكفوفون أوقات الأذان ونوع الصلاة التي يُؤذَّن لها وما يزال هذا القانون مستمرا في الأذان إلى اليوم في عموم تركيا، فيما جعل النّابلسي المقام الموسيقيّ لكلّ يومٍ مختلفًا عن اليوم الآخر ليمايز المستمعون بين أيّام الأسبوع من خلال المقامات الموسيقيّة للأذان.
من ذكريات رمضان في طفولتنا:
بالرغم من صغرنا وطفولتنا كنّا نعشق الأذان الجماعي في المسجد الأموي، حيث تقوم به مجموعة من المؤذنين بصوت رخيم متناسق.
طبعا المسجد الأموي الآن حزين جريح، ولكنه وبعون الله سيستعيد عهده السابق وكأحلى ما يكون، وما هذا على الله بعزيز. pic.twitter.com/1a9Fr7kjwg— د. مأمون مبيّض (@MamounMobayed) May 14, 2019
وحسب «تلفزيون سوريا»، يكمن الإشكال في إطلاق اسم «أذان الجوق» على الأذان الجماعيّ في التباس الحكم الفقهيّ.
وتابع: «فلو رجعنا إلى كتب الفقه لوجدنا عموم المذاهب الفقهيّة تذهب إلى عدم مشروعيّة أذان الجوق، الذي يؤدّي فيه كلّ مؤذّنٍ جزءًا من الأذان بينما تقول غالب المذاهب الفقهيّة بجواز الأذان الجماعيّ الذي يتمّ تأديتُه في الجامع الأمويّ».
الاذان الجماعي من مسجد بني امية الكبير
تقليد متوارث منذ القرن السابع عشر
الجامع الأموي #دمشق pic.twitter.com/cHu5GO3VGH
— Eng.Maha Hism (@HismMaha) April 26, 2022
واليوم يكرّر كثيرون عدم مشروعيّة الأذان الذي يؤدّى في الجامع الأمويّ لأنّه أذان الجوق الذي ذكره الفقهاء في كتبهم، وهذا غير صحيح، فالإشكال يكمن في تنزيل الحكم على واقعةٍ لا تشبهه وهو نتيجة غياب التصوّر الصّحيح للواقعة وتوصيفها، وفق موقع «تلفزيون سوريا».
ليكون مسموعاً في جميع أرجاء المدينة
ويؤكد رئيس مجموعة المؤذنين بالمسجد محمد زهير بينون إن إنشاد الأذان كان جماعياً ليكون مسموعاً في جميع أرجاء المدينة، في وقت لم تكن فيه مساجد أخرى قريبة ولا مكبرات للصوت.
اقرأ أيضا:
خليجيون| كيف غير الذكاء الاصطناعي مشهد الدراما الرمضانية العربية؟
أولى حلقات المسلسلات الخليجية رمضان 2024.. نجاح ملحوظ
ماذا قال نجيب ساويرس عن حادث مقتل الرهبان في جنوب أفريقيا؟
فيما يقول المؤذن محمد الشيخ «أنا متعلمها من وقت ما كنت صغير. كنت أطلع مع والدي على مئذنة العروس. كنت ولد يطلعني معه. ما كان في مكبرات للصوت. كانوا يؤذنوا بالمآذن فكنت أطلع كنت طفل صغير، أطلع معه لذلك أذان الجوقة معي من الصغر».