أزمة الحريديم تضع «وجود إسرائيل» على المحك.. عضو بالكنيست يستنجد
يتفاقم مأزق إسرائيل مع مقترح تجنيد طائفة الحريديم المتطرفين، تزامنا مع تصاعد خسائر جيش الاحتلال في حرب غزة، فيما أقر رام بن باراك، عضو الكنيست الإسرائيلي، إن إسرائيل في موقف صعب وتحتاج الآن إلى تجنيد الجميع ولا يجب أن يمتنع المتدينون عن ذلك.
وأبلغ بن باراك وكالة أنباء العالم العربي يوم الخميس «أعتقد أن إسرائيل الآن في موقف أمني صعب للغاية. في هذه الأوقات نحتاج إلى أن ينضم الجميع إلى جهود الدفاع عن حدودنا، ولهذا السبب لا أرى أي سبب يمنع المتدينين وكل مواطن إسرائيلي من الانضمام إلى الجيش، وحتى المسلمين من مواطني إسرائيل».
ومع تزايد خسائر جيش الاحتلال في غزة، قال معلّق الشؤون العسكرية، في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشع أن المسؤولين في هيئة الأركان العامة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي يشيرون إلى أن «الجيش بحاجة ملحّة إلى إضافة ما لا يقل عن 7000 جندي وجندية، نصفهم تقريبًا، لمهام قتالية».
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حذر وزير الحرب يوآف غالانت من «تعريض استقرار الحكومة للخطر» بسبب عدم تقديم قانون تجنيد يهود الحريديم الجديد للتصويت في الكنيست، وأنه يجب أن يقدم قرارا للحكومة يوم الأحد المقبل.
واليهود الحريديم هم الطائفة الأكثر تشددا في اليهودية، ويلتزمون بالممارسات الدينية والمبادئ الأخلاقية الواردة في التوراة والتلمود، ويرفضون الالتحاق بالجيش والثقافة العلمانية الحديثة. ومنذ تأسيس إسرائيل عام 1948، توفر الدولة لليهود الحريديم استقلالية واسعة في التعليم وفي ممارسة معتقداتهم.
وأعلن غالانت الأسبوع الماضي أنه لن يقدم قانون التجنيد الجديد الذي يعفي الحريديم، أو اليهود المتدينين، من الخدمة العسكرية إلى التصويت ما دام لا يوجد إجماع في الحكومة ومجلس الحرب على هذا القانون. ويعارض غانتس مشروع القانون ويطالب بمشاركة كل فئات المجتمع الإسرائيلي في الخدمة العسكرية الإلزامية.
الحريديم يفضلون الموت بدلا من التجنيد
ونظم عدد من الحريديم وقفات احتجاجية الأسبوع الماضي للتعبير عن «أنهم يفضلون الموت بدلا من التجنيد في الجيش الإسرائيلي»، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال عضو الكنيست بن باراك «الأسباب التي تجعلهم لا (يلتحقون بالجيش) لأننا نسمح لهم بذلك. وأفترض أن كل رجل وامرأة في سن 18 سيخدم في الجيش، لا يهم إن كان مسلما أو يهوديا، متدينا أو غير متدين، في دولة يتساوى فيها الجميع، والجميع لديهم نفس الواجبات»، مضيفا «أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتا لأنه حتى الآن لم نجبرهم على القيام بذلك، لقد كان الأمر تطوعيا فقط ولكن من الآن فصاعدا نحتاج إلى ذلك لنرى كيف».
وتابغ «السبب أن جزء من الحكومة لا تريد ذلك، إنها مشكلة كبيرة بالنسبة لإسرائيل ولكن هذا شيء نحتاج إلى تغييره. إسرائيل ليست ذات الدولة بعد السابع من أكتوبر».
وربط بن باراك بقاء إسرائيل بانضمام الجميع إلى الجيش، وقال عندما تكون غنيا، يمكن أن تسمح لبعض الأشخاص ألا يعملوا، لكن إذا (لم تعد كذلك) لا تملك هذا الامتياز، وهذا ينطبق على المعادلة الأمنية، هناك الكثير من المشاكل والجميع من حولنا يريد رمينا إلى البحر، ونحتاج أن ندافع عن أنفسنا في الشمال وفي الجنوب والشرق وضد إيران، ونحتاج من الجميع أن ينضموا إلى الجيش إذا أردنا البقاء هنا».
وقال بن باراك أنه إذا لم يُمرر قرار ضم اليهود الحريديم إلى الجيش فإن الحكومة لن تصمد بسبب اختلاف الآراء حول هذا القرار.
ومضى قائلا «قد تنهار الحكومة إذا لم يتم تمرير هذا القرار، هي أزمة سياسية بالطبع لأن جزءا كبيرا من الحكومة هم من المتدينين الذين لا يريدون الخدمة في الجيش، وهي قضية سياسية من يعرف كيف ستنتهي».
وأردف «أعتقد أنه سيكون لديهم مشكلة في الحكومة لأنه ليس فقط غالانت الذي لا يريد الاستمرار في تحرير هؤلاء من الخدمة في الجيش. إذا لم يمرر هذا القرار، ربما سنذهب للانتخابات ونغير الحكومة. وبالمناسبة لقد حان الوقت القيام بذلك».
لابيد يتحدى حاخام السفارديم
وكان زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد قد انتقد رفض اليهود الحريديم الالتحاق بصفوف الجيش الإسرائيلي في حرب غزة. كما قال إن العديد منهم لا يعملون، وسيجدون صعوبة في التكيف مع الحياة خارج إسرائيل، وذلك ردا على إعلان الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين (السفارديم) يتسحاق يوسف، أن اليهود الحريديم سوف يغادرون البلاد إذا فرض عليهم التجنيد بشكل قسري.
ويعارض اليهود الحريديم إلى حد كبير إنشاء ما تعرف بـ«دولة إسرائيل»، وعادة لا يشاركون في المناسبات الوطنية. ومع ذلك، يشارك بعض اليهود الحريديم في العملية السياسية مثل حزب شاس، وهم الأكثر دعما لدولة إسرائيل في طائفتهم. ويرفض اليهود المتشددون التجنيد الإجباري، ويطالبون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلاً من الخدمة بالزي العسكري طوال السنوات الثلاث.
ويقول البعض إن أسلوب حياتهم المتدين قد يتعارض مع الأعراف العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم الآيديولوجية للدولة الليبرالية.
اقرأ المزيد:
النفط إلى مكاسب أسبوعية بعد توقعات «الطاقة الدولية»
الرئاسة الفلسطينية تحذر من تحول ميناء بايدن لبوابة تهجير سكان غزة