إيران والهند تصارعان التنين الصيني في الملعب الأفريقي
تطل القوى الآسيوية، وعلى رأسها الصين والهند وإيران، على القارة الأفريقية بقوة متزايدة، في سعي محتدم لتعزيز نفوذها في هذه القارة الغنية بالموارد.
ويرصد تقرير بعنوان «عين على أفريقيا: عودة قوية للقوى الآسيوية؟»، نشه موقع «قراءات أفريقية»، السبت، تصاعد هذا الحضور الآسيوي في أفريقيا، من خلال تحليل مفصل لعلاقات كل من الصين وإيران والهند مع الدول الأفريقية.
الصين وسيراليون نموذج لعلاقات مزدهرة
تمثل زيارة الرئيس السيراليوني جوليوس مادا بيو للصين في فبراير الماضي علامة فارقة في علاقات البلدين، حيث تظهر رغبة سيراليون في تعزيز تعاونها مع بكين في مختلف المجالات. وتعد الصين أكبر وجهة لصادرات سيراليون وأكبر مصدر للاستثمار الخارجي المباشر في البلاد، مما يؤكد على أهمية هذه العلاقات بالنسبة إلى سيراليون.
وتسعى الصين من خلال هذه العلاقات إلى تحقيق أهداف استراتيجية مهمة، أهمها تنويع مواردها من المعادن الرئيسة وواردات الطاقة، وتعزيز مرونتها الاقتصادية وأمنها الطاقوي. وتمثل سيراليون، بمواردها المعدنية الغنية، شريكا مثاليا للصين في هذا المجال.
إيران وأفريقيا تحديات وعقبات
تحاول إيران أيضا تعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية، من خلال استضافة قمة التجارة الإيرانية- الأفريقية الثانية في أبريل 2024. وتسعى طهران من خلال هذه القمة إلى زيادة حجم التجارة مع القارة إلى 10 مليارات دولار في الأعوام الثلاثة المقبلة.
ولكن تواجه إيران تحديات كبيرة في تحقيق هذا الهدف، أهمها العقوبات الغربية المفروضة عليها، والتي تعيق قدرتها على الاستثمار في الدول الأفريقية.
الهند وإثيوبيا شراكة دفاعية جديدة
تمثل الهند لاعبا جديدا على الساحة الأفريقية، حيث تسعى لتعزيز تعاونها الدفاعي مع الدول الأفريقية. وتعد إثيوبيا نموذجا بارزا لهذه الشراكة، حيث تجري الدولتان مفاوضات حثيثة لتوقيع اتفاق تعاون دفاعي.
وتسعى الهند من خلال هذا الاتفاق إلى مساعدة إثيوبيا في تعزيز قدراتها الدفاعية، من خلال تقديم التدريب العسكري وتوفير خطوط ائتمان لشراء الأسلحة.
اقرأ أيضا:
رئيس وزراء العراق: فاجعة حلبجة تؤكد للأجيال وحشية النظام المقبور
بغداد صفر دكات عشائرية.. ما القصة؟
رسالة مفاجئة من حزب الله إلى إيران.. ننشر كواليس مباحثات نصر الله وقائد الحرس الثوري
وبهذا تشهد القارة الأفريقية صراعا محتدما بين القوى الآسيوية، خاصة الصين والهند، اللتان تسعيان لتعزيز نفوذهما في هذه القارة الغنية بالموارد.وتواجه إيران تحديات كبيرة في هذا الصراع، بينما تحاول الهند إثبات وجودها كلاعب جديد على الساحة الأفريقية.
