«مش حاسين أنه رمضان».. الجوع يحاصر النازحين شمال غزة
اعتادت الفلسطينية أم محمود زيارة أن تكون مائدتها عامرة بما لذ وطاب من الطعام في رمضان لكن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ ما يزيد على خمسة أشهر جعلت أقصى أمانيها أن تجد ما يكفيها لسد رمقها هي وابنتها وسط شح المساعدات مع دخول الشهر الفضيل.
ودمر العدوان الإسرائيلي منزل السيدة الفلسطينية مع بداية الحرب في أكتوبر الماضي ليجبرها على النزوح مع أسرتها الصغيرة إلى مركز إيواء داخل مدرسة في حي النصر بشمال مدينة غزة وسط آلاف غيرها من سكان القطاع.
غلاء وشح الأغذية في غزة
وتشكو أم محمود أنها لا تشعر بأجواء رمضان هذا العام في ظل غلاء الأسعار وعدم وجود مواد غذائية في الأسواق إضافة إلى معاناة ابنتها المريضة بداء السكري في ظل حاجتها إلى أدوية وأطعمة معينة غير متوفرة وسط هذه الظرف العصيبة.
وقالت لوكالة أنباء العالم العربي «والله كانت السنة اللي فاتت لما يجي علينا رمضان كان له بهجة وحاجة حلوة. نجيب الحلاوة والجبن والبيض، وما نخليش ولا حاجة إلا لما نجيبها». لكنها استدركت «الآن جي علينا رمضان مش حاسين أنه رمضان. من قلة ما يوجد بين أيدينا وما نواجه من غلاء. غلاء المعيشة ذبحنا ذبحا. بنروح على الأسواق ومش بنلاقي أكل».
وأضافت «بس بنتي هذه التي تأخذ أنسولين يعني صعب تتأقلم لأنها من غير أنسولين لا يمكنها أن تعيش. وإذا لم تأكل الخبز ستموت. لا يمكنها ان تأكل الأرز لأنها مريضة سكر».
الموت جوعا
ويواجه أهالي غزة خطر الموت جوعا جراء شح المساعدات الغذائية التي أكد أمجد الشوا رئيس شبكة المنظمات الأهلية في القطاع أنها غير كافية لتلبية احتياجات النازحين وسط توقعات بأن تتفاقم الأوضاع بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة عند المعابر.
وقال «كان لا يزال حجم المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة هو قليل جدا مقارنة بالاحتياجات الكبيرة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي والحصار المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي وبخاصة منع الإمدادات. ونخص هنا شمال قطاع غزة ومدينة غزة التي تعاني الأمرين جراء القصف وجراء أيضا سوء التغذية والجفاف والذي أودى بحياة عدد كبير من الأطفال والنساء».
وأضاف «الأوضاع تتجه إلى مزيد من السوء في ظل القيود الإسرائيلية التي تفرض على دخول المساعدات. مع دخول شهر رمضان كنا نأمل أن يكون هناك ضغط دولي أكبر من أجل فتح كل المعابر دون شروط أو قيود ودخول كل أنواع المساعدات وبخاصة المساعدات الغذائية والدوائية إلى مختلف أنحاء قطاع غزة».
مساعدات دولية ضئيلة
وأعلن برنامج الأغذية العالمي منتصف الأسبوع الماضي أنه تمكن بنجاح من توصيل أول قافلة مساعدات غذائية إلى شمال قطاع غزة منذ 20 فبراير، قائلا إنها تكفي 25 ألف شخص.
وقال الشوا «الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) وبرنامج الأغذية العالمي وعدد من المؤسسات الدولية والمحلية باتت الشريان الرئيسي لتقديم المساعدات لمختلفات قطاعات شعبنا الفلسطيني خاصة في غزة والشمال وأيضا في مراكز النزوح».
وأضاف «نتحدث عن قرابة 85% من سكان قطاع غزة من النازحين الذين تركوا خلفهم كل شيء وهم بحاجة ماسة لتقديم المساعدات. هناك أيضا 80 بالمئة ممن فقدوا مصادر دخلهم مما يعني أنهم بدون أي مصدر دخل لقرابة ستة أشهر الآن».
اقرأ المزيد:
إيران تتحدى العقوبات الأميركية بسلسلة عقود نفطية
هل انتهى زمن بيع الدولار في السوق السوداء بمصر؟
بث مباشر.. مشاهدة مباراة ميلان وهيلاس فيرونا في الدوري الإيطالي