الغلاء يرهق جيوب التونسيين في رمضان.. وهل تحل «رقمنة المسالك» الأزمة؟
تعيش تونس أزمة تموين ونقص المواد الغذائية في الأسواق، بعد أن مرّت البلاد بأسوأ موسم زراعي بسبب الجفاف، وهو ما تسبب في ارتفاع غير مسبوق لأسعار المواد الغذائية.
وفق آخر أرقام المعهد الوطني للإحصاء التي نشرها نهاية 2023، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 13.1%، بسبب ارتفاع أسعار القهوة بنسبة 35%، واللحم بنسبة 29.8 بالمائة، والزيوت الغذائية بنسبة 28%.
وقالت وزيرة التجارة التونسية كلثوم بن رجب إنه تم تسجيل ارتفاع غير معقول في أسعار المواد الاستهلاكية كالخضراوات منذ دخول شهر رمضان، مقارنة بالفترة التي سبقته.
غلاء في رمضان
وأرهقت أسعار مواد الغذاء المرتفعة ميزانيات الأسر التونسية فيما أرجعت الوزيرة في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، أسباب الغلاء لأسعار الخضروات مثل الفلفل والطماطم اللذين يعتبران أهم مادتين يستعملها التونسيون لإعداد الأطباق الرمضانية، إلى أنها محاصيل باكورات وخارج موسم إنتاجها.
وأضافت أنّ «الأسعار تبقى مع ذلك أقل من أسعار السنة الماضية».
وأكدت الوزيرة بهذه المناسبة أن وضعية التزويد بمختلف أصناف الخضر والغلال تعتبر مرضية مقارنة بالسنة الفارطة، وأن الكميات متوفرة وبأسعار معقولة.. مشيرة إلى ضرورة تكثيف العمليات الرقابية على مستوى البيع بالتجزئة، فضلا عن تشديد المراقبة على مسالك التوزيع لمزيد دعم العرض بالفضاءات المنظمة.
نقص اللحوم الحمراء
كما أكدت بن رجب على وجود نقص في إنتاج اللحوم الحمراء نتيجة بعض العوامل مثل الجفاف وقلة الأعلاف وارتفاع أسعارها ما دفع السلطات التونسية إلى استيراد كميات من اللحوم لضخها في الأسواق.
وأوضحت أن كميات من اللحوم الحمراء المبردة ستصل يوم 26 مارس إلى تونس من الخارج، لتعديل السوق.
#عاجل: قيس سعيد يصدر قراراً بحل الأزمة الاقتصادية في تونس pic.twitter.com/Jn1bh1zvpb
— شبكة الحدود (@AlHudoodNet) September 20, 2022
وللإشارة فإن الإنتاج المحلي للحوم الأبقار يتوقع أن يبلغ 3.9 طن و6.1 ألف طن للحوم الضأن وهو غير كاف، وسيتم استيراد 20 طنا من لحوم الأبقار في الأسبوع و40 طن لحوم ضأن أسبوعيا.
أزمة اقتصادية وقرض جديد
كانت البلاد توصلت إلى اتفاق أوّلي مع صندوق النقد الدولي نهاية العام 2022 للحصول على قرض وضخّ ملياري دولار في اقتصادها، لكن المفاوضات تعثّرت حين رفض الرئيس قيس سعيّد الإصلاحات التي أوصت بها المؤسسة المالية الدولية.
ويواجه الاقتصاد التونسي صعوبات عميقة، إذ اقتصر النمو عام 2023 على 0، 4%، وفقًا للمعهد الوطني للإحصاء الذي أكد ارتفاع معدل البطالة في نهاية العام المنصرم إلى 16، 4%، مقابل 15، 2% في نهاية العام 2022.
رقمنة منظومة التوزيع
من جانب آخر، اعتبرت وزيرة التجارة أن الحل لظاهرة ارتفاع الأسعار يكمن في رقمنة مسالك التوزيع، مشددة على أن ظاهرة البيع خارج هذه المسالك هي من تغذي ارتفاع الأسعار.
وأكدت ضرورة توفير كل المواد الاستهلاكية التي يحتاج إليها المواطن على مدار اليوم بالكميات الكافية، حتى يتسنى لكل المستهلكين اقتناء مشترياتهم دون ضغوط خاصة مع رجوع الإنتاج إلى نسقه العادي.
ودعت إلى تكثيف المراقبة على مسالك التوزيع للتصدي للممارسات الاحتكارية والتحكم في الأسعار وفق المستويات العادلة التي تراعي القدرة الشرائية للمستهلك وتحقق مردودية معقولة للمهنيين.
وشددت على ضرورة التخفيض في أسعار بعض المواد خلال شهر رمضان وبقية فترات السنة خاصة اللحوم الحمراء.
ليس من مصلحة #فرنسا🇫🇷 أن تتواصل الأزمة الاقتصادية في #تونس🇹🇳.. تابعوا المزيد 👇 pic.twitter.com/Dkp79LMkw8
— قناة الحوار - Al Hiwar TV (@alhiwarchannel) December 15, 2020
الرقابة على الطرقات ومواقع الإنتاج
في محاولة للسيطرة على الممارسات المخالفة أطلقت مصالح المراقبة الاقتصادية خطة لمراقبة الطرقات ومواقع الإنتاج والخزن والتوزيع لضمان النسق العادي للتزويد والتحكم في الأسعار والتصدي لمختلف أشكال المضاربة غير المشروعة وتوجيه العرض نحو الأسواق المنظمة.
كميات إضافية
وسبق وضخت السلطات كميات في الأسواق خلال شهر رمضان كميات من القوارص (الحوامض) تقدر في حدود 55 ألف طن والتمور 60 ألف طن والتفاح 16 ألف طن والفراولة 4 آلاف طن.
كما تم توفير 2 مليون لتر من زيت زيتون البكر الممتاز في قوارير ذات سعة لتر واحد بسعر 15 دينار (4 دولارات).
وبالنسبة للحوم البيضاء، فإن الإنتاج المتوقع في حدود 12 ألف طن من دجاج لحم، 616 طنا من دجاج لحم مجمد، 6، 5 ألف طن لحوم ديك رومي و1562 طن لحوم ديك رومي مجمدة.
وبالنسبة للبيض، يبلغ الإنتاج المحلي 158.6 مليون بيضة ويقدر المخزون بـ23 مليون بيضة.
أما بخصوص الألبان فسيتم تزويد السوق بالمنتجات اللبنية بنسق عادي، حيث يتوقع إنتاج 100 مليون لتر من الحليب وتجميع 70 مليون لتر، في حين يقدر المخزون بـ7 مليون لتر.
وبحسب المعهد الوطني للاستهلاك ترتفع نسبة الاستهلاك في تونس خلال شهر رمضان لتتراوح بين 15 و20% مقارنة ببقية أشهر السنة.