نذير حرب بين المغرب والجزائر.. ماذا حدث؟
زادت حدة التوتر بين الجزائر والمغرب، إثر تقارير إعلامية مغربية تحدثت عن مشروع مصادرة عقارات ملك للسفارة الجزائرية في الرباط، في خطوة نددت بها وزارة الخارجية الجزائرية واعتبرتها «استفزازا».
كانت المغرب أعلنت عن مشروع لتوسيع مباني وزارة الخارجية في قرار نشرته في جريدته الرسمية، اعتبرت الجزائر أن هذا التحرك يشكل مرحلة تصعيدية جديدة.. .و«انتهاكا صارخا لحرمة وواجب حماية الممثليات الدبلوماسية للدول».
وقال المغرب في القرار المنشور بالجريدة الرسمية «المنفعة العامة تقتضي.. .نزع ملكية العقارات اللازمة لهذا الغرض». وتضمنت المباني التي شملها القرار عقارات تابعة للجزائر.
🇩🇿🇲🇦| صحيفة @assahifa_ar المغربية
1. في 1988 عند تأسيس اتحاد UMA وبعد 12 سنة من القطيعة، أهدى الملك الحسن الثاني مجاناً العقارات للسفارة الجزائرية.
2. في 2008 قررت وزارة الخارجية المغربية توسيع مقرها.
3. تم توقيع اتفاق بين المغرب والجزائر على تغيير مقر سفارة الجزائر.تتمة 👇 pic.twitter.com/xA0LkTvIYQ
— H A S S A N 🇲🇦 (@HMeghribi) March 18, 2024
في المقابل اعتبرت الجزائر الأمر بأنه «عملية سلب متكاملة الأركان»، وقال بيان صادر عنها «إن حكومة الجزائر سترد على هذه الاستفزازات بكل الوسائل التي تراها مناسبة». كما أنها ستلجأ إلى كافة السبل والطرق القانونية المتاحة، لا سيما في إطار الأمم المتحدة، بغرض ضمان احترام مصالحها».
يقول القانون الدولي إن مبان ومقار السفارت في الدول هي أرض خاصة بالبلد الذي يرتفع عليه علمها وهي مبان محصنة دبلوماسيا وفق قواعد القانون الدولي.
اكبر غلطة تاريخيةارتكبها المغرب عندما رسم الحدود مع موريتاينا والجزائر. انه لم يفكر في حدوده مع افريقيا. كل تفكيره انصب على الجوار مع الأشقاء باسم القومية العربية وأهمل عمقه الإفريقي. خصوصا مالي التي كانت صلة وصل تربط الإمبراطورية المغربية بافريقيا والٱن اصبحنا جزيرة pic.twitter.com/GrZD36OU8i
— 👤Larbi Elbaz👤 (@la__Del) February 26, 2024
وأثار التراشق المتبادل القلق مجددا من مسار العلاقات بين البلدين. وحذر المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر توفيق بوقاعدة من اتجاه هذه العلاقات قائلا إنه يحمل «نذر حرب بين الدولتين الشقيقتين».
وأضاف بوقاعدة، متحدثا لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، «السلوك المغربي بمصادرة ممتلكات جزائرية على أراضيه خطوة استفزازية وتصعيدية. ورغم إدراك المغرب أن هذه الخطوة غير قانونية وتتنافى والأعراف والمواثيق المنظمة للعلاقات الدبلوماسية سواء زمن الحرب أو السلم، فإنه يبدو غير مكترث للعواقب التي تنجر عن ذلك».
وفي تعليقه على رد وزارة الخارجية الجزائرية، أشار إلى أن بيان الخارجية الذي استنكر الخطوة «لم يتحدث عن المعاملة بالمثل، بل قال إنه يتوجه للمؤسسات الدولية حفاظا على ممتلكاته». واعتبر الرد «خطوة إيجابية لتجنب التصعيد في الموقف».
وقال إن الرد «دليل على حرص الجزائر على الحفاظ على أعلى درجات ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الاستفزازات المغربية باستفزازات أخرى مماثلة».
كيف يسعى الموساد الاسرائيلي لتقسيم المغرب والجزائر عبر ضرب نسيج المجتمع العربي والامازيغي الذي يتعايش منذ قرون دون اي مشكلة او تمييز !
المفكر والباحث المغربي الفرنسي جاكوب كوهين pic.twitter.com/BnCKreXay3
— الرادع المغربي 🇲🇦🔻🇵🇸 (@Rd_fas1) February 28, 2024
قطيعة وعلاقات متوترة
يشار أن العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والرباط مقطوعة منذ 24 أغسطس 2021، وتزامن القرار الذي اتخذته الجزائر من طرف واحد مع أسوأ سلسلة حرائق غابات في تاريخها والتي أودت بحياة قرابة 100 شخص، خاصة في منطقة القبائل.
واتهمت السلطات الجزائرية جماعات «إرهابية» بأنها وراء تلك الحرائق، منها منظمة انفصالية تدعى (حركة استقلال القبائل) وتعرف اختصارا بحركة (ماك)، يقودها مغني الطابع القبائلي السابق فرحات مهني الذي يتخذ من فرنسا منفى اختياريا له.
وصنفت الجزائر حركة (ماك) منظمة إرهابية، هي وحركة (رشاد) ذات التوجه الإسلامي والتي يقودها الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت المقيم ببريطانيا.
وكانت خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية «الباردة» أصلا بين البلدين بسبب شكوك الجزائر بأن الرباط تدعم حركة (ماك)، وهو ما عبَّر عنه صراحة وزير خارجيتها السابق رمطان لعمامرة، موجها أصابع الاتهام إلى المغرب بأن «الأعمال العدائية ضد الجزائر لم تتوقف».
إسرائيل على خط الأزمة
ولا تتهم الجزائر الرباط بدعم الحركة الانفصالية (ماك) وحسب، بل وبالسماح لإسرائيل بأن تهددها من الأراضي المغربية.
وتزامن هذا مع زيارة للمغرب قام بها في 12 أغسطس 2021 وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك يائير لابيد الذي رد على حملة قادتها الجزائر ضد قبول إسرائيل عضوا مراقبا في الاتحاد الأفريقي قائلا «نحن نشارك المملكة القلق بشأن دور دولة الجزائر في المنطقة، التي باتت أكثر قربا من إيران، وتقوم حاليا بشن حملة ضد قبول إسرائيل في الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب».
واعتبرت الجزائر هذه التصريحات تهديدا مباشرا، ودفعت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لأن يقول في تصريحات للصحافة بعد شهرين «تهديد الجزائر من المغرب خزي وعار لم يحدث منذ عام 1948.».
تدهور متواصل
وفي أكتوبر من السنة نفسها، قررت الجزائر فرض عقوبات اقتصادية على جارتها، بتوقيف توريد الغاز نحو إسبانيا عبر الأنبوب العابر للأراضي المغربية، والذي كان يستفيد منه المغرب بنسبة سبعة في المئة من الكمية المنقولة ما يؤمّن له أكثر من ثلاثة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا، وهو ما يمثل قرابة 65 في المئة من الطلب الداخلي على الغاز.
🔴🔴نبيلة منيب تقول إن "ذباب إلكتروني صهيوني" هو الذي يقف وراء توتير العلاقة بين المغرب والجزائر، ثم تحمل المسؤولية للمغاربة، بل وتتهمهم ضمنيا بأنهم هم من ينخرطون في سب الجزائر والجزائريين، دون الحديث نهائيا عما يقوم به إعلام الكابرانات وبتعليمات منهم. واش منيب ما كتشوفش الإعلام… pic.twitter.com/zCGKBuBSsr
— Tarek Elkassmi - (بوغطاط المغربي) (@TarekElkassmi) February 5, 2024
تأشيرة أشعلت الخلاف
لكن جذور الأزمة ضاربة في عمق العلاقات من قبل، فالحدود البرية بينهما موصدة منذ 1994 بعد أن فرض الملك المغربي الراحل الحسن الثاني تأشيرة على الجزائريين قبل الدخول إلى الأراضي المغربية، وذلك على خلفية تفجير فندق بمراكش.
وقتها كانت الجزائر تعاني أزمة أمنية عصفت بها منذ توقيف المسار الانتخابي عام 1992، بعدما تقرر إلغاء نتائج انتخابات تشريعية فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالأغلبية.
ورد الرئيس الجزائري آنذاك اليمين زروال على الملك الحسن الثاني بإعلان غلق الحدود البرية بين البلدين ابتداء من عام 1994.
مواجهة عسكرية بين البلدين
وسبق للبلدين أن تواجها عسكريا، أول مرة بعد عام من استقلال الجزائر، وكان ذلك بسبب نزاع على الحدود التي رسمت في معاهدة بين الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين وملك المغرب الحسن الثاني في عام 1972.
وسرعان ما عادت المعارك بين الطرفين في 1976 لدى هجوم الجيش المغربي على جنود جزائريين تقول التقارير الجزائرية إنهم كانوا ينقلون مساعدات إنسانية إلى مخيمات جبهة البوليساريو التي تسعى لإقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية.
وأعلنت الجزائر منذ ذلك الوقت دعمها لجبهة البوليساريو التي تبحث عن استقلال الصحراء الغربية، بينما يريد المغرب الذي يسيطر على قرابة 80 في المئة من الأراضي الصحراوية منحها حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية.
الوداد المغربي يغيب «إكلينيكيا» عن أبطال إفريقيا.. تعرف إلى السيناريو المستحيل
صفقة يورانيوم سرية لإيران تكشف تراجع النفوذ الأميركي في أفريقيا