مخاوف من وصول السودان لنقطة «اللاعودة».. مفاوضات الفرصة الأخيرة
اقتربت الحرب في السودان من نقطة «اللاعودة»، مع تبدد فرص الحل السلمي وتصاعد الحرب وتفشي المجاعة، فيما حذرت هيئات دولية من دخول البلاد في دوامة من العنف.
استئناف المفاوضات
وقال توم بيريلو المبعوث الأمريكي الخاص للسودان المعين حديثا اليوم الخميس إن الولايات المتحدة تأمل في استئناف المحادثات لإنهاء الصراع في السودان وفتح الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية بمجرد انتهاء شهر رمضان في منتصف أبريل.
وقادت السعودية والولايات المتحدة محادثات في جدة العام الماضي في محاولة للتوصل إلى هدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لكن المفاوضات تعثرت وسط مبادرات سلام دولية متنافسة.
نساء سودانيات: “ما أقسى الحياة تحت الخوف وفقدان الأمان”
عاين- 21 مارس 2024
من بين عشر نساء، فإن ثمانية يشعرن بعدم الأمان في حرب السودان وفقا للباحثة في المجال الإنساني نهلة حسن التي تقول إن العالم وقف مكتوف الأيدي حيال حرب السودان، وأشاح بوجهه عن معاناة السودانيين والسودانيات.… pic.twitter.com/O8j6W5CpD8— Ayin Network - شبكة عاين (@AyinSudan) March 21, 2024
ووفق بيريلو الذي تولى منصبه أواخر الشهر الماضي، للصحفيين «يتعين علينا استئناف المحادثات الرسمية. ونأمل أن يحدث ذلك بمجرد انتهاء شهر رمضان».
وأضاف «يدرك الجميع أن هذه الأزمة تتجه نحو نقطة اللاعودة، وهذا يعني أنه يتعين على الجميع وضع خلافاتهم جانبا والاتحاد للعثور على حل لهذا الصراع».
وبدأ الجيش وقوات الدعم السريع القتال في منتصف أبريل من العام الماضي بعد أن توترت العلاقات بينهما حول خطط للانتقال السياسي وإعادة هيكلة الجيش.
وشارك الجانبان في انقلاب في عام 2021 أدى إلى عرقلة عملية انتقال نحو الانتخابات بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية قبل ذلك بعامين.
أزمة نزوح الملايين
وتمخض الصراع عن نزوح نحو 8.5 مليون شخص من ديارهم فيما أصبح أكبر أزمة نزوح في العالم، ودفع الصراع قطاعات من السكان البالغ عددهم 49 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، وأدى إلى موجات من عمليات القتل والعنف الجنسي على أساس عرقي في منطقة دارفور في غرب السودان.
ورفض الجيش الذي استعاد في الآونة الأخيرة بعض الأراضي في العاصمة مناشدة من مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في شهر رمضان.
وقال بيريلو «كل أسبوع ننتظره دون التوصل إلى اتفاق سلام يجعل احتمال المجاعة أطول أمدا، وتستمر الفظائع التي نعلم أنها موثقة».
وأضاف أن المحادثات قد تنطلق من الجهود التي بُذلت في جدة والمنامة والقاهرة ويجب أن يشارك فيها زعماء أفارقة وهيئات إقليمية ودول خليجية. وقال «هذه الجولة القادمة من المحادثات الرسمية يجب أن تحتوي الجميع. لكن يجب أيضا أن يشارك فيها أشخاص جادون حقا بشأن إنهاء الحرب».
نازحون يكشفون لقناة الجزيرة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في قري ولاية #الجزيرة ، حيث مارسوا السلب و النهب و الترويع .#السودان pic.twitter.com/J2mkUMArCG
— Sudan Trend 🇸🇩 (@SudanTrends) March 21, 2024
امتداد الحرب
وساهم دعم القوى الإقليمية للفصائل المتناحرة في السودان في تفاقم الخوف من تمزق البلاد وامتداد الحرب خارج حدودها.
ودعمت الإمارات وبعض الأطراف الأفريقية قوات الدعم السريع، وفقا لخبراء الأمم المتحدة، وسُئل بيريلو عما يعتقد أنه دعم إيراني للجيش الذي يضم فصائل إسلامية أصبحت قوية في عهد البشير.
وقال «إننا نتجه الآن نحو وضع تتزايد فيه فيما يبدو الأطراف المتورطة، ويمكننا أن نشهد عودة العناصر المتطرفة التي قضى عليها الشعب السوداني بشجاعة كبيرة وعلى مدى فترة طويلة من المنطقة».
ولم يرد الجيش السوداني بعد على طلبات التعليق على الدعم الإيراني المزعوم.
واشنطن تدين حماس: قدمنا مقترحا لوقف الحرب والحركة رفضته
في منطقة حجم تجارتها 2.4 تريليون دولار.. كيف استعادت تركيا زخم الدعم الخليجي؟