أميركا تصطدم بـ«فيتو» روسيا والصين (فيديو)
استخدمت روسيا والصين اليوم الجمعة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار أميركي تبدو صيغته غامضة، كان يؤيد الدعوة الى وقف إطلاق نار فوري في غزة بين إسرائيل وحماس مرتبط بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع.
ونال مشروع القرار تأييد 11 دولة من الأعضاء الـ15 للمجلس، بينما رفضته ثلاث دول هي الصين وروسيا والجزائر، وامتنعت غويانا عن التصويت.
مندوب روسيا: مشروع القرار الأميركي «منافق»
ورأى المندوب الروسي أن مشروع قرار واشنطن الحليفة لإسرائيل، كان «منافقا» ولا يدعو بشكل مباشر الى وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر. واعتبر المندوب الصيني أن هذا المشروع يعطي ضوء أخضر لاستئناف العدوان على غزة.
مشروع القرار الأميركي يدعم وقفاً «فورياً» لإطلاق النار في غزة ربطاً بالإفراج عن الرهائن، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.
ومنذ اندلاع العدوان على غزة في أكتوبر، استخدمت الولايات المتحدة حليفة الدولة العبرية، حق النقض (الفيتو) غير مرّة لإسقاط مشاريع قرار في مجلس الأمن تدعو لوقف إطلاق النار، معتبرة أن ذلك سيصبّ في صالح الحركة الفلسطينية.
ماذا قالت الأزمات الدولية؟
وبحسب الباحث في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوا «فالولايات المتحدة ما زالت لا تطلب وقفا غير مشروط لإطلاق النار» في قطاع غزة. الا أن «هذا التغيير المحدود في (موقف) الولايات المتحدة سيثير قلق الإسرائيليين، لأن (رئيس الوزراء بنيامين) نتانياهو يريد إبقاء الأمم المتحدة مبعدة بالكامل عن الدبلوماسية المتعلقة بهذه الحرب».
ويذكر مشروع القرار، وفق الترجمة بالعربية للموقع الالكتروني للأمم المتحدة، «الضرورة القصوى للتوصل إلى وقف فوري ومستديم لإطلاق النار» لحماية المدنيين من جميع الأطراف والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة، ويؤيد «تحقيقا لهذا الغرض» الجهود الدبلوماسية الدولية الجارية لتأمين التوصل لوقف إطلاق النار هذا «فيما يتصل بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين».
وكان بلينكن كشف عن مشروع القرار في تصريحات لقناة «الحدث» السعودية الأربعاء خلال جولة إقليمية هي السادسة له منذ اندلاع الحرب، شملت السعودية ومصر وإسرائيل التي وصلها الجمعة.
وأعرب عن ثقته بأن مشروع القرار «سيبعث برسالة قوية، بمؤشر قوي»، آملا في أن يلقى دعم بقية الدول، خصوصا منها الدائمة العضوية في مجلس الأمن (وهي إضافة للولايات المتحدة، روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة).
ودعمت الولايات المتحدة إسرائيل سياسيا وعسكريا منذ اندلاع الحرب. الا أن واشنطن بدأت في الآونة الأخيرة توجيه انتقادات للدولة العبرية على خلفية القيود على إدخال المساعدات الإنسانية وارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في القطاع المحاصر.
وتواجه إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن انتقادات دولية متزايدة تحضّها على دفع إسرائيل لوقف الحرب التي أودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
مسودة أخرى في مجلس الأمن
وعلى رغم أن الولايات المتحدة تذكر للمرة الأولى في مشروع القرار الوقف الفوري لإطلاق النار، الا أنها لم تقرن ذلك بعبارات مثل «يدعو» أو «يطلب»، ما أثار حفيظة روسيا التي تملك بدورها حق النقض في مجلس الأمن.
وقال نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي للصحفيين «لسنا راضين حيال أمر (مشروع قرار) لا يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار»، معتبرا أن «أحدا يتلاعب بالمجتمع الدولي»، في إشارة ضمنية لواشنطن.
وتضمن المشروع الأميركي كذلك إدانة «دعوات وزراء حكوميين إلى إعادة استيطان غزة ويرفض أي محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي أو إقليمي في غزة»، ويدين «هجمات حماس في السابع من أكتوبر» ضد جنوب إسرائيل.
وتداولت دول في المجلس من غير الخمس الدائمة العضوية، مشروع قرار خاصا بها في الأيام الأخيرة «يحض على وقف نار إنساني فوري لشهر رمضان» والافراج الفوري عن كل الرهائن المحتجزين، وفق النسخة التي اطلعت عليها فرانس برس.
وفي ظل انقسامه منذ أعوام بشأن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، تبنى مجلس الأمن قرارين فقط بشأن الحرب الراهنة، طابعهما إنساني.
الا أن القرارين لم يغيّرا الكثير على الأرض، اذ لا تزال كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع شحيحة.
في المقابل، فشل المجلس في إصدار قرارات ذات طابع سياسي، في ظل الاستخدام المتبادل لحق النقص من قبل الولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، أو لعدم نيلها العدد الكافي من الأصوات.