شبح العودة إلى غزة يطارد 20 مريض سرطان
يتوقف مصير نحو 20 مريض سرطان من غزة، تلقوا علاجهم في مستشفيات تل أبيب والقدس المحتلة على قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية بشأن إعادتهم إلى القطاع الذي يشهد عدوانًا منذ السابع من أكتوبر 2023.
وتلقى المرضى الفلسطينيين العلاج في القدس الشرقية المحتلة وتل أبيب منذ 6 اشهر، إلا أنهم لم يصبحوا في حاجة إلى البقاء في المستشفى، إذ تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلية إعادتهم الى غزة، حسب وكالة أنباء فرانس برس.
وفي بيان لها اليوم الجمعة، قالت هيئة «كوغات» التابعة لجيش الحرب الإسرائيلي والمسؤولة عن تنسيق الشؤون المدنية الفلسطينية إن «المرضى الذين لم يعودوا بحاجة إلى علاج طبي مستمر يجب أن يعودوا إلى قطاع غزة».
وعلقت المحكمة العليا تنفيذ هذا القرار في اللحظة الأخيرة، بناء على التماس رفعته منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان.
وطلبت السلطات مهلة حتى 21 أبريل لتقديم مرافعاتها.
في فندق صغير قرب مستشفى الأوغستا فيكتوريا-المطّلع في القدس الشرقية، ترتسم علامات القلق على وجه
ومن بين الحالات الفلسطينية ريم أبو عبيدة التي خضعت لعلاج إشعاعي لإصابتها بسرطان الثدي، مثل العشرات من سكان غزة قبل اندلاع العدوان، إذ سُمح لريم بالخروج من غزة لتلقّي العلاج في القدس في ظل عدم توفر المعدات اللازمة في القطاع.
يرسلونا إلى التهلكة
وتقول ريم التي دُمر منزلها في مدينة خان يونس بجنوب القطاع جراء القصف الإسرائيلي «هذا الأسبوع، قالوا لنا فجأة أن علينا العودة إلى غزة.. .إنهم يرسلوننا إلى الجحيم، إلى التهلكة«.
أما منال أبو شعبان المريضة بسرطان الثدي، وهي من سكان مدينة غزة، فقد قررت أن ترصّ الطعام في حقيبتها، مؤكدة أنها وضعت فيها كميات من الأرز والسكر وكل الأشياء المحرومين منها هناك، قائلة:« أتمنى ألا يمنعوني من إيصالها».
كما أن منال لفتت إلى أنها لا تعارض العودة، لكنها قالت «أريد أن أعود.لكن إلى بيتي، داري!.. .الى غزة الشمال، ليس رفح أو الجنوب.. .لا أعرف أحداً هناك».
العودة عبر معبر كرم أبو سالم
وفي حال تقررت إعادة هؤلاء الغزيين، فالأرجح أن يتم ذلك عبر معبر كرم أبو سالم الواقع في جنوب القطاع على بعد أكثر من 30 كيلومترا من مدينة غزة.
ودمر العدوان مناطق واسعة في شمال القطاع ونزح القسم الأكبر من سكانه إلى الجنوب خصوصا مدينة رفح التي وصلها مئات الآلاف من الفلسطينيين هرباً من القتال والدمار، إذ يقيم قسم كبير من هؤلاء في ظروف مأسوية.
بسؤاله عن مصير مرضاه في حال إعادتهم إلى غزة، صمت مدير مستشفى الأوغستا فيكتوريا الطبيب فادي مزيد لبرهة قبل أن يقول بنبرة المغلوب على أمره «لا أعرف سيعودون إلى منطقة حرب، وسيعيشون في ظروف كارثية، دون إمكانية الوصول إلى المرافق الصحية، وبدون متابعة طبية».
وأضاف «الوضع في غزة يفوق الوصف.. .قلنا إننا لا نعتقد أن إعادتهم هو الإجراء الصحيح. ولكن في النهاية، لسنا نحن من يقرر».
السرطان أو الحرب
وتابع الطبيب إن «هؤلاء المرضى في حالة ارتباك. من ناحية يريدون لم شملهم مع عائلاتهم، حتى في هذه الظروف التي لا يمكن تصورها. ومن ناحية أخرى، هم خائفون من العودة إلى مكان لن يجدوا فيه العلاج، وحيث سيكونون معرضين لخطر الموت جراء السرطان أو الحرب».
واندلعت العدوان على غزة في السابع من أكتوبر، إذ أدى القصف الإسرائيلي الى استشهاد أكثر من 32 ألف شخص في قطاع غزة معظمهم من الأطفال والنساء، وفق وزارة الصحة في غزة.
كما تسببت الحرب بانهيار في النظام الصحي في قطاع غزة، حيث استهدف جيش الحرب الإسرائيلي المستشفيات والمرافق الطبية.
وفق الأمم المتحدة، يعمل أقل من ثلث المستشفيات في القطاع بشكل جزئي.
وفي سياق أخر انعقدت جمعت رئيس الإمارات محمد بن زايد اليوم الخميس بالملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، فيما يصل رئيس الموساد الإسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة غدا الجمعة.
وتضمن محور القمة تصاعد الأحداث في غزة ووصول المساعدات الإنسانية وتطورات مفاوضات الهدنة فضلا عن العلاقات الثنائية.
وناقش عبد الله خلال زيارته لأبو ظبي مع بن زايد تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الجهود المبذولة للاستجابة للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وضمان تدفق مزيد من المساعدات الإغاثية الكافية إلى سكان القطاع لتخفيف معاناتهم بشكل عاجل وآمن ودون عوائق من خلال البر والبحر والجو، وفق وكالة الأنباء الإماراتية «وام».
اقرأ المزيد
أوضاع غزة على مائدة بن زايد وعبد الله.. ورئيس الموساد يصل الدوحة غدا