«الحوثي» تبحث في ماضي السفن العابرة للبحر الأحمر
برزت هجمات جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر كأحد أبرز التطورات في المنطقة، ففي 3 يناير 2024، تعرضت سفينة «روبيمار» لهجوم صاروخي من قبل الحوثي في مضيق باب المندب، مما أدى إلى تسرب الوقود والأسمدة في البحر، وباتت حادثة روبيمار حلقة في سلسلة هجمات تستهدف السفن العابرة في تلك المنطقة الحيوية للتجارة العالمية.
ونشر موقع «بلومبرغ» تقريرا عن السفن العابرة للبحر الأحمر، أظهر أن «روبيمار» ليست السفينة القديمة الوحيدة التي لا تزال تعبر تلك المنطقة. فبينما يزداد حجم حركة الملاحة البحرية حول أفريقيا، تُجبر السفن القديمة على مواجهة مخاطر جمة في رحلاتها عبر ما تحول إلى ساحة حرب قبالة ساحل اليمن.
وتشير البيانات إلى أن السفن التي تعبر البحر الأحمر تميل إلى أن تكون أقدم ولديها معلومات تأمينية غير معروفة، مقارنة بالسفن التي تختار طريق رأس الرجاء الصالح، مما يجعلها أكثر عرضة للخطر.
هجمات مدروسة تستهدف سفنًا محددة
لا تُعد هجمات الحوثي عشوائية، بل تستهدف سفنًا محددة وفقًا لمعايير محددة. ففي بداية الأمر، استهدفت الهجمات السفن بمختلف أعمارها، لكن في الآونة الأخيرة، ركزت الهجمات على السفن القديمة، بينما اتجهت السفن الحديثة إلى مسارات أخرى.
وتشير البيانات إلى أن أكثر من 40% من الناقلات التي تضررت أو تعرضت للتهديد بشكل مؤكد كانت أكبر من متوسط عمر السفن على مستوى العالم. كما يواصل الحوثيون البحث عن السفن التي لها صلات بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة والكيان المحتل إسرائيل، حتى لو كانت تلك العلاقات قديمة.
استغلال أهمية البحر الأحمر
يُعد البحر الأحمر ممراً حيوياً للتجارة البحرية العالمية، حيث يمر عبره 12% من التجارة البحرية العالمية. وقد استغل الحوثيون هذه الأهمية لشن هجماتهم على السفن، بدءًا من نوفمبر 2023، احتجاجاً على الغزو الإسرائيلي في غزة.
وتستهدف الهجمات بشكل خاص السفن المتجهة إلى مناطق الاحتلال إسرائيلي أو الدول الداعمة لها، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كما أدت الهجمات إلى انخفاض عدد الرحلات عبر البحر الأحمر وارتفاع عدد الرحلات حول أفريقيا، الأمر الذي يصب في صالح الموانئ القريبة.
جمع المعلومات عن السفن المستهدفة
يُرجح أن يستخدم الحوثيون قواعد البيانات العامة المتاحة للحصول على معلومات حول السفن التي سيتم استهدافها، مثل بيانات الملكية البحرية وبيانات الشحن، وفق «بلومبرغ».
وتشير بعض المعلومات إلى أن بعض السفن تم استهدافها بسبب معلومات قديمة أو خاطئة، مثل حالة روبيمار التي تم استهدافها بسبب صلاتها بالمملكة المتحدة، بينما كانت الشركة المشغلة لها هي بلو فليت غروب ولها مكاتب في اليونان ولبنان.
مخاطر بيئية كارثية
لا تقتصر مخاطر هجمات الحوثي على سلامة الملاحة البحرية، بل تمتد لتشمل مخاطر بيئية كارثية. ففي حادثة روبيمار، قد تبلغ كمية التسرب من السفينة الغارقة 21 ألف طن من فوسفات الأمونيوم التي كانت تحملها، بالإضافة إلى الوقود الذي كانت تستخدمه للتشغيل.
السعودية.. ضبط 21 ألف مخالف للإقامة والعمل خلال أسبوع
بعد شهور من اختفائها.. «كيت ميدلتون» تعلن إصابتها بالسرطان
شاهد.. مجزرة في مركز تسوق روسي
وتواجه شركات التأمين صعوبات في التعامل مع مخاطر التسرب، خاصة مع انسحاب بعض شركات التأمين من تغطية السفن في البحر الأحمر.