«خليجيون»| هل تغير زيارة غوتيريش سيناريو غزو رفح؟
يرى محللون سياسيون أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى رفح تحمل ضغطًا سياسيا على الولايات المتحدة الأميركية لثني الاحتلال الإسرائيلي عن خططه المتوقعة لغزو رفحب، لافتين إلى أن مواقف جوتيريش وزيارته الأخيرة هي رسالة تضمن تضامن غربية متأخرة مع القضية الفلسطينية ورفض اجتياح مدينة رفح.
ويعتبر الدبلوماسي المصري السفير رخا أحمد حسن أن زيارة غوتيريش، تشكل «ضغطًا سياسيا» على أميركا التي تتبنى الدفاع عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي متوقعًا الوصول إلى حل نهائي خلال شهر عبر قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف مستدام لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ومن ثم العدول عن تنفيذ خطة اجتياح رفح.
ويقول رخا في تصريح إلى «خليجيون»: «جوتيريش مارس عملا تاريخيًا بالتضامن مع أهل غزة كما أنه في الوقت نفسه يحرج أميركا أمام العالم ويطالبها بطريقة غير مباشرة بالتوقف عن دعم إسرائيل المختلة عقليًا».
موقف إيجابي
وفي سياق متصل، قال السفير المصري عزت سعد، في تصريحات تليفزيونية، إن «الأمين العام له موقف إيجابى وبناء منذ بداية الأزمة في غزة، وجزء من هذه الزيارة يتعلق بدعم الجهود الرامية إلى التعامل مع الكارثة الإنسانية في غزة خاصة في منطقة رفح، حيث زار جوتيريش المستشفيات وقدم الدعم اللازم للطواقم الطبية الفلسطينية والعاملين في الأونروا الذين يتعرضون لضغوط شديدة من الجانب الإسرائيلي».
أمر فظيع
ومن أمام معبر رفح قال غوتيريش، قال الأمين العام للأمم المتحدة: «أمر فظيع أن الفلسطينيين في غزة، بعد معاناة على مدى أشهر كثيرة، استقبلوا شهر رمضان والقنابل الإسرائيلية لا تزال تتساقط عليهم والرصاصات لا تزال تتطاير والمدفعية لا تزال تقصف، والمساعدات الإنسانية لا تزال تواجه عقبات تلو الأخرى».
"رأيت صفوفا طويلة لشاحنات الإغاثة، التي منع مرورها، بانتظار السماح لها بدخول غزة. لقد حان الوقت لغمر غزة بالمساعدات المنقذة للحياة. الاختيار واضح: إما زيادة الإغاثة أو المجاعة. دعونا نختار صف المساعدة والأمل والجانب الصحيح من التاريخ. لن أستسلم."
--الأمين العام… https://t.co/z1U4VUWOO8
— الأمم المتحدة (@UNarabic) March 24, 2024
وأضاف:«الفلسطينيون في غزة، أطفالا ونساء ورجالا، ما زالوا عالقين في كابوس لا ينتهي.. مجتمعات تُطمس، ومنازل تهدم، وعائلات وأجيال بأكملها يتم محوها فيما يطارد الجوع والمجاعة السكان».
التدخل البري في رفح يشكل كارثة
وفي الوقت نفسه أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن أي تدخلا بريا في رفح الفلسطينية سيؤدي إلى نتائج كارثية وأضاف جوتيريش خلال مؤتمر صحفي السبت بمطار العريش أنه يرفض التهجير القسري للفلسطينيين وأعرب عن شعوره بالإحباط نظرا لعدم القدرة على وقف المأساة الإنسانية في غزة، وأدان تعرض مقدمي الخدمات الاغاثية للخطر في قطاع غزة أكد العمل على ضمان الحشد الدولي لتوفير الدعم لأطفال غزة بعد الحرب
فضح المزاعم الإسرائيلية والأمبركية
فيما ثمنت حركة فتح زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى معبر رفح، وقال ياسر أبوسيدو، قيادي بحركة فتح، إن زيارة أنطونيو جوتيريش، تفضح الأقاويل الإسرائيلية والأميركية بأن مصر تغلق معبر رفح، وهذا يؤكد أن المعبر مفتوح لكل من يريد أن يقدم مساعدة للضحايا في قطاع غزة.
غالانت يبحث بدائل اجتياح رفح
وفي واشنطن يبحث وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، مع نظيره الأميركي لويد أوستين ومسؤولين عسكريين البدائل التي تقترحها الولايات المتحدة للخطة الإسرائيلية لاجتياح مدينة رفح. وتأتي زيارة غالانت بدعوة من واشنطن التي لديها تحفظات على خطة اجتياح رفح بالشكل والتوقيت اللذين تريدهما إسرائيل، ويعدهما المسؤولون الأميركيون مغامرة عسكرية لن تكون مجدية وستتسبب في أضرار أمنية وسياسية لإسرائيل.
وتقترح الولايات المتحدة خطة بديلة تعتمد على الاكتفاء بـ«عمليات عينية» تستهدف قادة حركة «حماس» على نار هادئة وبلا عمليات حربية واسعة، وذلك مقابل تزويد واشنطن، إسرائيل، بأسلحة وذخيرة طلبتها تل أبيب. وحسب مصادر إسرائيلية، فإن غالانت ينوي التقدم بمطالب عديدة في هذا المجال.
وكان بلينكن قد حذر خلال اجتماعه مع «كابينيت» الحرب، يوم الجمعة، من أن «أي عملية ضد رفح لن تحقق أهداف إسرائيل وستضر بأمنها، من الضروري وضع خطة لرفح، وهذا ما سنبحثه مع الوفد الإسرائيلي في واشنطن الأسبوع المقبل، لأن الهجوم على رفح يهدد بعزل إسرائيل عن العالم».
اقرأ المزيد
غوتيريش من معبر رفح: نرفض التهجير.. والمساعدات الإنسانية عالقة (فيديو)