ما أبرز ردود الفعل على قرار وقف إطلاق النار في غزة؟
غضب إسرائيلي وإشادات فلسطينية استقبلت قرار مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين بـ«وقف فوري لإطلاق النار»، وهو مطلب سبق أن عطلته الولايات المتحدة مرّات عدّة لكنّها امتنعت هذه المرة عن التصويت عليه، ما يعني ضغطاً إضافياً على حليفتها إسرائيل.
ويطالب القرار الذي جرى تبنّيه بغالبية 14 صوتاً مؤيّداً وامتناع عضو واحد عن التصويت، بـ«وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان» الذي بدأ قبل أسبوعين، على أنّ «يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم». كما يدعو إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».
وبخلاف النص الأميركي الذي رفضته روسيا والصين يوم الجمعة الماضية، فإنّ القرار الجديد لا يربط المطالب التي ينصّ عليها بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر والولايات المتحدة ومصر، حتى لو «اعترف» بوجود المحادثات الرامية إلى هدنة يرافقها تبادل للرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
بتأييد 14 عضوا وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت، اعتمد مجلس الأمن قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في #غزة خلال شهر #رمضان والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
أعقب التصويت تصفيق من أعضاء المجلس.https://t.co/Cw8RI4bpib pic.twitter.com/QltseZ6flF— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) March 25, 2024
ورأى بعض المراقبين في ذلك المشروع تحولاً كبيراً في موقف واشنطن التي تتعرض لضغوط للحد من دعمها للاحتلال الإسرائيلي في وقت أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل 32333 شخصاً في غزة وفق أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة بالقطاع.
وسبق للولايات المتحدة أن عارضت بشكل منهجي مصطلح «وقف إطلاق النار» في قرارات الأمم المتحدة، كما عرقلت ثلاثة نصوص في هذا الإطار. ولكنّ النص الأميركي الذي أُسقِط بالفيتو لم يدعُ بشكل صريح إلى وقف فوري لإطلاق النار، بل استخدم صياغة اعتُبرت غامضة من جانب الدول العربية والصين، وكذلك روسيا التي نددت بـ«نفاق» الولايات المتحدة.
وجاء مشروع القرار الذي جرى تبنّيه الإثنين، نتيجة لعمل الأعضاء غير الدائمين في المجلس الذين تفاوضوا مع الولايات المتحدة طوال نهاية الأسبوع في محاولة لتجنّب فشل آخر، وفقاً لمصادر دبلوماسية.
ويدعو القرار أيضاً إلى «إزالة كل العوائق» أمام المساعدات الإنسانية التي من دونها بات سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2، 4 مليون نسمة معرضين لخطر المجاعة.
من جهة أخرى، يدين القرار الذي تمّ تبنّيه الإثنين "جميع الأعمال الإرهابية" لكن من دون الإشارة إلى عملية طوفان الأقصي في أكتوبر والتي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصاً. ولم يُدن أي قرار اعتمده المجلس أو الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 7 أكتوبر حماس على وجه التحديد، وهو أمر ووجه بانتقادات من إسرائيل.
إدانة إسرائيلية وإشادة فلسطينية
وكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على منصة اكس «ينبغي تنفيذ هذا القرار. إن الفشل سيكون أمراً لا يغتفر».
وبعيد تبنّي القرار أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّه لن يرسل وفداً إلى واشنطن، كما كان مقرّراً بناءً على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن.
The Security Council just approved a long-awaited resolution on Gaza, demanding an immediate ceasefire, and the immediate and unconditional release of all hostages.
This resolution must be implemented. Failure would be unforgivable.
— António Guterres (@antonioguterres) March 25, 2024
وأكد بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنّ امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو لإحباط القرار «يضرّ بالمجهود الحربي وجهود إطلاق سراح الرهائن»، مشيراً إلى أنّه ┬في ضوء تغيّر الموقف الأميركي، قرّر رئيس الوزراء أنّ الوفد لن يغادر» إسرائيل.
وشدّد الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي من جهته على أن الامتناع عن التصويت «لا يشكّل تحوّلا في سياستنا»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت لأن نصّ القرار لا يدين حماس. وأعرب عن «خيبة أمل شديدة لأنهم لن يأتوا إلى العاصمة واشنطن ليتسنى لنا إجراء نقاش وافٍ معهم بشأن البدائل الحيوية لهجوم برّي على رفح» في جنوب قطاع غزة.
ورحّبت حماس من جهتها بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف "فوري لإطلاق النار" في الحرب التي دمرت قطاع غزة وأوصلت سكانه إلى حافة المجاعة، معربة عن استعدادها للمضي قدماً في عملية تؤدي إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع مقابل معتقلين فلسطينيين.
نرحب بقرار مجلس الامن الدولي الداعي الى وقف اطلاق نار فوري في قطاع غزة . وندعو الى وقف دائم لهذه الحرب الاجرامية وانسحاب اسرائيل الفوري من القطاع .
— حسين الشيخ Hussein AlSheikh (@HusseinSheikhpl) March 25, 2024
وقالت الحركة في بيان «نرحّب بدعوة مجلس الأمن الدولي اليوم لوقف فوري لإطلاق النار، ونؤكد على ضرورة الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى انسحاب كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منها". وأضافت «كما نؤكد استعدادنا للانخراط في عملية تبادل للأسرى فوراً تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين».
كما أشاد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ اليوم الإثنينن بقرار مجلس الأمن. وكتب حسين الشيخ على منصة إكس «نرحب بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة. وندعو الى وقف دائم لهذه الحرب الإجرامية وانسحاب إسرائيل الفوري من القطاع».
اقرأ المزيد:
ترحيب خليجي بقرار وقف إطلاق النار في غزة
فايز الدويري يعود لمتابعيه بتغريدة ساخرة من نتنياهو.. ماذا قال؟