عزلة دولية تخنق إسرائيل بعد تخلي الولايات المتحدة عن «كلبها المدلل»
تشوف علاقة الحليفين الأميركي والصهيوني توترات كبرى، بعد امتناع الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض (فيتو)، ضد قرار لمجلس الأمن الدولي الخاص بوقف إطلاق النار في غزة.
ويتوقع محللون أن تكون هذه الخلافات حلقة جديدة في مسلسل عزلة الكيان المحتل دوليا، خصوصا في ظل غطرسة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المحتل بنيامين نتنياهو.
وحسب وكالة الأنباء الكويتية، يعكس القرار الأميركي بمجلس الأمن رفض واشنطن لسياسات الاحتلال في التعاطي مع حرب غزة، وسط تحذيرات دولية بقرب حدوث المجاعة قبل سقوط أكثر من 32 الف شهيد فلسطيني منذ السابع من أكتوبر الفائت.
وتبرز أولى تداعيات القرار الأميركي بأن ألغى نتنياهو بصورة مفاجئة زيارة كانت مقررة لوفد من كبار المسؤولين إلى واشنطن، لبحث مسار الحرب على غزة اعتراضا على الخطوة الأميركية فيما وصفت الخارجية الأميركية هذا القرار بأنه «مفاجئ ومؤسف ومبالغ فيه».
لا يمثل تغييرا في السياسة الأميركية
وعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية أكدت أن الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن «لا يمثل تغييرا في السياسة الأميركية»، فإن اعتماد قرار كهذا لأول مرة سوف يضع دون شك الكيان المحتل في مواجهة مع المجتمع الدولي ويفاقم من عزلته الدولية.
في المقابل رحبت السلطة الفلسطينية على لسان سفيرها لدى بلجيكا ولوكسمبورغ والاتحاد الاوروبي عبد الرحيم الفرا بالقرار الدولي معتبرا انه «رغم التأخر الكبير في موعد اصداره فإنه يمهد الطريق لوقف حرب الابادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال في حق ابناء الشعب الفلسطيني».
وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد امس الاثنين قرارا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى إيقاف مستدام لإطلاق النار.
وحظي القرار المقدم من الدول العشر غير الدائمة العضوية بالمجلس ومنها الجزائر بتأييد 14 عضوا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت وعدم استخدامها لحق الفيتو مما سمح باعتماده الأمر الذي فاجأ حكومة الاحتلال الاسرائيلي.
ولاتزال القضايا المتمثلة في عرقلة المساعدات الانسانية وتجويع سكان غزة والتمسك بشن عملية برية في مدينة (رفح) ابرز نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة والكيان المحتل اذ شدد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الامن القومي الأميركي جون كيربي في مؤتمر صحفي على «اننا ما زلنا نريد أن نرى وقف إطلاق النار وإخراج جميع الرهائن ورؤية المزيد من المساعدات الإنسانية تصل إلى سكان غزة».
تصريحات وزير الخارجية الأميركي
وسارع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في أعقاب القرار الدولي للإعراب عن ارتياحه بتحفظ، عندما قال في بيان صحفي «بينما لا نوافق على جميع البنود الواردة في هذا النص فإن التعديلات التي أجراها رعاة القرار خلال الأيام الأخيرة تتفق مع موقفنا المبدئي المتمثل في أن أي نص لوقف إطلاق النار يجب أن يقترن بنص بشأن إطلاق سراح الرهائن».
وأكد بلينكن مجددا ضرورة «تسريع واستدامة تقديم المساعدة الإنسانية عبر جميع الطرق المتاحة البرية والبحرية والجوية».
وكانت الولايات المتحدة اعلنت امام استمرار عرقلة الكيان المحتل للمساعدات الانسانية عن انشاء ميناء بحري مؤقت على ساحل قطاع غزة لإمداد وايصال المعونات الاغاثية للمدنيين فيما تعمل على اسقاط عشرات الالاف من وجبات الطعام بصورة يومية على شمال غزة.
شن عملية عسكرية في رفح
من جانبه انتقد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في تصريحات عدة، إصرار الكيان المحتل على التوجه نحو شن عملية عسكرية في رفح، التي يتكدس فيها حوالي مليون ونصف مليون فلسطيني أغلبيتهم الساحقة من الفارين من العمليات العسكرية والقصف المكثف على القطاع المحاصر.
وقال سوليفان «بدلا من التوقف لإعادة تقييم الوضع الذي وصلت إليه الأمور في الحملة وما هي التعديلات اللازمة لتحقيق نجاح طويل المدى وبدلا من التركيز على تحقيق الاستقرار في مناطق غزة تتحدث الحكومة الإسرائيلية الآن عن شن عملية عسكرية كبيرة في رفح.. هذا مجرد هراء»، وفق «كونا».
وتتزايد الضغوط الداخلية على ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب سياستها في امداد الكيان المحتل بالسلاح حيث بعثت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين منتصف مارس الجاري رسالة الى بايدن تدعوه فيها الى قطع المساعدات العسكرية الأميركية للكيان المحتل بسبب الحرب التي يشنها في قطاع غزة.
قطع المساعدة العسكرية الأميركية
وقال أعضاء المجلس في رسالتهم إن الولايات المتحدة: «لا ينبغي لها تقديم مساعدة عسكرية لأي دولة تتدخل في المساعدات الإنسانية الأميركية» في إشارة إلى العرقلة المستمرة للاحتلال للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان القطاع المحاصر حيث تتزايد التحذيرات من خطر المجاعة.
فيما دعا 19 عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي إدارة بايدن، إلى الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح مشيرين إلى «خطورة» الوضع الناجم عن حرب الكيان المحتل على قطاع غزة المحاصر.
اقرأ أيضا:
سعر الدولار الأميركي أمام الدينار الكويتي اليوم الثلاثاء
النفط في طريقه لـ«التقاطع الذهبي».. وارتفاع سعر البرميل الكويتي
خليجيون| هل أظهرت أميركا «العين الحمراء» لإسرائيل في مجلس الأمن؟
يذكر ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي تشن حربا مدمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر خلفت اكثر من 32 الف شهيد وعشرات الالاف من الجرحى أغلبهم أطفال ونساء وسط تحذيرات منظمات دولية من وقوع المجاعة في شمالي القطاع جراء تقييد الاحتلال دخول المساعدات الانسانية