«الفرصة الأخيرة».. تضامن كبير مع بلماضي و الخُضر
رغم التعادل أمام سيراليون والخسارة من غينيا الاستوائية في كأس أمم إفريقيا، ونال المدير الفني لمنتخب الجزائر جمال بلماضي بدعم معنوي كبير من طرف الشعب وكبار المسؤولين، الذين أكدوا على احترامهم وتقديرهم لـ"الخضر".
وتجاوزت تغريدات الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الهزيمة والخيبة التي مني بها "محاربو الصحراء" على أرضية ملعب جابوا في مدينة دوالا الكاميرونية، ضمن مباريات الدور الأول من البطولة.
ويؤكد المتابعون للشأن الكروي على أنه من النادر أن تتقبل الجماهير الرياضية الهزيمة، وترفع القبعة لمنتخبها عندما يتعلق الأمر بالخسارة أمام خصم غير قوي.
ويصف المحلل الرياضي الجزائري محمد شيخي الأمر بـ"الطبيعي مقارنة لما قدمه الخضر من إنجازات منذ عام 2018".
وقال شيخي لموقع "سكاي نيوز عربية": "رد فعل الجمهور الجزائري تجاه خسارة فريقه أمر عادي، فالشعب الجزائري أصيل ولا ينكر الخير والجميل الذي قدمه الخضر طيلة 3 سنوات. لقد نسينا معهم أن الفريق الوطني يمكن أن يخسر يوما ما".
ولرفع معنويات الخضر، أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اتصالا هاتفيا مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم شرف الدين عمارة، للتعبير عن موقفه الداعم للمنتخب في كل الظروف.
كما أصدرت وزارة الدفاع الوطني بيانا باسم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة، أعرب فيه عن تشجيعه الدائم للمنتخب الوطني لكرة القدم.
ويصر الشارع الجزائري على إطلاق لقب "وزير السعادة" على الناخب الوطني بلماضي، نظرا لما قدمه من إنجازات كبيرة لكرة القدم الجزائرية منذ أن تولى إدارة المنتخب عام 2018 خلفا للاعب الدولي السابق رابح ماجر.
وقد نجح بلماضي خلال هذه الفترة في منح الجزائر النجمة الإفريقية الثانية، كما حاز على كأس العرب وذلك في مشوار خال من الهزائم بمعدل 35 مباراة دولية بلا هزيمة.
وأكد اللاعب الدولي السابق رضا ميتام أن مشوار الخضر في السنوات الأخيرة رفع من طموحات كرة القدم الجزائرية.
وقال ميتام لموقع "سكاي نيوز عربية": "الشعب الجزائري يدرك أن الخضر هو أحد أبرز المنتخبات الإفريقية الأقرب لدخول منافسات كأس العالم 2022 بقطر".
وتتجه الأنظار في الشارع الجزائري إلى يوم الخميس، وهو الموعد الحاسم في مسار أبطال إفريقيا، حيث يستلزم عليهم الفوز بنتيجة ثقيلة على منتخب كوت ديفوار في مواجهة يصفها الخبراء بـ"النارية".
وتكمن صعوبة المواجهة بالنظر إلى الظروف التي تقام فيها المباراة، حيث ستعلب على أرضية صعبة، وفي حدود الساعة الثانية ظهرا، حيث تصل فيها درجة الحرارة إلى حدود الثلاثين ونسبة الرطوبة فوق التسعين بالمئة.
وتحرك الاتحاد الجزائري لكرة القدم من أجل توفير ظروف أفضل، ونجح في إقناع نظيره الإفريقي (كاف) بتغيير الحكم البوتسواني جوشوا بوندو الذي تملك معه الجزائر ذكريات سيئة، واستبداله بالغامبي باكاري غاساما حكما للمباراة.
لكن الاتحاد فشلت في المقابل في إقناع المنظمين بتغيير المباراة من ملعب دوالا إلى ملعب أفضل من ناحية الأرضية، حيث أعلن "الكاف" صعوبة نقل المباراة بسبب ضيق الوقت.
ومن الناحية الحسابية، فإن ثعالب الصحراء بحاجة إلى تسجيل هدفين على الأقل في مرمى كوت ديفوار، وهو التحدي الذي يحيلنا إلى سيناريو كأس إفريقيا عام 2010 في أنغولا.
ويتذكر الشارع الجزائري كيف انقلبت الكفة لصالح الخضر في مواجهة نارية ضد الأفيال انتهت بالفوز 3-2 عام 2010، وخاصة الهدف الذي سجله اللاعب السابق مجيد بوقرة برأسية في الوقت بدل الضائع، تبعتها رأسية أخرى بتوقيع اللاعب عامر بوعزة.
وأكد المدرب السابق للفريق الجزائري رابح سعداني، الذي قاد مباراة الجزائر ضد كوت ديفوار، أن مواجهة من هذا النوع تحتاج إلى مزيد من الحوار المباشر والصريح بين بلماضي وجميع اللاعبين.
وتنص المادة رقم 74 من قانون المسابقة لكأس الأمم الإفريقية على اعتماد نتيجة المواجهة المباشرة واعتماد فارق الأهداف في حال تساوي منتخبين في النقاط، وعدد الأهداف المسجلة في كل المباريات.
ويؤكد اللاعب الدولي السابق سعيد بورحلي أن التعادل يعني الخسارة ومنه الإقصاء من المنافسة.
وقال بورحلي: "منتخب كوت ديفوار هو الأفضل ضمن المجموعة، والخضر بحاجة لمزيد من التركيز والمثابرة ووضع الأمور التي تتعلق بمشاكل الطقس والأرضية جانبا".
كما يرى اللاعب الدولي السابق عمار عمور أن حظوظ الجزائر لا تزال قائمة في التأهل والذهاب بعيدا، رغم صعوبة المهمة.
وقال عمور: "بلماضي سيعمل على حل العقم الهجومي، والمقابلة ستكون مفتوحة وصعبة وتحتاج للثقة والتركيز على الفوز فقط".
وأكد عمور أن اللاعبين تخلصوا من "الحاجز النفسي الذي كان يتعلق بالحفاظ على حصيلة الـ35 مباراة بلا هزيمة، وفوزهم على الإيفواريين سيشحن طاقتهم من جديد".