يحدث في شرق ليبيا

يحدث في شرق ليبيا
محمد الترهوني*

قد يكون الوضع العام في ليبيا غير مبشر في ظل انقسام سياسي وأمني مزمن طال أمده، بيد أن هناك بصيص أمل يلوح في الأفق، ليبعث روحا جديدة بأن القادم قد يكون أفضل.

في هذا السياق، لا أبالغ بالقول إن حالة عمرانية يشهدها شرق ليبيا بعد سنوات من الانتصار على قوى الشر في الحرب ضد الإرهاب العام 2014، ثم كارثة الإعصار «دانيال» في سبتمبر الماضي، جعلت من بعض الفرقاء يتفقون على حجم الجهد المبذول من قبل الجهات المعنية، لاستعادة بعض مما فات البلاد من فرص ضائعة.

ما تشهده اليوم بنغازي وأجدابيا ودرنة والمرج وكافة مناطق التي تخضع لسلطة الحكومة المكلفة من مجلس النواب، وباشراف صندوق التنمية والاعمار برئاسة المهندس بلقاسم حفتر تمثل، وحسب متابعين للشأن الليبي، خطوات عمرانية مهمة وغير مسبوقة منذ نصف قرن.

على سبيل المثال، بدأت يد الإعمار تطال بنغازي بعد عقود من الإهمال والدمار، لتتراص في شوارعها عمارات سكنية وحدائق عامة، و5 جسور، وطرق باتت بمثابة شرايين حياة في المدينة التاريخية.

ليس بعيدا عن هذا، فإن مدينة درنة، التي كانت بالأمس في عداد المدن المنكوبة، باتت تسجل اليوم خطوات اعمار مهمة في زمن قياسي جعل من القاصي والداني يدرك أن هناك اطراف تعمل، بعزلة عن حالة الاحتراب السياسي.

بحياد وبعيدا عن الاصطفاف السياسي، أو التخندق لصالح طرف ضد طرف، حري القول إن ما يلمسه الزائر لشرق ليبيا من غبطة وتفاؤل بين المواطنين هو محصلة لمخطط إعمار أعقب الحرب على الإرهاب العام 2014، واستطاع هذا المخطط أن يصحح الأخطاء بعد كارثة درنة، ويستوعب الدرس الصعب، ويشد على يدها لتستعيد بعضا من أنفاس الحياة.

المطلوب فقط، أن تمضي هذه الخطوات المهمة على درب إعمار الشرق الليبي إلى مبتغاها، وأن تواجه التحديات بكل صبر وثقة، لعلها تكون نواة لإعمار أكبر يطال كل شبر في أرض ليبيا، بعدما تستعيد لحمتها السياسية بانتخابات تشريعية ورئاسية، وهذا ما يتطلع إليه الليبيون في هذه الأيام المباركة.

________________

كاتب ومحلل ليبي*

أخر موضوعات الباب

  • الأحد, 8 سبتمبر, 2024
  • تفاعل يعكس الحالة

  • الثلاثاء, 16 يوليو, 2024
  • اللاعبون بالنار

  • الجمعة, 28 يونيو, 2024
  • العقل ليس كافيا

    أهم الأخبار