هل «يصوم» الكويتيون عن المشاركة في انتخابات مجلس الأمة؟
يشكك الكثير من المراقبين في إقبال الناخبين على المشاركة في اختيار نواب مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي المقررة في الرابع من أبريل المقبل، كونها تتزامن مع آواخر شهر رمضان الكريم، ويرون أن ذلك سينعكس على عدد الناخبين.
وطبقا للإحصاءات، فإن انتخابات مجلس الأمة للفصل التشريعي الثامن عشر «أمة 2024»، هي ثاني انتخابات عامة في تاريخ الحياة النيابية الكويتية التي يتزامن موعد إجرائها مع شهر رمضان المبارك، إذ أجريت أول مرة في رمضان - يوليو 2013 لاختيار ممثلي الأمة، وسبقتها انتخابات تكميلية أجريت خلال رمضان في الدائرة الانتخابية العاشرة في 7 ديسمبر 2000.
وحسب استطلاع أجرته وكالة الأنباء الكويتية «كونا»، نشر اليوم السبت، رأى إعلاميون كويتيون أن تزامن الانتخابات مع رمضان يعطي المرشحين فرصة للتواصل مع الناخبين بطرق جديدة تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن شهر الصيام لن يثني الكويتيين عن المشاركة الفاعلة في الاستحقاق الوطني.
ثاني رمضان مختلف في تاريخ الكويت
من جانبه، قال رئيس تحرير جريدة «الأنباء» الكويتية يوسف المرزوق، إن شهر رمضان مناسبة إيمانية كبيرة على مستوى العادات والعبادات «وهذا ثاني رمضان مختلف في تاريخ الكويت بعد رمضان 2013 كون البلاد ستشهد خلاله انتخابات نيابية عامة».
وحسب المرزوق، فأنه بناء على التجربة السابقة فإن الصيام لا يؤثر على المشاركة الفاعلة بالعرس الديمقراطي، لافتا إلى أن انتخابات «أمة 2013» التي أجريت في شهر يوليو بلغت نسبة المشاركة فيها نحو 52 في المئة رغم إقامتها في فترة الإجازة الصيفية وشهر رمضان.
وأوضح أن الناخب الكويتي واع ويدرك أهمية مشاركته في الانتخابات التشريعية بهدف تحقيق المصلحة العليا للبلاد موضحا أنه «ليس غريبا التزام المواطن الكويتي تجاه الاستحقاق الوطني فالكويتيون بنوا سورهم الثالث عام 1920 في رمضان ولم تثنهم عبادة الصوم عن الدفاع عنها وسنجدهم حاضرين في أي استحقاق يخص بلدهم».
وشدد المرزوق على أنه بسبب ضيق الوقت في رمضان أمام المرشحين لإتمام جولاتهم الانتخابية وتواصلهم مع قواعدهم، لاسيما أن الوقت الفعلي للزيارات يقع بعد صلاتي العشاء والتراويح حتى منتصف الليل، فإنهم حرصوا على حضور وإقامة الغبقات الرمضانية للالتقاء بناخبيهم.
أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في العملية الانتخابية
فيما قال أستاذ الإعلام بجامعة الكويت الدكتور خالد القحص، إنه نظرا إلى الطبيعة الروحانية والإيمانية لشهر رمضان تبرز أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في العملية الانتخابية فبالنسبة للمرشحين يمكنهم الوصول إلى الشريحة المستهدفة لهم من الناخبين، من خلال تلك الوسائل كما يمكن للناخبين الوصول إلى الندوات وحسابات المرشحين الإعلامية عبرها.
وأكد القحص أنه يمكن للمرشحين استغلال النشاط المجتمعي المصاحب لرمضان والمتمثل بإقامة الغبقات الرمضانية، إذ يتجمع خلالها أفراد الأسرة والأصدقاء والجيران في الفترة المسائية لتبادل التبريكات بمناسبة حلول هذا الشهر المبارك، وفق «كونا».
وبين أستاذ الإعلام بجامعة الكويت أن الكثير من المواطنين يحرصون على أن يكونوا في الكويت من أجل أجواء رمضان العائلية وبالتالي تقل نسبة المسافرين خلال هذا الشهر وهذا يضمن أن كثيرا من الناخبين سيكونون داخل البلاد حين يأتي يوم الاقتراع.
وأوضح أنه يجب على المرشحين تعزيز التواصل الاجتماعي المباشر مع ناخبيهم والتركيز على بناء رسائل إعلامية ناضجة في مواقع التواصل الاجتماعي وعمل حملة إعلانية متميزة في المنصات الإخبارية، مشيرا إلى أن يوم الاقتراع يحتاج إلى خطة إعلامية وانتخابية مدروسة من الحملات الإعلامية للمرشحين لتحفيز الناخبين على المشاركة في العملية الانتخابية.
المرشحون تأخروا في إطلاق حملاتهم الانتخابية
وفي المقابل، قال أمين صندوق جمعية الصحفيين الكويتية دهيران أبا الخيل، أن المرشحين تأخروا نسبيا في إطلاق حملاتهم الانتخابية وافتتاح مقارهم وعمل الندوات ونشر برامجهم الانتخابية، نظرا لانشغال الناخبين في بداية شهر رمضان بالزيارات الاجتماعية والتواصل وتقديم التهاني وتأدية العبادات.
وأوضح أبا الخيل أن هذه المرحلة تستوجب على المرشحين ومن خلال زياراتهم وندواتهم ولقاءاتهم مع الناخبين حث الجميع على المشاركة في هذا العرس الديمقراطي، واختيار من يرونه يحمل آمالهم وتطلعاتهم للنهوض بالبلد وإبراز الصورة الجميلة للعملية الديمقراطية، حسب وكالة الأنباء الكويتية.
اقرأ أيضا:
خبراء كويتيون يرسمون سيناريو تجنب مجلس الأمة مصير «الحل» السريع
«التمييز» تطلب رفض جميع طعون مرشحي انتخابات مجلس الأمة الكويتي
الكويت تقبض على 11 مواطنا من قبيلة بني غانم نظموا انتخابات «مجرّمة» في مصر
انتخابات الفرعيات في الكويت.. بديل للأحزاب أم اغتيال للرأي؟
واختتم ل أمين صندوق جمعية الصحفيين الكويتية حديثه بالتأكيد على أهمية أن يكون الخطاب الإعلامي للمرشح توعويا لإيضاح ضرورة قيام الناخب بأداء دوره الوطني والمشاركة في العملية الانتخابية عبر اختياره للأنسب، داعيا المرشحين إلى التركيز على وسائل الإعلام المختلفة لإيصال رسالتهم لناخبيهم لتفادي انشغال الناخبين بأداء العبادات خلال العشر الأواخر من رمضان الذي قد يكون عائقا أمام حضورهم الندوات والمقار الانتخابية.