بالأرقام.. «أوبك بلس» تقود أسعار النفط إلى قفزة شهرية
قفزت أسعار النفط أكثر من دولار للبرميل في ختام شهر مارس الجاري بفضل احتمال استمرار «أوبك بلس» في مسار تخفيضات الإنتاج والهجمات المستمرة على البنية التحتية للطاقة في روسيا وانخفاض عدد منصات الحفر الأميركية مما يؤدي إلى تقلص إمدادات الخام.
وتحدد سعر التسوية للعقود الآجلة لخام برنت لشهر مايو عند 87 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 27 أكتوبر، بعد أن ربح 1.6 دولار، أو 1.8%. وتحدد سعر التسوية للعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم مايو عند 83.17 دولار للبرميل، مرتفعة 1.82 دولار، أو 2.2%.
وعلى مدار الأسبوع، ارتفع برنت 2.4% وربح خام غرب تكساس الوسيط نحو 3.2%. وأغلق كلا الخامين القياسيين على ارتفاع للشهر الثالث على التوالي.
وتعرضت أسعار النفط لضغوط من الارتفاع غير المتوقع الأسبوع الماضي في مخزونات النفط الخام والبنزين الأميركية، مدفوعة بزيادة واردات الخام وتباطؤ الطلب على البنزين، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة. ومع ذلك، كانت الزيادة في مخزون النفط الخام أقل من الزيادة المتوقعة من قبل معهد البترول الأميركي، وأشار المحللون إلى أن الزيادة كانت أقل من المتوقع لهذا الوقت من العام.
ارتفاع مخزونات النفط الأميركية
وقال بيارن شيلدروب المحلل في «إس بي إيه» «نتوقع.. .أن ترتفع المخزونات الأميركية أقل من المعتاد في انعكاس لسوق النفط العالمية التي تعاني من عجز طفيف» مرجحا أن «يدعم هذا سعر خام برنت في المستقبل»، كما ساهمت معدلات تشغيل مصافي التكرير في الولايات المتحدة، والتي ارتفعت بنسبة 0.9 نقطة مئوية الأسبوع الماضي، في دعم الأسعار أيضًا.
كما انخفض عدد منصات النفط والغاز، وهو مؤشر مبكر للإنتاج المستقبلي، بمقدار ثلاثة إلى 621 في الأسبوع المنتهي في 28 مارس، وفقًا لشركة خدمات الطاقة بيكر هيوز.
وفي الوقت نفسه، نما الاقتصاد الأميركي بشكل أسرع مما كان متوقعا في الربع الرابع. وقال مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة إن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بمعدل سنوي 3.4% مقارنة بالوتيرة المعلن عنها سابقًا البالغة 3.2%.
وقال جيم ريتربوش من شركة ريتربوش وشركاه لاستشارات الطاقة: «تشير القوة في سوق الأسهم إلى أرباح آجلة قوية تشير بدورها إلى اقتصاد أميركي قوي بشكل مدهش يفضي إلى طلب أفضل من المتوقع على منتجات الطاقة».
وقال محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء إن بيانات التضخم أكدت أيضًا مبررات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لإرجاء خفض هدفه لسعر الفائدة على المدى القصير، لكنه لم يستبعد خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام.
وقال محللو «جي بي مورجان» في مذكرة: «السوق تتقارب مع بداية يونيو للتخفيضات لكل من بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي». وعادة ما تدعم أسعار الفائدة المنخفضة الطلب على النفط.
وسيترقب المستثمرون الإشارات من اجتماع الأسبوع المقبل للجنة الوزارية للمراقبة المشتركة لمجموعة المنتجين لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
المخاطر الجيوسياسية
وأدت زيادة المخاطر الجيوسياسية إلى زيادة التوقعات باحتمال انقطاع الإمدادات، لكن من غير المرجح أن تجري أوبك+ أي تغييرات في سياسة إنتاج النفط حتى انعقاد اجتماع وزاري كامل في يونيو. وقال جون كيلدوف، شريك شركة «أجين كابيتال إل إل سي» إن الهجمات التي شنتها أوكرانيا على البنية التحتية للطاقة الروسية عززت أيضًا المعنويات حول تناقص إمدادات النفط الخام العالمية وساعدت في دعم أسعار النفط.
وقال كيلدوف: «إنه هدف رئيسي، ويبدو أنهم لم يستجبوا لطلب إدارة بايدن بعدم مهاجمة البنية التحتية للطاقة الروسية».
وفي خطوة غير متوقعة، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أن بلاده قررت التركيز على خفض إنتاج النفط وليس الصادرات في الربع الثاني من أجل تقاسم تخفيضات الإنتاج بشكل عادل مع دول أخرى أعضاء في «أوبك بلس». وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت روسيا إنها ستخفض إنتاجها وصادراتها النفطية بمقدار 471 ألف برميل أخرى يوميا في الربع الثاني بالتنسيق مع بعض الدول في «أوبك بلس». وقال نوفاك للصحفيين إن« شركات النفط الروسية ستخفض الإنتاج بما يتناسب مع حصتها في إجمالي إنتاج البلاد من النفط». وتخطط روسيا لتقليل تخفيضات الصادرات تدريجيا، إذ ستبدأ خفضا إضافيا للإنتاج في أبريل بمقدار 350 ألف برميل يوميا، مع خفض الصادرات بمقدار 121 ألف برميل يوميا.
وفي مايو المقبل، سيكون الخفض الإضافي في الإنتاج 400 ألف برميل يوميا وخفض الصادرات 71 ألف برميل يوميا. وفي يونيو/حزيران، ستكون جميع التخفيضات الإضافية من إنتاج النفط.
اقرأ المزيد:
فايز الدويري يهاجم «نفاق أميركا» و«سذاجة العرب»
خليجيون| الأمن الإقليمي الخليجي يفتش في ملفات «الضرورة القصوى»