استقواء بالخارج.. انتخابات كردستان تهدد بتمزيق دستور «الاتحادية» في العراق

تواجهة الحكومة العراقية المركزية موقفا صعبا في ظل الصدام مع قيادات إقليم كردستان حول موعد إجراء الانتخابات البرلمانية في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي تحت راية الدولة الاتحادية.

وقال مصدر كردي رفيع المستوى إن رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني ورئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني كثفوا اتصالاتهم مع جهات دولية للضغط على الحكومة العراقية لتأجيل انتخابات برلمان كردستان حتى نهاية العام الحالي.

وأبلغ المصدر وكالة أنباء العالم العربيال (AWP) يوم الأحد بأن الاتصالات شملت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى، أكدوا خلالها «تعسف المحكمة الاتحادية في قراراتها بحق إقليم كردستان، بما في ذلك التحكم في انتخابات برلمان الإقليم"، واعتبروا إدارة الانتخابات من قبل الحكومة الاتحادية يفقدها "نزاهتها وحيادها».

أزمات الحكم الذاتي

وعادت مسألة الحكم الذاتي في الأقاليم العراقية للجدل عقب اتهامات مباشرة من حكام إقليم كردستان للحكومة المركزية العراقية بتقويض ما وصفته بـ «المكانة الدستورية» لإقليم كردستان، مقابل سعي إقليم الأنبار للحكم الذاتي.

الاستعانة بواشنطن

رئيس لجنة العلاقات الخارجية في برلمان كردستان العراق، ريبوار بابكي قال إن زيارة رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني للولايات المتحدة نقلت العلاقة بينهما إلى «مرحلة استراتيجية»، مشيرا إلى ما يتعرض له الإقليم من محاولات لتقويض مكانته الدستورية.

وأضاف بابكي في حديث سابق لوكالة أنباء العالم العربي «في السابق كانت الولايات المتحدة، تؤكد على الجانب الأمني في العلاقة بيننا، لكن أعتقد أن هذه الزيارة تكللت بنتائج منها أنها أوصلت العلاقة إلى مرحلة إستراتيجية، وهناك مواضيع أخرى دخلت إلى العلاقة منها الجانب التجاري وجانب الطاقة».

كان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قد أكد لدى استقباله بارزاني بالبيت الأبيض دعمه لأمن الإقليم منددا بالهجمات التي تشنها إيران وجماعات متحالفة معها على مواقع هناك.

تشابك وعقد المشهد السياسي

وكانت رئاسة إقليم كردستان قد ذكرت يوم السبت في بيان أن رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ابن شقيق مسعود بارزاني، التقى السفيرة الأميركية لدى العراق ألينا رومانوسكي «ونوقش خلال الاجتماع آخر تطورات الوضع السياسي والداخلي للعراق وإقليم كردستان، وعلاقات أربيل وبغداد، ومسألة انتخابات برلمان كردستان».

وزاد البيان «تبادل الجانبان الآراء ووجهات النظر حول أهمية انتخابات برلمان كردستان وملاحظات ومصادر قلق الأطراف بشأنها، وشددا على حل مشاكل أربيل وبغداد على أساس الدستور وحماية وضمان حقوق الجميع».

ضربة للانتخابات

وفي وقت سابق هذا الشهر، قرر الحزب الديمقراطي الكردستاني مقاطعة انتخابات الإقليم احتجاجا على حكم أصدرته المحكمة الاتحادية العليا الشهر الماضي بعدم دستورية مواد في قانون انتخابات برلمان الإقليم.

وبموجب حكم المحكمة العليا، سيتم تقسيم الإقليم إلى أربع مناطق انتخابية، كما أقرت المحكمة الاعتماد على المفوضية العليا للانتخابات في إجراء انتخابات برلمان كردستان، بدلا من تلك التي شكلها برلمان الاقليم باعتبارها غير دستورية.

ويوم الخميس الماضي، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات تمديد فترة تسلم قوائم المرشحين في انتخابات برلمان إقليم كردستان حتى اليوم الأحد، وعزا مسؤول حكومي، تحدث إلى وكالة أنباء العالم العربي بشرط عدم ذكر اسمه، القرار إلى إفساح المجال أمام الحزب الديمقراطي الكردستاني لاستكمال إعداد قائمة مرشحيه في الانتخابات.

وأضاف المصدر الكردي الذي رفض الكشف عن اسمه «مطالبات الحزب الديمقراطي الكردستاني تأجيل الانتخابات تأتي بعد رفض مفوضية الانتخابات اقتراحات قدمها الحزب خلال الفترة الماضية لإشراك مفوضية انتخابات الإقليم المنحلة في إدارة العملية الانتخابية وإسناد مهمة تلقي الاعتراضات والفصل بها إلى هيئة قضائية من الإقليم».

وقال عماد جميل، عضو الفريق الإعلامي للمفوضية العليا للانتخابات في العراق، لوكالة أنباء العالم العربي إنه حتى الآن لم تتسلم المفوضية قوائم مرشحي الحزب الديمقراطي الكردستاني. وينتهي موعد تلقي الترشيحات في منتصف الليل.

وأضاف جميل ردا على سؤال عما إذا كان تمديد الموعد النهائي سببه منح الحزب الديمقراطي الكردستاني الفرصة لإعداد قوائم مرشحيه "مهمة المفوضية إدارية وفنية ولا علاقة لها بالجانب السياسي، ولا نستطيع التكهن بمن سيقدم قوائمه".

وتفيد بيانات رسمية اطلعت عليها وكالة أنباء العالم العربي بأن الاتحاد الإسلامي الكردستاني والجبهة التركمانية وائتلاف سردم وائتلاف إقليم كردستان و12 مرشحا مستقلا هم فقط الذين قدموا ترشيحاتهم إلى مفوضية الانتخابات حتى يوم الأربعاء الماضي.

ومن المقرر إجراء الانتخابات في العاشر من يونيو. وبحسب بيانات مفوضية الانتخابات الاتحادية، فإن عدد الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع حوالي 3.8 مليون في إقليم كردستان.

قانون الانفصال الذاتي

وتنص المادة 119 من الدستور العراقي على أنه يحق لكل محافظة أو أكثر تكوين إقليم بناء على طلب بالاستفتاء عليه ييقدم بإحدى طريقتين، الأول طلب من ثلث الأعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الإقليم، أو طلب من عشر الناخبين في امحافظات التي تروم تكوين الإقليم.