وحدة اغتيالات روسية تزرع «هافانا» في أجساد مسؤولين أميركيين
كشف تحقيق حديث عن تفاصيل مثيرة بشأن دور روسي في إصابة دبلوماسيين ومسؤولين حكوميين أميركيين بـ"متلازمة هافانا"، الذي يعتبر سلاح جاسوسية شديد السرية، وفق تقارير غربية.
التحقيق أجرته قناة «سي بي إس» لمدة خمس سنوات مع «ذا إنسايدر» و«دير شبيغل» الألمانية، وتوصل إلى أن وحدة اغتيالات عسكرية روسية «تقف وراء الإصابات».
يقول التحقيق إن «الوحدة 29155» التابعة للمخابرات الروسية قد تكون وراء الأعراض العصبية، في أول دليل يربط خصمًا أجنبيًا بهذه الحالات، وف ما نقلت موقع «أكسيوس»، المرتبط بالمخابرات الأميركية.
أول ظهور لـ«متلازمة هافانا»
وظهرت «متلازمة هافانا» لأول مرة في كوبا عام 2016، عندما اشتكى موظفون في الاستخبارات الأمريكية ودبلوماسيون من أعراض مرضية غير عادية، وأصيب ضباط بوكالة المخابرات المركزية الأميركية، وظل الأمر طي الكتمان، لكن في النهاية انتشر الخبر كما انتشر القلق.
ويمكن أن تشمل أعراض «متلازمة هافانا»، التي يشير إليها المسؤولون الأميركيون باسم «الحوادث الصحية الشاذة»، الصداع الشديد والدوار والغثيان وآلام الأذن.
وتوصل التحقيق الإعلامي الجديد إلى أن «هناك هجمات محتملة قبل عامين في فرانكفورت، ألمانيا، عندما فقد موظف حكومي أميركي في القنصلية وعيه بسبب شيء يشبه شعاع الطاقة القوي».
دور «الوحدة 29155» في «متلازمة هافانا»
وأشار التحقيق إلى إصابة دماغية رضحية للموظف، والتعرف على «عميل للوحدة 29155»، حيث يقول جريج إدغرين، المقدم المتقاعد بالجيش مؤخرا والذي أدار تحقيق وكالة المخابرات الدفاعية في «متلازمة هافانا» من عام 2021 إلى عام 2023، للبرنامج الذي يبث على شبكة «سي بي إس»، إن رأيه هو أن «الولايات المتحدة تتعرض لهجوم من قبل نظام بوتين».
وأشار إدغرين متحدثًا علنا للمرة الأولى حول هذا الموضوع، إلى أن نحو 5 إلى 10% من المسؤولين ذوي الأداء العالي في جميع أنحاء الوكالة قد تأثروا. وتابع: «كانت هناك علاقة مستمرة مع روسيا.. كانت هناك زاوية ما حيث عملوا ضد موسكو، وركزوا عليها، وقاموا بعمل جيد للغاية».
وقال مارك زيد، المحامي الحاصل على تصريح أمني يمثل أكثر من عشرين عميلا يعانون من أعراض متلازمة هافانا، بما في ذلك من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية، إن هناك أدلة على «تستر» حكومي يتضمن «خطوط تحقيق من شأنها أن تأخذنا على الأرجح إلى إجابات لا نريد التعامل معها».
لا تفسير أميركي لأعراض «متلازمة هافانا»
وفشل الباحثون الأميركيون في تقديم أي تفسير للأعراض التي تصيب المسؤولين، بما في ذلك الصداع ومشاكل التوازن وصعوبات التفكير والنوم، التي جرى الإبلاغ عنها لأول مرة في كوبا عام 2016 وبعد ذلك من مئات الموظفين الأميركيين في بلدان متعددة.
وتوصل ممثلو مكتب مدير الاستخبارات الوطنية إلى أنه «من غير المرجح أن يكون خصم أجنبي مسؤولا» عن هذه الحالات. وفي المقابل لم يعلق المسؤولون الروس بعد على نتائج التحقيق. كما لم يرد ممثلو مكتب التحقيقات الفيدرالي والبيت الأبيض ووزارة الخارجية على الفور على طلبات «أكسيوس» بالتعليق.
النقطة الأبرز التي توصل إليها التحقيق، أن هناك نقطة مشتركة بين موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي المتضررين وهو أن «معظمهم، إن لم يكن جميعهم.. كانوا جميعا يعملون على شيء يرتبط بروسيا».