عملة الحوثيين الجديدة.. إليك القصة كاملة
أعلنت جماعة أنصار الله، (الحوثيون)، سك عملة معدنية من فئة 100 ريال يمني، في خطوة قوبلت بانتقادات واسعة النطاق، باعتبارها تؤدي إلى مزيد من التدمير للاقتصاد اليمني المتداعي بطبيعة الحال.
في البداية، أثارت تقارير عن تكهنات بشأن سك عملة جديدة في إيران لصالح جماعة الحوثيين المسيطرين على العاصمة صنعاء، في محاولة لتعويض النقص الشديد في العملة المحلية بمناطق سيطرة الجامعة التي منعت في وقت سابق التعامل مع العملة الصادرة عن المصرف المركزي في عدن، الواقع تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا.
الحوثيون يعلنون سك عملة جديدة فئة 100 ريال
لاحقا، أعلنت الجماعة في مؤتمر صحفي بمقر البنك المركزي في صنعاء، سك عملة معدنية من فئة 100 ريال، لمعالجة مشكلة الأوراق التالفة في مناطق سيطرتها من الفئة نفسها.
ويقول خبراء اقتصاد يمنيون إن معالجة ندرة السيولة أو استبدال التالف في متناول البنك المركزي بصنعاء، من خلال رفع الحظر عن استخدام العملة الجديدة الصادرة عن البنك المركزي في عدن.
وقررت حكومة الحوثيين طرح العملة الجديدة للجمهور في مناطق سيطرتها، لافتة إلى أن ذلك لن يؤثر على قيمة العملة، إذ سيتم إحلالها بدلا عن الأوراق التالفة.
لكن خبراء ومراقبين قالوا إن هذه الخطوة تضر الاقتصاد الوطني وتعمق الانقسام، خاصة أن تلك هي المرة الأولى التي يجرى فيها سك عملة معدنية من فئة 100 ريال، بينما كانت أعلى فئة معدنية هي فئة 20 ريالا.
ما علاقة إيران بسك عملة جديدة في صنعاء؟
ونقل موقع «مأرب برس» اليمني عن مصادر قولها إن العملة الجديدة لم يجرى سكها في إيران، وإنما جرى ذلك في صنعاء، لافتًا إلى المصرف المركزي في صنعاء لديه آلات لصك العملات المعدنية، كانت موجودة لدى الحكومات السابقة، واستولى استولت عليها الحوثيون.
ولم تستبعد المصادر في تصريحها للموقع المحلي قيام إيران عبر خبرائها في اليمن بمساعدة الحوثيين في عملية طباعة العملة المعدنية الجديدة، مشيرة إلى بعض التشابه في الشكل بينها وبين عملات إيران المعدنية.
في الأثناء، قال البنك المركزي في عدن إن هذا الإجراء «تصعيدي خطير وغير قانوني»، ولم يراعي مصالح المواطنين، معتبرا أن هذه العملة «مزورة» كونها صادرة من كيان «غير قانوني».
وحذر البنك الجهات والمؤسسات والأفراد من تداول أي عملة صادرة من البنك في صنعاء، وقال إنه «يحتفظ بحقه القانوني في اتخاذ الإجراءات القانونية الاحترازية لحماية الأصول المالية للمواطنين والمؤسسات المالية والمصرفية».
ما خلف عملة الحوثي؟
------
يسعي الحوثيين لاعتماد العملات المشفرة، وليس فقط البيت كوين المقاومة للرقابة.. .
في ديسمبر 2019 أصدرت ميلشيا الحوثيين تعليماتها للمناطق الخاضعة لسيطرتها للتعامل مع الفواتير الدولية باستخدام "كمية مساوية من الريالات الإلكترونية e-Rials"، وهي عملة… https://t.co/lu8U37VYUv— عرفات العامرى (@ArafatAmeri) March 30، 2024
اليافعي: الحوثيون يعانون من انعدام سيولة
المحلل الجنوب ياسر اليافعي، قال في مقطع مصور عبر صفحته على منصة «إكس»، إن الحوثيين يواجهون مشكلة في السيولة، خاصة الفئات الكبيرة التي باتت شبه معدومة، لكونها تالفة، وهو ما يؤدي إلى مشكلة أخرى في تسديد الديون، وزيادة البطالة.
وتابع أن الحوثيين يعانون من انعدام سيولة، ولا يستطيعون دفع رواتب منذ فترة طويلة، على الرغم من محاولتهم في العملات الإلكترونية لكنهم فشلوا، وبالتالي لجأوا إلى «جس نبض»، بطرح عملة معدنية جديدة لقياس مدى رد فعل البنك المركزي في عدن والحكومة، ومدى تأثر سعر صرف الريال اليمني.
وشدد على أن «طباعة العملة من دون تغطية بعملة أجنبية أو سندات أو ذهب يؤدي إلى انهيار العملة المحلية»، لافتا إلى أنه عندما جرى نقل البنك المركزي إلى عدن لتبعيته للحكومة المعترف بها دوليًا، حدث نقل «قانونية المصرف» لكن لم تُنقل أرصدة الاحتياطي من النقد الأجنبي، ولا أرصدة الحكومة وأرصدة البنوك التجارية والإسلامية.
حديث فيما يخص صك الحوثيين عملة جديدة، وموقف بنك عدن، ومخاوف الشماليين من عودة المؤسسات الى الجنوب!#اليمن#Yemen pic.twitter.com/kedEcKTfZD
— ياسر اليافعي (@yaseralyafai) March 31، 2024
وعن تأثير خطوة الحوثيين الحالية، ضرب اليافعي مثالا بما حدث في مناطق سيطرة الحكومة في عدن والمناطق الجنوبية، في العام 2015، وقتها حدثت ندرة في السيولة واضطرت الحكومة لطباعة أوراق مالية جديدة من دون وجود غطاء نقدي أجنبي وهو ما أدى إلى انهيار قيمة العملة المحلية.
بسبب تلف الأوراق النقدية فئة 100 ريال يمني الحوثيين يصدرون عملة معدنية تتداول في مناطق سيطرتهم بديلة عن التآلف صكت بدون تأمين او غطاء مما يجعلها خطوة أولى لبداية انهيار مالي سيمر على مراحل متوافته حتى يبلغ ذروته وبداية حقيقة لأولى خطوات الانفصال المالي. pic.twitter.com/RCXo7xqZ5M
— عبد القادر ابو الليم (@qadir_qadi) March 30، 2024
وحول مغزى طرح الحوثيين العملة حاليا، تابع المحلل الجنوبي: «يحتاجون إلى الريال لدفع رواتب الجنود والمستحقات في مرحلة ما بعد حرب غزة، والتي ستحاول الجماعة السيطرة على عدة مناطق من القوات التابعة لحكومة عدن».
وقال إن لجوء الحوثيين إلى سك العملة المعدنية وليست ورقية يرجع إلى أن كافة المؤسسات الدولية والبنوك لا تعترف إلا بالبنك المركزي في عدن، وبالتالي لجأ إلى سك العملة بفئة 100 ريال، لتوفير السيولة بكميات كبيرة، متوقعًا انهيار سعر الريال في مناطق سيطرة الحوثيين خلال الفترة المقبلة.
الحوثيين مصممين انهم يعيدو اليمن للخلف بأي طريقة.. .
البنك المركزي صنعاء يعلن عن طباعة عملة معدنية فئة 100 ريال.. .!!
ذالحين يكونوا الناس يحملون بجيوبهم صرة من الريالات..
الناس بتكون تمشي بالشارع تقنقح تقول مجاذيب.. هههههه
ايش اللعنة هذه اللي حلت اليمنيين!! pic.twitter.com/XTATVdifcO— رشاد الصوفي (@RashadSofe) March 30، 2024
وفي سياق ردود الفعل الغاضبة والانتقادات، دعا الناشط الجنوبي فضل اليافعي عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى استعادة «الدينار عملة الجنوب». أما الصحفي رشاد الصوفي فيقول إن «الحوثيين مصممين على إعادة اليمن للخلف بأي طريقة»، متابعا بتهكم: «الحين يكونوا الناس يحملون بجيوبهم صرة من الريالات».
الرئاسي يجتمع لاحتواء التداعيات
وبعد 24 ساعة من إصدار الحوثيين عملة معدنية جديدة، اجتمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي برئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب ووزيري المالية وسالم بن بريك والتجارة محمد الأشول، لاحتواء تداعيات الإجراءات التي اتخذها الحوثي.
واستمع الاجتماع إلى عرض بشأن الموقف الاقتصادي، والمخزون السلعي، والأداء الخدمي خلال شهر رمضان. كما تطرق الاجتماع إلى تقارير الأداء الاقتصادي والمؤسسي، وجهود تعزيز الاستقرار النقدي والمالي، بالتعاون مع كافة أجهزة الدولة، والاستفادة من دعم وخبرات الحلفاء الاقليميين والشركاء الدوليين.
ورغم عدم تطرق بيان رسمي للمجلس الرئاسي إلى خطو الحوثيين، لكن العليمي دعا إلى ضرورة «ضمان استمرار الوفاء بالالتزامات الحتمية للدولة بما في ذلك دفع رواتب الموظفين، والاعتمادات اللازمة لاستيراد السلع الأساسية».
اقرأ أيضًا:
اقتصاد متدهور وبحر مضطرب.. مهمة أممية «يائسة» في اليمن
دول خليجية ترحب بجهود السلام الأممية في اليمن.. ماذا قالت «الأزمات الدولية»؟