رد إماراتي حاسم على مجزرة موظفي الإغاثة في غزة
علقت الإمارات مؤقتا جهود المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الممر البحري انتظارا للمزيد من ضمانات السلامة وإجراء تحقيق كامل. جاء ذلك وفقا لتصريحات أدلى بها مسؤول إماراتي لوكالة رويترز.
وأسفرت غارة إسرائيلية عن استشهاد 7 أشخاص يعملون في مؤسسة سنترال ورلد كيتشن بغزة يوم الاثنين. وتعد الإمارات هي الممول الرئيسي للمساعدات عبر الممر البحري إلى غزة، وكانت سنترال ورلد كيتشن تعمل على ترتيب البعثات.
وصدر بيان مشترك بين الإمارات وقبرص، اليوم الثلاثاء حول مقتل موظفي المطبخ المركزي العالمي في غارة لقوات الاحتلال إسرائيلية. وفي البيان أعربت الإمارات وقبرص عن «إدانتهما الشديدة للغارة الإسرائيلية التي استهدفت موظفي الإغاثة الإنسانية في مؤسسة المطبخ المركزي العالمي».
أعمال العنف ضد العاملين في مجال العمل الإنساني
وفي السياق، دانت الدولتان بشدة «كافة أعمال العنف ضد العاملين في مجال العمل الإنساني الذين يكرسون حياتهم لخدمة المحتاجين»، وأكدتا أن استهداف موظفي الإغاثة الإنسانية يعد انتهاكا صارخا لجميع المعاهدات الدولية التي تكفل حماية عمال الإغاثة والإنقاذ.
ومن خلال مبادرة أمالثيا، تهدف دولة الإمارات وقبرص والمطبخ المركزي العالمي إلى تقديم مساعدات وإمدادات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة لتفادي وقوع المجاعة في شمال القطاع والتخفيف من حدة المعاناة في غزة، وذلك من خلال توصيل الإمدادات الغذائية وتوزيعها بشكل آمن، وفق البيان.
كما شددت الإمارات وقبرص على أن الكارثة الإنسانية في غزة تتطلب اعتماد مثل هذا النهج الدولي الجماعي للتخفيف بشكل عاجل من التداعيات التي تهدد حياة المدنيين الأبرياء، من خلال ضمان تدفق المساعدات بشكل عاجل وآمن ومستدام ودون عوائق.
الأسر الفلسطينية بحاجة ماسة إلى المتطلبات الأساسية
وفي ختام البيان، أكدت كل من الإمارات وقبرص أن الأسر الفلسطينية بحاجة ماسة إلى المتطلبات الأساسية لمنع تفاقم الوضع الصحي، ولذلك، «فمن الضروري أن تمارس إسرائيل مسؤوليتها في حماية العاملين في المجال الإنساني الذين ينبغي أن يكونوا قادرين على القيام بهذا العمل الحيوي بأمان ودون الخوف على حياتهم».
المطبخ المركزي العالمي
وكانت أعلنت منظمة ورلد سنترال كيتشن (المطبخ المركزي العالمي)، أمس الإثنين، أن مواطنين من أستراليا وبريطانيا وبولندا كانوا من بين 7 من موظفيها الذين قتلوا في غارة جوية لقوات الاحتلال الإسرائيلية في وسط غزة.
الاحتلال يعترف بالجريمة
و أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمسؤوليته عن مقتل عمال الإغاثة السبعة في قطاع غزة الليلة الماضية. وقال في بيان اليوم الثلاثاء، إن «مقتل عمال الإغاثة الأجانب كان نتيجة مأساوية لغارة إسرائيلية».
فيما أعربت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، كاثرين راسل، عن صدمتها لمقتل فريق منظمة «ورلد سنترال كيتشن» (المطبخ المركزي العالمي) في قطاع غزة ليلة البارحة. وأكدت المسؤولة الأممية على ضرورة حماية عمال الإغاثة واحترام القانون الدولي الإنساني.
كما أبدى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، عن غضبه بشدة لمقتل عمال فريق منظمة (المطبخ المركزي العالمي في قطاع غزة)
وشاركت المنظمة الغذائية بشكل نشط منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، في عمليات الإغاثة، ولا سيما بتوزيع وجبات غذائية على الفلسطينيين في القطاع.
وتدير المنظمة 68 مطبخا مجتمعيا في غزة، وأرسلت أكثر من 1700 شاحنة محملة بالأغذية ومعدات الطبخ حتى الآن خلال ما يقرب من ستة أشهر من العدوان.
وفي سياق آخر تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 179 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل.
وأسفر العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 32 ألفا و 916 شهيدا، وإصابة 75 ألفا و 494 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.