لماذا ينظر مصريون بـ«عدائية» لاستضافة السعودية مباريات الأهلي والزمالك؟
تسبب الإعلان عن إقامة مبارتي ديربي القاهرة بين الأهلي والزمالك بالدوري المصري هذا الموسم، في المملكة العربية السعودية، الكثير من الجدل، خصوصا وأنه من غير المعتاد أن تلعب مباريات الدوري المحلي في بلد غير دولة الفريقين، على عكس نهائيات الكؤوس وبطولات السوبر.
وسبق لكل من الأهلي والزمالك اللعب خارج الديار، في السعودية تحديدا، في غير مناسبة، وأبرزها بطولات السوبر ونهائي بطولة كأس مصر الأخيرة التي أقيمت على ملعب الأول بارك في العاصمة الرياض.
تنافس مزعوم بين القاهرة والرياض
ويبدو أن التنافس المزعوم بين الرياض والقاهرة خصوصا في مجالات «القوة الناعمة» بعد استقطاب المملكة للعديد من نجوم الفن المصري مؤخرا، يزعج الكثير من المصريين، أو ربما هناك توجه لإشعال فتيل هذه الفتنة.. ما يساعد على تأجيج نيران الحديث عن أن نقل مبارتي الدوري المحلي من مصر إلى الرياض هو أمر غير مبرر، ويعده البعض حلقة جديدة من حلقات محاولة المملكة «إخفات» الوه المصري وتفوقها التاريخي في مجالات الثقافة والفنون - حسب ما يدعي «قوميون» يقدمون أنفسهم كحراس للهوية المصرية.
ظهور تركي آل شيخ
وكانت النقطة الفارقة في هذه الحرب «المزعومة» على كل ما هو مصري، ظهور تركي آل شيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية، الذي عرفه المصريون قبل سنوات كمحب وداعم للنادي الأهلي، ثم داعم كذلك لمنافسه التقليدي الزمالك، حيث منح الناديين كثير من الصفقات التي جنب الأحمر والأبيض دفع ملايين الدولارات، قبل أن ينقلب الجمهور المصري - خاصة الأهلاوي - على الرجل صاحب النفوذ الكبير.
انتهت علاقة آل شيخ بالأهلي إثر خلافات مع محمود الخطيب رئيس النادي ثم مع جمهور المارد الأحمر نفسه، لينتقل بعدها رئيس هيئة الترفيه إلى الزمالك ليدعمه بالصفقات السوبر مثل المحترفين المغاربة أشرف بن شرقي وفرجاني ساسي، فضلا عن المدربين الأجانب.
كذلك انتهت علاقة آل شيخ بالزمالك، حين قرر تأسيس نادي جديد ينافس ويزاحم الأهلي خصوصا، فاشترى «الأسيوطي» وغير اسمه إلى «بيراميدز» ودعمه بصفقات سوبر ومدربين أجانب ذات تاريخ كبير، غير أنه فشل في تحقيق أي لقب قبل أن يبيع النادي للإماراتي سالم الشامسي.
خرج آل شيخ من مصر بعد خلافاته مع الأهلي والزمالك، غير أن علاقته بمصر لم تنقطع خصوصا ما تردد عن ارتباطه بفنانة مصرية وما صاحب ذلك من شائعات أخرى، وتحول رئيس هيئة الترفيه إلى الفن المصري، فنظم حفلات وليال مصرية في إطار موسم الرياض، ومنحت الجنسية المصرية لأكثر من فنان ومنهم محمد هنيدي.
الكثير من الأحداث والتفاصيل الصغيرة والشائعات رسمت تلك اللوحة، التي صورت الأمر وكأن هناك صراعا خفيا بين الرياض والقاهرة في إطار حرب باردة باستخدام «القوى الناعة».
اقرأ أيضا:
مصطفى شوبير.. من «أبناء العاملين» إلى «الإخطبوط الجديد»
أحاديث الصباح والمساء في «اغتيال» رمضان صبحي
الدوري السعودي وخطف كوادر مصرية
وعقب اتجاه للملكة نحو تدعيم بطولة الدوري لديها بنجوم العالم أمثال كريستيانو رونالو وبنزيما وماني وفيرمينو ونيمار وغيرهم، انتدبت الفضائيات السعودية الناقلة للبطولة كوادر مصرية في مجالات التعليق والتحليل والنقد الرياضي بداية من مدحت شلبي وليس انتهاء بأحمد عز وتامر بدوي.. ما رآه البعض بمثابة عملية اختطاف لهذه الوجوه التي لطالما ظهرت على الشاشات المصرية واجتذبت الجماهير.
كل ذلك جعل من الحديث عن إمكانية نقل مباراتي الأهلي والزمالك في بولة الدوري المصري إلى الرياض، حلقة جديدة من حلقات ذاك الصراع المزعوم.