وزير خارجية إيران في سلطنة عمان.. زيارة ما بعد «فجيعة دمشق»
قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الوزير حسين أمير عبد اللهيان توجه إلى سلطنة عمان اليوم الأحد في مستهل جولة إقليمية بعد أسبوع تقريبا من غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» أن وزير الخارجية الايراني «حسين أمير عبد اللهيان»، غادر طهران متوجها إلى مسقط، الیوم الأحد لإجراء المحادثات مع السلطات العمانية.
ومن أهم أهداف زيارة أمير عبد اللهيان إلى عمان، إجراء المحادثات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا المتعلقة بتنمية التعاون المشترك خاصة في مجال زيادة التبادلات التجارية ودراسة أهم القضايا الإقليمية والدولية.، وفق بيان «إرنا»
وتعد سلطنة عمان من أهم الشركاء الاقتصاديين والسياسيين للجمهورية الإسلامية في المنطقة لسنوات عديدة، وقد حولت العلاقات الاستراتيجية بين طهران ومسقط، البلدين إلى صديقين موثوقين، حسب البيان الإيراني.
القنصلية الإيرانية في دمشق، أنقاض❗️
pic.twitter.com/tA3tzdHR7p— علي (@allouush) April 1, 2024
طهران تتوعد
في شأن أخر توعدت إيران مجددا، بمعاقبة إسرائيل خلال جنازة 7 ضباط لقوا حتفهم في غارة جوية على مجمع السفارة الإيرانية في سوريا يشتبه في أن إسرائيل شنتها هذا الأسبوع.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني «حسين سلامي» إن إسرائيل في مرمى إيران على حد وصفه. وخلال كلمة له، أضاف سلامي أن أي هجوم ضد بلاده لن يمر دون رد، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق والتي أدت لمقتل عددٍ من كبار قادة الحرس الثوري.
سلامي قال أيضًا إن الرسائل التي تصل لإيران من داخل غزة تقول إنه لا مشكلة لديهم في الصمود على حد تعبيره.
إلى ذلك، قال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام بإيران محسن رضائي إنه تم اتخاذ قرار الانتقام من إسرائيل وسينفذ.
وأظهر التلفزيون الحكومي الإيراني متظاهرين يحملون صور القتلى، ولافتات تحمل شعارات مثل «الموت لإسرائيل» و«الموت لأميركا».
ومن بين القتلى في الهجوم الذي وقع يوم الاثنين على مجمع السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق البريجادير جنرال محمد رضا زاهدي القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني.
🚨
إسرائيل تدمر القنصلية الإيرانية في دمشق وتقتل قياديين في الحرس الثوري المجرم
📍لا وكلا ولن ننسى 😂 pic.twitter.com/GU7rI5Qqa5
— احمد بوطحنون..🇦🇪 (@a7meod_) April 1, 2024
أميركا تحذر من التهور الإيراني
في المقابل قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، لشبكة CNN، الجمعة، إن بلاده حذرت إيران من استخدام الضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق كـ«ذريعة لمهاجمة أفراد ومنشآت أمريكية».
وأضاف المتحدث أن التحذير جاء ردا على رسالة من إيران، ولم يقدم تفاصيل حول مضمون الرسالة الإيرانية، وكذلك حول الرد الأمريكي أو كيفية نقله إلى إيران.
وتابع المتحدث: «كما أشارت إيران علانية، تلقينا رسالة منهم، لقد رددنا بتحذير إيران من استخدام هذا كذريعة لمهاجمة الأفراد والمنشآت الأميركية».
ووصف مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن تحذير الولايات المتحدة لإيران كان مضمونه «لا تفكروا في ذلك».
وأضاف ذلك المسؤول، لشبكة CNN، أن الولايات المتحدة في «حالة تأهب قصوى وتستعد بنشاط لهجوم كبير من قبل إيران قد يحدث في أقرب وقت خلال الأسبوع المقبل"، ويستهدف المصالح الإسرائيلية أو الأمريكية في المنطقة ردا على الهجوم الذي قتله فيه قيادات بارزة في «الحرس الثوري» الإيراني.
بعد 5 أيام من مغادرته #القاهرة.. سلطان #عمان #هيثم_بن_طارق يبحث في #طهران سبل إعادة العلاقات بين #مصر و #إيران#الحدث pic.twitter.com/TeH0liz3f5
— ا لـحـدث (@AlHadath) May 29, 2023
الوساطة العمانية بين إيران والعرب
منذ تنصيب سلطان عمان هيثم بن طارق ولعبت السلطنة دورا دبلوماسيا أكثر نشاطا وزار بن طارق طهران القاهرة ونجح في تقريب وجهات النظر واستئناف العلاقات بين القاهرة وطهران.
بحسب مراقبين تحدثوا إلى «اندبندنت عربية»، نجحت وساطة مسقط هذه المرة في تقريب وجهات النظر بين البلدين، حيث أعلن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي الترحيب باستئناف العلاقات بين بلاده والقاهرة، الأمر الذي أكده بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية «فارس»، جاء فيه «نرحب ببيان سلطان عمان حول استعداد مصر لاستئناف العلاقات مع الجمهورية الإسلامية وليست لدينا مشكلة في هذا الصدد».
المراسل المعتمد في مجلس العموم البريطاني عادل درويش: جولة #كاميرون إلى المنطقة تهدف إلى عدم توسيع رقعة الصراع.. و #سلطنة_عمان تلعب دورًا مهمًا في إيصال رسائل طمأنة لـ #إيران #الحدث pic.twitter.com/6GALF1KsFf
— ا لـحـدث (@AlHadath) January 30, 2024
الوساطة مع الحوثيين
في المقابل تنوط سلطنة عُمان بدور مهم في الوساطة في النزاع اليمني من جهة ومن ناحية أخرى في الصراع الحوثي الغربي في المياه الدولية.
وسبق وناقش وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، خلال زيارته لمسقط إمكانية الوصول إلى هدنة دائمة في غزة، وسط هجمات مستمرة على سفن في البحر الأحمر من قبل جيران السلطنة: جماعة الحوثيين في اليمن.
ويُنظر إلى عُمان تاريخياً على أنّها «سويسرا الشرق الأوسط»، كما يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن الدكتور فواز جرجس لبي بي سي، مشيرا إلى حقيقة كونها «دولة حيادية لا تنخرط في صراعات إقليمية وليس لديها مطامع جيوسياسية».
وتدعم عُمان الشروط التي تقدّمت بها حكومة صنعاء، بقيادة جماعة أنصار الله الحوثية، لإنهاء التوتر في البحر الأحمر: فوقف عمليّاتها مرتبط بوقف حرب غزة ورفع الحصار عنها.