«محادثات سرية».. أكبر دولة إسلامية في العالم تتجه للتطبيع مع إسرائيل
استقلت إندونيسيا قطار تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يمثل «تحولاً مدهشًا» بالنسبة لأكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، وذلك في وقت تتزايد فيه المشاعر المعادية للكيان الصهيوني، خاصة بعد السابع من أكتوبر.
تطبيع مقابل عضوية
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن هذه الخطوة تمهد انضمام إندونيسيا إلى منتدى عالمي للدول المتقدمة، والذي عارضته إسرائيل في السابق، حيث أجرت السلطات الإندونيسية «محادثات سرية» منذ أشهر مع إسرائيل والأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ماتياس كورمان، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وفي حال انضمامها لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تشمل في عضويتها 38 دولة وتشكل نحو 43% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ستكون إندونيسيا أول دولة عضو من منطقة جنوب شرق آسيا أو من أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والثالثة آسيويا بعد اليابان وكوريا الجنوبية.
وبدأت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عملية إضافة جاكرتا إلى المنتدى الذي يضم 38 دولة في فبراير، لكن إسرائيل اعترضت على انضمامها بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية معها. ويجب أن تحصل الدول على دعم بالإجماع للانضمام إلى الكتلة المكرسة لتعزيز النمو الاقتصادي، من خلال السياسات المالية الليبرالية الجديدة.
خارطة طريق
واشترطت تل أبيب تطبيع العلاقات مع جاكرتا بشكل كامل مقابل سحب معارضتها بانضمام إندونيسيا إلى المنظمة، التي أشار متحدثها الرسمي إلى اعتماد خارطة طريق متعددة السنوات لانضمام إندونيسيا من قِبَل مجلس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في 29 مارس.
وتتضمن خارطة الطريق متطلبا مفاده أن المرشحين «يظهرون.. تشابها في التفكير في تصريحاتهم وأفعالهم وفي علاقاتهم مع المنظمة وأعضائها»، وفق التقرير.
وقال المتحدث: «أي قرار بدعوة إندونيسيا لتصبح عضوا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يجب أن يتم اتخاذه بإجماع جميع أعضاء المنظمة».
معاداة إسرائيل في إندونيسيا
وتزداد المشاعر المعادية لإسرائيل في إندونيسيا البالغ عدد سكانها أكثر من 275 مليون نسمة، إذ تحصل القضية الفلسطينية هناك على دعم قوي.
وتدعو إندونيسيا، وهي من أشد المؤيدين للفلسطينيين، إلى حل النزاع على أساس المعايير المتفق عليها دوليا التي حددتها الأمم المتحدة ومن بينها حلّ الدولتين.
وفي مارس من العام الماضي، أي قبل العدوان على غزة، جرى تجريد البلاد من دورها كمضيفة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم تحت 20 عاما، بسبب معارضة داخلية هائلة لمشاركة المنتخب الإسرائيلي في البطولة.
لكن الثلاثاء الماضي، سمحت إسرائيل لإندونيسيا بالمشاركة في مهمة إسقاط جوي للمساعدات الإغاثية فوق قطاع غزة للمرة الأولى، في إشارة محتملة إلى ازدهار العلاقات، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وقالت الصحيفة إنه «في عهد الرئيس الإندونيسي المنتهية ولايته، جوكو ويدودو، تسامحت إندونيسيا مع الاتصالات الهادئة على مستوى منخفض مع إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالتجارة، لكنها تجنبت إلى حد كبير العلاقات المفتوحة».
وتصل التجارة المباشرة وغير المباشرة بين إسرائيل وإندونيسيا إلى حوالي 500 مليون دولار سنويًا، حسبما قالت المديرة التنفيذية للمركز الإسرائيلي الآسيوي، ريبيكا زيفيرت، لـ«تايمز أوف إسرائيل» في عام 2022.
الخارجية الإندونيسية تنفي
من جانبها، جددت وزارة الخارجية الإندونيسية نفيها السعي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل الحصول على عضوية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
قال لالو محمد إقبال المتحدث باسم الخارجية الإندونيسية في تصريحات للصحافة الإندونيسية إن مسار انضمام بلاده إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيستغرق وقتا طويلا، مشيرا إلى أنه يفترض تبني خارطة طريق بهذا الخصوص الشهر المقبل.
وأكد أنه ليست لبلاده حتى الآن خطة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لاسيما في ظل مشاهد «الأعمال الوحشية الإسرائيلية في غزة»، وجدد التذكير بموقف إندونيسيا الثابت في دعمها لاستقلال فلسطين وحل الدولتين ونيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه.
اقرأ أيضًا:
«الجد المحبوب».. هل يعيد حكم العسكريين إلى إندونيسيا؟
إندونيسيا.. صفقة طائرات قطرية مستعملة تضع سوبيانتو في قفص الفساد
«خليجيون»| ما سر احتفاء الأزهر الشريف برئيس إندونيسيا الأسبق؟