العالم يحبس أنفاسه.. هل اقتربت لحظة انتقام إيران؟
قرّب الرئيس الأميركي جو بايدن المساحة الزمنية المتبقية على الرد الإيراني المحتمل ضد إسرائيل، عندما قال أمس الجمعة «لا أريد الخوض في معلومات سرية لكني أتوقع (أن تحصل الضربة) عاجلا وليس آجلا»، وذلك بعد ساعتين من الكشف عن عزم واشطن إرسال تعزيزات إلى الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف من أن تشن إيران قريبا هجوما على «إسرائيل».
وضعت هذه التطورات، بالتزامن مع أحاديث سياسية وأمنية عن قرب شن إيران هجومًا ضد أهداف إسرائيلية، الشرق الأوسط على كرة لهب، بانتظار حجم الانتقام وكيفية إدارة الأزمة، وما تسفر عنه.
تأهب ورعب في إسرائيل
في الداخل الإسرائيلي، تسيطر حالة الرعب والاستنفار والترقب على جميع المنشآت والأفراد، ويعيش الجميع في حالة من عدم الأمن، باعتبار أن الهجوم الإيراني المحتمل غير متوقع.
في الأثناء، نقلت شبكة «سي بي أس نيوز» عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن إيران قد تستهدف إسرائيل باستخدام 100 طائرة مسيرة وعشرات الصواريخ، والتي ستوجه نحو أهداف عسكرية إسرائيلية.
وقالت مصادر للشبكة إن هذه الهجمات قد تشارك فيها القوات الإيرانية بشكل مباشر، والميليشيات الموالية لطهران ووكلائها في المنطقة، مشيرين إلى أنه تم ضخ أسلحة عديدة لهم منذ أسابيع.
وانعكست التوترات الجارية على أداء شركات الطيران حول العالم، حيث ذكرت شركة «لوفتهانزا» الألمانية للطيران أنها مددت تعليق رحلاتها من وإلى طهران لمدة خمسة أيام حتى 18 أبريل، وأنها لن تستخدم المجال الجوي الإيراني خلال تلك الفترة.
شركات الطيران تعلق رحلاتها إلى إيران
و«لوفتهانزا» والخطوط الجوية النمساوية التابعة لها هما الشركتان الغربيتان الوحيدتان اللتان تسيران رحلات دولية إلى طهران التي تخدمها في الغالب شركات طيران تركية وشرق أوسطية.
بالمثل، قالت شركة الخطوط الجوية النمساوية، وهي آخر شركة بغرب أوروبا لا تزال تسير رحلات إلى إيران، إنها ستعلق جميع رحلاتها من فيينا إلى طهران حتى 18 أبريل في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة.
وواصلت النمسا رحلاتها لإيران لفترة أطول من شركتها الأم لوفتهانزا الألمانية نظرا لقربها أكثر إلى طهران الذي يجعل إلغاء رحلات أمرا أكثر سهولة بالنسبة لها.
في حين، قالت شركة طيران كانتاس الأسترالية، السبت، إنها غيرت مسار رحلاتها مؤقتا بين بيرث ولندن بسبب مخاوف متعلقة بالشرق الأوسط، مع تزايد التوقعات بشن هجوم إيراني على إسرائيل.
وقال متحدث باسم كانتاس «نعدل مؤقتا مسار رحلاتنا بين بيرث ولندن بسبب الوضع في بعض أنحاء الشرق الأوسط.. سنتواصل مع العملاء مباشرة إذا حدثت أي تغييرات في الحجوزات».
التحذير من السفر إلى إيران
من جهتها، نصحت وزارة الخارجية البولندية في تحديث لتوجيهات السفر الجمعة بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان.
وقالت الوزارة في بيان: «لا يمكن استبعاد حدوث تصعيد مفاجئ للعمليات العسكرية وهو ما قد يسبب صعوبات كبيرة في مغادرة هذه الدول الثلاث».
كما حثت ألمانيا مواطنيها على مغادرة إيران، قائلة إن هناك مخاطر من تصعيد مفاجئ في التوتر الحالي بين طهران وإسرائيل، مع احتمال اعتقال السلطات الإيرانية لمواطنين ألمان على نحو تعسفي.
واشنطن متأكدة من جدية رد إيران
في واشنطن، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن التهديد الإيراني حقيقي وقد يحدث.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن الولايات المتحدة سارعت إلى تحريك سفنها الحربية إلى مواقعها لحماية إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة، استعدادا لهجوم إيراني محتمل.
وإلى تل أبيب، قال الجيش الإسرائيلي إنه لم يصدر تعليمات جديدة للمدنيين، لكنه طلب من السكان توخي الحذر. وأوضح كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري في بيان بثه التلفزيون الجمعة «خلال اليوم المنصرم، أجرى الجيش تقييما للوضع ووافق على خطط لمجموعة من السيناريوهات في أعقاب تقارير وبيانات عن هجوم إيراني».
ولم تعلق وزارة الخارجية الإسرائيلية على التقارير الواردة عن إخلاء بعض البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية جزئيا وتعزيز الإجراءات الأمنية.
وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية «الرد الانتقامي سيأتي… تشير الافتراضية في الوقت الحالي إلى أن ذلك سيحدث قريبا جدا في الأيام القليلة المقبلة».
اقرأ أيضًا:
رسائل إيرانية إلى أميركا عبر دولة خليجية.. ما هي خطط «الهجوم الموعود»؟