«خليجيون»| هل يتحول «الصبر الاستراتيجي» الإيراني إلى «حرب شاملة»؟
يرصد محللون سياسيون تغيرا في قواعد الاشتباك لدى إيران عقب هجومها على إسرائيل بمسيرات وصواريخ، إذ تخطت على نحو معلن استراتيحية «الصبر الاستراتيجي» التي سلكتها مع إسرائيل وأميركا عقب اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني في بغداد في 2020، لتنتقل إلى سياسة «الردع العسكري المباشر»، وسط تحذيرات من فرص غير مستبعدة لاندلاع حرب شاملة.
وشنت إيران هجوما غير مسبوق ليل السبت ردا على ضربة جوية إسرائيلية على قنصليتها في دمشق مطلع أبريل أسفرت عن مقتل قادة كبار في الحرس الثوري وجاءت بعد أشهر من المواجهات بين قوات الاحتلال وحلفاء إيران في المنطقة بسبب الحرب في غزة.
وعلى نحو حاسم، قال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي عقب الهجوم إن «الرد الذي نفذته إيران يعني تغير المعادلة وانتهاء عصر الصبر الاستراتيجي، مضيفا في تغريدة عبر منصى «إكس»: «الآن تغيرت المعادلة. إن استهداف النظام الإيراني للأفراد والأصول الإيرانية سيقابل برد مباشر وعقابي».
Iran's victorious True Promise operation means that the era of strategic patience is over & the Israeli strategy of war between wars was defeated. Now the equation has changed. Targeting Iranian personnel and assets by the regime will be met with a direct and punishing response.
— Mohammad Jamshidi (@MhmmdJamshidi) April 14, 2024
الانتقال من الصبر الاستراتيجي إلى الردع العسكري
ويقول الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عمرو الشوبكي في تصريح إلى «خليجيون» إن إيران انتقلت من مفهوم «الصبر الاستراتيجي» إلى «الردع العسكري» معتبرا أن «التحرك الأخير لا يندرج تحت مفهوم الحرب الشاملة بل هو مجرد عراك لكسب نقاط سياسية عسكرية مستهدفا المدن الإسرائيلية حتى لو لم يحقق الأهداف بدقة أو يشكل تأثير عنيف على مواقع سقوط الصواريخ الإيرانية».
ورغم «محدودية» الرد الإيراني عسكريًا، فإن الشوبكي يعتبر أن إيران غيرت قواعد الاشتباك بالانتقال من «الحرب بالوكالة» إلى الرد بـ«الأصالة» فضلا الخروج من «دائرة التهديد» إلى «مرحلة التنفيذ»، متوقعًا «استمرار عمليات حرب الوكلاء سواء عبر الحوثيين في البحر الأحمر أو في الجنوب اللبناني من خلال قوات حزب الله».
ويشرح الباحث والأكاديمي المصري عمرو الشوبكي قائلا «ليس من المستبعد انزلاق وتيرة المعارك بين الدول من الردع إلى الحرب الشاملة»، شارحًا بالقول إن «التحول يتوقف على حدوث خطأ ما في الحسابات التي تدفع وتيرة الأحداث للخروج عن السيطرة أو الأهداف الأساسية».
ويقول مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن أبلغ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم مضاد على إيران إذا قررت إسرائيل الرد على هجوم كبير تعرضت له مساء السبت بطائرات مسيرة وصواريخ. وحاولت بايدن التقليل من شأن الهجوم الإيراني، إذ قال في مكالمة هاتفية مع نتنياهو أمس الأحد إن عليه أن «يعتبر هذه الليلة انتصار، لأن التقييم الأميركي الحالي هو أن الهجمات الإيرانية كانت غير ناجحة إلى حد كبير وأظهرت القدرة العسكرية المتفوقة لإسرائيل إلى جانب المساعدة من الولايات المتحدة».
ويرجع د.عمرو الشوبكي الضغوط الأميركية على إسرائيل وكبح جماحها في الرد على إيران، إلى «رغبة واشنطن في تحجيم الحرب الدائرة في الشرق الأوسط».
عمر الشوبكي: إيران انتقلت من مرحلة «الحرب بالوكالة» إلى «الحرب بالأصالة»
استمرار اغتيالات القادة الإيرانيين
في المقابل، تستبعد مصادر إسرائيلية أن يتضمن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني غير المسبوق خطوة حربية في إيران نفسها، بل تحركات مشابهة لتلك التي سبق أن نسبت إلى إسرائيل في الماضي، وهي مرتبطة بالصراع غير المعلن في البرنامج النووي وتكثيفه في دول المنطقة، مثل عمليات الاغتيال المحدودة، وفق صحيفة «يديعوت أحرنوت».
وكان مسؤولون إسرائيليون دعوا إلى هجوم قوي على إيران، وقال وزير الامن القومي ايتمار بن غفير أن المطلوب هو تنفيذ هجوم ساحق على إيران. ويأتي هجوم طهران في سياق وتيرة متصاعدة من التوتر والعداء بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.
ويتوقع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح إلى «خليجيون» أن إسرائيل «قد تخفف من وتيرة ممارسة عمليات الاغتيالات المستهدفة بها القيادات والمسؤولين الإيرانيين سواء في سوريا أو العراق أو لبنان، دون التوقف الدائم». متوقعا «مواصلة الاحتلال الإسرائيلي وإيران في حروب الردع لفترة ما، ضمن إطار حرب الاستنزاف المباشرة بعيدًا عن استخدام أذرع طهران في المنطقة».
اقرأ المزيد
انفجارات في تل أبيب ومجلس الأمن يعقد جلسة طارئة