العراق وأميركا يتفقان على تحويل الغاز المحترق لكهرباء
أعلن العراق والولايات المتحدة الأميركية عن توقيع مذكرات تفاهم لمعالجة الغاز المحترق وتحويله إلى كهرباء قابلة للاستخدام، من أجل السماح للعراق بالاستفادة من التكنولوجيا والخبرة الرائدة للقطاع الخاص الأميركي وفقًا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة لعام 2008، كما أكد الجانبان أهمية استئناف صادرات النفط عبر خط الأنابيب العراقي - التركي.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة التنسيقية العليا بين البلدين برئاسة ووزير التخطيط العراقي محمد تميم ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وأكد الجانبان، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، أهمية الشراكة الثنائية ودور العراق الحيوي في أمن المنطقة وازدهارها، وأعربا عن رغبتها في توسيع عمق ونطاق العلاقة بين البلدين، بما في ذلك في مجالات استقلالية الطاقة، والإصلاح المالي، وتقديم الخدمات للشعب العراقي، وتعزيز الديمقراطية وسيادة القانون، وتعزيز العلاقات التعليمية والثقافية، كما شارك ممثلون عن حكومة إقليم كردستان العراق في الاجتماع.
وعبر الجانبان عن رأي مشترك بأنّ العراق يمتلك القدرة على استغلال موارده الهائلة من الغاز الطبيعي، والاستثمار في بنية تحتية جديدة للطاقة ومصادر الطاقة المتجددة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول عام 2030.
وأثنت الولايات المتحدة على العراق للتقدم الذي أحرزه في مجال تقليل انبعاثات الغاز والعمل على تسويق الغاز المصاحب. وتعد إمكانات الغاز الكبيرة في إقليم كردستان العراق عنصرًا رئيسًا بأمن الطاقة في العراق، كما هو الحال مع زيادة استثمارات القطاع الخاص.
وأشارت واشنطن إلى خطة الربط الكهربائي بين العراق والأردن والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. وبعد سنوات من العمل لبناء ترابطه مع الأردن، بدأ العراق في استقبال 40 ميغاواط من الكهرباء لشعبه، ومن المقرر أن تزداد الطاقة في المراحل المستقبلية إلى 900 ميغاوات.
اهتمام العراق باستخدام الطاقة النووية السلمية
وناقش العراق والولايات المتحدة، أيضًا، اهتمام العراق باستخدام الطاقة النووية السلمية، بما في ذلك التقنيات النووية الناشئة، كما ناقشا التقدم الكبير الذي أحرزه العراق في تحديث قطاعه المالي والمصرفي، مما أدى إلى توسيع علاقات المراسلة مع البنوك في الولايات المتحدة وأوروبا.
جهود الإصلاح المالي وتشجيع الاستثمار الأجنبي
والتزم الجانبان بمواصلة جهود الإصلاح المالي، التي ستمكن العراق من تشجيع الاستثمار الأجنبي ومواصلة توسيع العلاقات المصرفية الدولية، وستعمل هذه الإصلاحات على مكافحة الفساد ومنع الاستخدام غير المشروع للقطاع المالي العراقي، مما يسمح للبنوك المحلية بأن تكون محركات للنمو الاقتصادي الشامل.
وقرر الجانبان تعزيز التعاون من خلال خطة مشاركة معززة بين الأطراف الفاعلة الرئيسة في حكومة العراق ووزارة الخزانة الأمريكية، لافتين إلى أهمية تحسين مناخ الاستثمار في العراق ومكافحة الفساد.
قرض أميركي للعراق بـ50 مليون دولار
ولدعم تطوير الأعمال الخاصة في العراق، ستقدم مؤسسة التمويل الدولية للتنمية التابعة للولايات المتحدة قرضًا بقيمة 50 مليون دولار، بتسهيل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للبنك الوطني العراقي، من أجل تقديم القروض للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مع التركيز على الأعمال التي لم تكن لها حسابات بنكية سابقة والأعمال التي تقودها النساء.
وجدد العراق التزامه بجهوده المستمرة بشأن الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وحماية حقوق الملكية الفكرية، كما التزمت الولايات المتحدة بدعم سلسلة من مشاريع برنامج الزائر الدولي القيادي للعراقيين لتطوير الخبرات في هذه المجالات، وأقرّ الطرفان بأهمية المشاريع الاستراتيجية والبنية التحتية في العراق، التي ستدعم التكامل الإقليمي وتعزز التجارة الدولية.
كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن تأثيرات تغير المناخ التي يشعر بها الشعب العراقي، وتعهدت بمواصلة دعمها لحل أزمة المياه في العراق وتحسين الصحة العامة، وأشادت بعمل اللجنة العليا للمياه لتحسين إدارة موارد المياه في العراق، ويعتزم البلدان العمل معًا بشكل وثيق لمعالجة تغير المناخ وشح المياه في العراق، وإنهاء حرق الغاز للحدّ من انبعاثات الميثان.
وأشادت الولايات المتحدة بإصدار العراق الوشيك لخطة العمل الوطنية، وشجعت بغداد على إعداد مساهمات وطنية أكثر طموحًا، بموجب اتفاقية باريس قبيل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ التاسع والعشرين، والتزمت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) بالعمل مع العراق على مستوى الحكومة المحلية، لتحسين خدمات إدارة المياه والنفايات، مشاركة الخبرات الفنية في إدارة المياه والاحتياجات الأخرى، كما أعرب الوفد العراقي عن اهتمامه بالتعاون مع الشركات الأميركية، لتبادل الخبرات في برامج التأمين الصحي وإدارة المستشفيات وأبحاث السرطان.
مباحثات سياسية
في الصعيد السياسي، ناقش الوفدان كيف يمكن للولايات المتحدة أن تدعم الحكومة العراقية بأفضل طريقة ممكنة لتعزيز العدالة للناجين وضحايا الإبادة الجماعية، التي ارتكبها داعش في عام 2014 وفقًا لسيادة القانون.
وناقش الجانبان أيضًا أهمية استقرار سنجار، حيث أكدت الولايات المتحدة مجددًا عزمها مواصلة دعم العراق في تعزيز استراتيجيته لمكافحة الاتجار بالأشخاص.
وأشادت الولايات المتحدة بالتطورات الإيجابية الأخيرة لدعم الأقليات، كما أشار الوفدان إلى التقدم المثير للإعجاب الذي حققه العراق في إعادة أكثر من 8000 من مواطنيه من مخيم الهول للنازحين في شمال شرق سوريا، وقد شكرت الولايات المتحدة العراق على التزامه بتسريع وتيرة إعادة المواطنين.
إرسال 3 آلاف طالب وطالبة للدراسة في الولايات المتحدة
وفيما يخص التعليم العالي والثقافة، بحثت الحكومتان دعم الولايات المتحدة لبرنامج المنح الدراسية، الذي أعاده رئيس الوزراء بهدف زيادة عدد الطلاب العراقيين الذين يدرسون في الخارج، إذ تعتزم حكومة العراق إرسال 3 آلاف طالب وطالبة للدراسة في الولايات المتحدة، من أصل 5 آلاف طالب وطالبة تخطط لإرسالهم للدراسة في الخارج. ورحبت الدولتان بالمبادرات التي تهدف إلى توسيع تعليم اللغة الإنجليزية وإرشاد الطلاب العراقيين المهتمين بالدراسة في الولايات المتحدة، أو الذين ينوون السفر إليها.