خليجيون| هل تخاطر إسرائيل بقصف البرنامج النووي الإيراني؟
تخيم أجواء الترقب العالمي حيال الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني، في ضوء ما كشفته تقارير عبرية من أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، طلب من جيش الاحتلال تحديد «أهداف محتملة» للهجوم الإسرائيلي على إيران، على أن تشمل منشآت نووية أو هجوماً سيبرانياً، الأمر الذي اعتبره محللون عسكريون غير مستبعد.
وشنت إيران هجوما غير مسبوق ليل السبت ردا على ضربة جوية إسرائيلية على قنصليتها في دمشق مطلع أبريل أسفرت عن مقتل قادة كبار في الحرس الثوري وجاءت بعد أشهر من المواجهات بين قوات الاحتلال وحلفاء إيران في المنطقة بسبب الحرب في غزة.
استغلال الفرصة وضرب منشآت نووية إيرانية
ويرجح الخبير العسكري المصري اللواء حمدي بخيت أن تستغل إسرائيل الاتفاق الأميركي الإيراني وتشن ضربة تستهدف منظومة الأبحاث النووية الإيرانية، معتبرًا أن الإمكانيات الإيرانية لا تستطيع أن تصد التطورات التكنولوجية العسكرية الحديثة، لافتا إلى أن الضربة الأخيرة كشفت القدرات الحقيقية «الغير فعًالة» وأن ما يقال عن المسيرات الإيرانية من دقة وسرعة مجرد دعايا كاذبة لاسيما بعدما تم اصطيادها بسهولة دون أن تتأثر إسرائيل بأي ضربة.
ويرى بخيت في تصريح إلى «خليجيون» أن المشهد العسكري بين إيران وإسرائيل تم الاتفاق عليه سلفًا بين الولايات المتحدة وطهران، والدليل على ذلك هو الإعلان الأميركي عن عزم طهران توجيه ضربة إلى الأراضي المحتلة قبل 72 ساعة، كما أن المشاركين في صد هذا الهجوم هي القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية والأردنية.
ورغم ذلك فإن بخيت يتوقع أن توجه إسرائيل هجومًا مماثلا لا يتعدى حدود «الضرب في الرمل».
الرد الإسرائيلي
وما يزال يدور داخل أروقة مجلس الحرب الإسرائيلي، جدل محتدم بشأن توقيت وطريقة الرد على الهجوم الإيراني الأخير، فبينما يدعو البعض إلى اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة، يحث آخرون على التريّث من أجل جذب المزيد من الدعم الدولي، وفق صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية أفادت نقلا عن مسؤولين سياسيين وأمنيين أن «إسرائيل قررت الرد بشكل حاسم وواضح على الهجوم الذي نفذته إيران السبت الماضي، وسيكون بطريقة لا تؤدي لاشتعال المنطقة». وأشارت إلى أن القوات الجوية تستعد لتنفيذ الرد الإسرائيلي المحتمل. كما أبلغ نتنياهو وزراء حزب الليكود أن إسرائيل سترد على إيران لكن بحكمة، وأن طهران يجب أن تعيش التوتر كما عاشته تل أبيب، كما دعا المجتمع الدولي، الاثنين، إلى «البقاء موحدا» في مواجهة إيران.
وسط حديث عن استهداف محتمل للبرنامج النووي الإيراني، جاء إعلان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أن مفتشي الوكالة عادوا إلى المنشآت النووية الإيرانية بعد أن أغلقتها السلطات، الأحد، لـ«اعتبارات أمنية». وأضاف غروسي، خلال مقابلة مع CNN، الثلاثاء، أن «الوضع في المنشآت يبدو أنه يسير كالمعتاد»، وأشار أيضا إلى أن الوضع كان «متوترا للغاية» خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتابع أن الوكالة «تعتقد أن في أوقات الصراع، ربما يكون استهداف المنشآت النووية مغريا لصانع القرار العسكري، لكنه سيكون خطأً فادحا له عواقب وخيمة جدا».
مسرحية هزلية
ويقول الخبير العسكري المصري حمدي بخيت لـ«خليجيون» «نحن أمام مسرحية هزلية بين أميركا وإيران وإسرائيل، هدفها إشغال العالم عن القضية الدولية الرئيسية المتمثلة في العدوان الإسرائيلي على غزة».
وعن حروب الفصائل العربية في اليمن ولبنان والعراق الموالية لإيران، يعتبر بخيت أنها «غير مؤثرة وتتحرك في نطاق ضيق»، مدللا بموقف حزب الله في لبنان الذي يشن ضربات محدودة دون إصابة أهداف مؤثرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
على مصر الاستعداد
لكن المحلل العسكري لا يستبعد أن يطال أي عمل عدائي دولا محيطة بإسرائيل ومن بينها مصر، ويشدد على ضرورة أن تكون «مصر على أهبة الاستعداد بتحديث أجهزة الإنذار والمراقبة»، مشيرًا إلى أن «الدولة المصرية تستطيع تأمين حدودها بكفاءة عالية».
ويختتم بخيت قائلا: «ليس هناك ضمانة في نوايا استغلال الأزمة في تحقيق أهداف من شأنها ضرب دول بعينها وتبرير ذلك بحجة (الضربات الخاطئة)، كما حدث مع تعرض برج المراقبة المصري للقصف قالت إسرائيل عنه آنذاك أنه حدث بالخطأ جراء عملياتها في غزة».